الغرب يعمل على «مدوّنة سلوك» مشتركة للذكاء الاصطناعي.. فأي سلوك مقصود؟

الغرب يعمل على «مدوّنة سلوك» مشتركة للذكاء الاصطناعي.. فأي سلوك مقصود؟

الأمر الأكثر وضوحًا هو التخوّف من سنّ تشريعات لا تريدها الولايات المتّحدة الأميركيّة في الدرجة الأولى، في مقابل خوفها من التفوّق الصيني..

أعلن الاتّحاد الأوروبي والولايات المتّحدة، منذ يومين(الأربعاء)، مشروع «مدوّنة سلوك» مشتركة للذكاء الاصطناعي تكون متاحة لشركات هذا القطاع، على أساس تطبيق طوعي، بمواجهة مخاطر فرض الصين نهجها في تنظيم قطاع يشهد فورة كبيرة.

يظهر إجماع عبر العالم، يشمل المسؤولين السياسيين ومبتكري القطاع، على الحاجة إلى تحديد إطار لتكنولوجيا ثوريّة تنطوي على مخاطر كبرى بحصول تجاوزات. وبعد اجتماع في شمال السّويد، صرّح وزير الخارجيّة الأميركي "أنتوني بلينكن" أنّ الغربيين يشعرون بـ«الحاجة الملحّة» إلى التحرّك، مع تسليط الأضواء على هذه التكنولوجيا وأدواتها الثوريّة، مثل روبوت الدردشة «تشات جي بي تي».

وقال، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع مسؤولين كبار في بروكسل، إنّ مدوّنة السّلوك «ستكون مفتوحة لكلّ الدّول التي تتشاطر الذهنية ذاتها».
من جهتها، أفادت نائبة رئيسة المفوضية الأوروبيّة للمنافسة "مارغريتي فيستاغر"، المعروفة بصراعاتها مع عمالقة الإنترنت الأميركيين، أنّه سيّطرح نسخة أوليّة «خلال الأسابيع المقبلة». من هذه مدوّنة السّللوك.

إذ يخشى الأميركيون والأوروبيون أن يفرض العملاق الصيني معاييره في هذا المجال، إذا لم يوحّد الغرب صفوفه. وويطمح الاتّحاد الأوروبي إلى أن يكون أوّل من يضع إطارًا قانونيًا متكاملًا وإلزاميًا للحدّ من تجاوزات الذكاء الاصطناعي، غير أنّ هذا الإطار لن يدخل حيّز التنفيذ سوى في نهاية العام 2025 على أقرب تقدير، في حين أنّ مدوّنة السّلوك المشتركة مع الولايات المتّحدة سيكون تطبيقها طوعيًا، على ما أوضحت "فيستاغر".

«مايكروسوفت» و«ميتا» و«غوغل»

لقد اكتشف العالم بذهول، في الأشهر الأخيرة، قدرات هذه التكنولوجيا التي ما تزال قيد التطوير، مع أدواتها وبرمجياتها القادرة على التعلّم بسرعة فائقة لتحسين أدائها. وتهيمن على هذا القطاع شركات الإنترنت الأميركيّة العملاقة، مثل «مايكروسوفت» المساهم الرئيسي في شركة «أوبن إيه آي»، الشركة المشغلّة لبرنامج «تشات جي بي تي»، و«ميتا» و«غوغل».

وأثنت «جمعية صناعة الكمبيوتر والاتصالات»، وهي مجموعة ضغط في هذا القطاع تضم «أمازون» و«أبل» و«ميتا» و«غوغل» و«تويتر»، على «التزام عابر للأطلسي متزايد وطليعي، وخصوصًا في وقت يواصل فيه الاتّحاد الأوروبي مشروعه الطموح للتنظيم الرّقمي الذي سينظّم السّوق للسنوات المقبلة».

بانتظار الإطار الإلزامي، تطرح بروكسل، بدعم من شركات إنترنت عملاقة، مثل «غوغل»، تنظيمات طوعيّة. كذلك وضعت الصين مشاريع تنظيميّة، ولا سيما برنامج «كشف أمني» على أدوات الذكاء الاصطناعي. أما من الجانب الأميركي، فليس هناك أي مشروع آنيّ مطروح، رغم خوض واشنطن كثيرًا من المحادثات.

جاء في البيان الختامي لذلك الاجتماع أنّ : «الاتّحاد الأوروبي والولايات المتّحدة يتقاسمان وجهة النظر المشتركة بأنّ تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تنطوي على فرص كبرى، لكنّها تطرح أيضًا مخاطر على مجتمعاتنا».

في مصادفة ملفتة، ألقت رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن، صباح اليوم، خطابًا في البرلمان، كُتب الجزء الأول منه بالكامل بواسطة «تشات جي بي تي»، بهدف تسليط الضوء على الجانب الثوري لهذه التكنولوجيا، فضلًا عن مخاطرها على الديمقراطية. وقالت للنواب الدنماركيين: «رغم أنه لا يصيب المطلوب على الدوام، سواء في تفاصيل برنامج عمل الحكومة أو علامات الترقيم (...)، فإن ما يمكن لـ(تشات جي بي تي) أن يفعله يثير مشاعر متضاربة من الدهشة والرعب في آن».

وكالات

مواضيع مرتبطة

كيف يقمع عمالقة التكنولوجيا الموظفين المناصرين لفلسطين؟

تقرير "حملة" يعطي فكرةً عمّا يجري خلف الأبواب المغلقة لكبريات الشركات، والتضييق والقمع الذي يتعرض لها الموظفون المناصرون لفلسطين

«مراسلو» غزّة الصغار: للموت الفلسطيني صوت وصورة

تمكنت الطفلة ريناد عطالله، من خرق هذا التعتيم، ببسمتها العريضة وعبارتها «حان وقت الحقيقة»

باحثون يطورون طريقة مبتكرة لتخزين البيانات في الحمض النووي

اعتمد الباحثون على 700 قطعة من الحمض النووي كمكونات بناء فريدة في نظام تخزينهم الجديد.

كلمات مفتاحية

تكنولوجيا