ألعاب للأطفال أكثر تطوّرًا.. والأكثر خطورة لإغراقهم والأهل في "متاهات القمار"

ألعاب للأطفال أكثر تطوّرًا.. والأكثر خطورة لإغراقهم والأهل في

"تستخدم شركات الألعاب، علم النّفس السّلوكي للتلاعب بالمستخدمين حول كيفيّة الإنفاق، فقد أصبحت العلاقة بين الألعاب والمقامرة غير واضحة بشكل متزايد".

بدأت تعلو صرخات عدد كبير من الأهالي في مناطق عديدة من العالم بسبب التكاليف الماليّة الباهظة التي يضطرون لدفعها إثر اكتشافهم أنّ طفلهم قد اشترى عناصر إضافية للعبته الإلكترونيّة المفضلة. 

 إذ بدلًا من الاعتماد على بيع نسخ اللّعبة، تعتمد العديد من شركات الألعاب، اليوم، على الإيرادات الناتجة عن عمليات الشّراء داخل اللّعبة أو المعاملات الافتراضيّة. ويمكن أن يكون المحتوى الذي اشتراه الطفل جماليًا بحتًا؛ مثل حركات رقص أو أشكال أو ملابس.

بدلًا من ذلك، يمكن أن توفّر عمليات الشّراء، داخل اللّعبة، ميزة تكتيكية لأسلوب اللّعب - أرواح إضافية أو ترقيات شخصيّة أو أسلحة - ما يوفّر ميزة أكبر على اللاعبين الذين لم ينفقوا الأموال على تطوير الشّخصيّات ومهاراتها.

فمن المتوقّع أن ينمو سوق المعاملات الافتراضيّة عبر الإنترنت من 67.94 مليار دولار في العام 2022 إلى 76.66 مليار دولار في العام 2023. ومع ذلك، هناك مؤشرات على ردود فعل غير راضيّة من الخبراء والمستهلكين على حدّ سواء، حيث تعد بعض الشّركات بإصدارات جديدة لا تتضمن ضرورة الشّراء داخل اللّعبة.

تقول أستاذة الجغرافيا البشريّة، في جامعة لوبورو، سارة ميلز:"تستخدم شركات الألعاب، علم النّفس السّلوكي للتلاعب بالمستخدمين حول كيفيّة الإنفاق، فقد أصبحت العلاقة بين الألعاب والمقامرة غير واضحة بشكل متزايد". إذ وجدت ميلز، خلال بحثها، أنّ تقنيّات المقامرة تجعل اللاعبين يلعبون لمدة أطول، وينفقون المزيد من المال، ويُدفعون إلى المزيد من إعادة الشراء.

تقول "فيكي شوتبولت"، الرئيس التنفيذي لمنظّمة  Parent Zone، وهي منظّمة تساعد الآباء على مراقبة أطفالهم في العالم الرقمي:"تعمل شركات الألعاب على كيفيّة تحفيز الألعاب للاعبين للتخلّي عن أموالهم". وتضيف:" اللاّعبون يرغبون بتجنّب الروتين في اللّعبة، من خلال إجراء عمليات الشراء داخل اللّعبة، وهو ما يعني أنّهم يتجنّبون ساعات من اللّعب الرتيب للتقدّم إلى مستوى آخر"، أي "ألم المتعة"، يعني أنّك تخاطر بخسارة إنجازات مهمّة حقّقتها في اللّعبة إذا لم تقم بالشراء لإنقاذ هذا الإنجاز".

في الوقت نفسه، فإنّ "أساليب التشويش"، مثل استخدام العملات داخل اللّعبة، تجعل من الصّعب معرفة المبلغ الذي تنفقه حقًا. إذ يُستخدم أسلوب آخر يسمّى "صناديق المعدات"، حيث يشتري اللاّعبون صندوقًا من دون معرفة ما بداخله، يمكن أن يحتوي على عنصر يغيّر قواعد اللّعبة، ولكن في كثير من الأحيان لا تكون الجائزة أكثر من تطوير متواضع أو خاصيّة غير مؤثرة.

تقول البروفيسور ميلز:"يندم الشّباب عندما يفكّرون في المبلغ الذي أنفقوهـ في محاولة الحصول على ميزة أو عنصر نادر. مع أنّ العديد من الأطفال يقولون إنهّم لا يحبّون الشّراء داخل اللّعبة، فقد أصبح إنفاق الأموال على التعاملات الماليّة أمرًا ليس مستغربًا. بينما زيادة الإنفاق على الألعاب، جعل بعضهم يشكّك بالمخاوف المتعلّقة بهذا النّوع من الإنفاق، ويناقشون مدى أهميّة الألعاب في مساعدة الشّباب والأطفال.

ويبدو أنّ مسار الأرباح الماليّة هذا يدفع بشركات أخرى إلى الاقتداء بالمنهج ذاته، إذ يقول "زينجهوا يانغ"، من ولاية كولورادو الأمريكيّة، صاحب شركة ألعاب سيرينتي فورج Serenity Forge :"نحن نعمل على توسيع آفاق النّاس، ولا تستخدم شركتي المعاملات الماليّة في ألعابها، لكن يمكن أن يتغيّر ذلك في المستقبل إذا وجدنا أنّها تسهم في تطوير ألعاب ذات مغزى ومؤثرة عاطفيًا تتحدى طريقة تفكيرك".

وتابع يانغ:"في حين أنّه قد يكون من الصعب على الآباء تتبع رسائل البريد الإلكتروني وكلمات المرور وبطاقات الدفع المسجلة عبر العديد من الأنظمة الأساسية والأجهزة - فهناك طرائق يمكنك من خلالها حماية ابنك المراهق وحسابك المصرفي".

ولكنّه يضيف محاولًا أعطاء حلول وسطية للأهل، تحافظ على ربحه في الآن نفسه:"يمكن استخدام حسابات الأطفال والرقابة الأبويّة لتعطيل عمليات الشّراء أو تعيين حدّ للإنفاق. كما يمكن للوالدين إعداد إشعارات البريد الإلكتروني للإبلاغ عن عمليّات الشّراء، واستخدام بطاقات الهدايا بدلًا من بطاقات الائتمان. وربما الأهمّ من ذلك أن يتحدث الأباء إلى أطفالهم".


كما يؤكد يانغ:"من واقع خبرتي، ينبع الاحتكاك من نقص حضور الوالدين. لدي الآن طفلان، وبدلًا من استخدام الألعاب كأداة لرعاية الأطفال، أتأكد من أنّني موجود في حياتهم عندما يستخدمون مثل هذه الوسائط".

موقع :  BBCكاثرين لاثام/ مراسلة شؤون الأعمال/ مع تصرّ في النص والعنوان

 

مواضيع مرتبطة

الألعاب الإلكترونية وسيلة لقولبة العقول لا للترفيه المعقول..!

لعبة "روبلوكس" ولعبة "Subway Surfers" إذا كان طفلك يلعب فيهما ..أوقفه فورًا,,,

"روبلوكس".. اللعبة الأكثر شعبية والأكثر تسهيًلاً للاعتداء على الأطفال

تحولت اللعبة من عالم يمكن أن يحدث فيه أي شيء إلى شبكة مظلمة من التجارة بالأطفال والاعتداء عليهم مقابل العملات الرقمية الوهمية.