تربوي متخصّص لـــ"أمان الأطفال" في أسبوع الأسرة: كيف تعلّمون أولادكم تحمّل مسؤوليّة تدبير الأسرة؟

تربوي متخصّص لـــ

هل يمكن الاقتداء بمثل أسرة "النورين" النموذجيّة؟

"أسبوع الأسرة"؛ هو احتفائيّة بدأت، منذ سنوات قليلة جدّا، فرضتها ظروف ومتغيّرات ثقافيّة واجتماعيّة واقتصاديّة، فتطلّب الأمر ضرورة الإسراع في تكتل اجتماعي يحافظ على نواة الأسرة في مجتمعنا الإسلامي. وذلك من أجل الإبقاء على الوحدة والتماسك الأسري، والذي هو مدماك أساسي منعكس تمامًا على وحدة المجتمع والأمّة ككل. فمن نواة الأسرة الناجحة، نصنع المستقبل المشرق لأجيالنا القادمة.

 

لقد اختير زمن هذه الاحتفائيّة مطابقًا للتاريخ الهجري لزواج الإمام علي بن أبي طالب من السيدة فاطمة الزهراء بنت خاتم الرّسل والأنبياء النّبي محمّد (ص)، والتي كانت تُلقب بـــ"أم أبيها". فقد كان هذا زواجًا مثاليًا في الإسلام، وحتى في تاريخ البشريّة كلّها، فاستحقّ أن يكون رمزًا ممثًلا للأسرة الناجحة والقدوة، فسُمّي بـــ"زواج النّورين".

السّؤال؛ هل يمكن الاقتداء بمثل هذه الأسرة النموذجيّة على الإطلاق؟ كيف يمكن أن نساعد أبناءنا ليكونوا رجالاً ونساء مسؤولين في المستقبل؟ هناك طرائق تربويّة متعدّدة، قد يكون الجانب الاقتصادي أحد أهمّ جوانب الحياة التي تفرض على الأباء بذل مجهود كبير لتأمين مستلزمات العائلة ومتطلباتها الماديّة والاقتصاديّة واللوجستيّة. فهل يمكن للأبناء المشاركة في هذه المسؤوليّة، وهل هذه المشاركة تصنع منهم أناسًا مسؤولين وناجحين في حياتهم؟

يجيبنا عن هذه الأسئلة المتخصّص في القضايا التربويّة الباحث من "مركز الأبحاث والدّراسات التربويّة" الدكتور "جواد قصير". إذ برأيه أنّ الجانب الاقتصادي المالي للأسرة يشكّل عاملًا مؤثرًا على استقرارها وسعادتها، كما يشكّل مصدرًا مباشرًا أحيانًا، وأحيانًا أخرى غير مباشر للخلافات والتنازع إذا لم يُدار بطريقة صحيحة. وهذا، ما يشير إليه الرّسول الأكرم (ص): "لا أخاف على أمّتي الفقر ، ولكن أخاف عليهم سوء التدبير". 

وبناءّ عليه؛ لا بدّ من أخذ مجموعة من الأمور بالحسبان لضمان سعادة الأسرة بغضّ النّظر عن مستواها الاقتصادي وحجم مدخولها المالي؛ ومنها: 

أولًا: أهميّة التخطيط المالي للأسرة، عبر توقع الموارد التي ستحصّلها الأسرة في المرحلة المقبلة (شهر، سنة..) وتوجيه عمليات الإنفاق والاستهلاك بناء للموارد والسّعي لتأمين التوازن بينهما. وهذا ما يتيح للأسرة تحديد سياستها الماليّة، خلال امرحلة المقبلة بين التقشف أو التوسعة، ويحميها من الوقوع في الضيق المالي غير المحسوب، بين الحين والأخر، مع ما ينتج عنه من خلافات بين بين الزوجين أو مع الأولاد. 

ثانيًا: إشراك أفراد الأسرة، كلّ بحسب قدراته وإمكاناته، في عمليّة التّخطيط المالي للأسرة، ولو بالحدّ الأدنى. فهو له فوائد تربويّة واقتصاديّة جمّة؛ ومنها: 

1- تربيتهم على تحمّل المسؤوليّة ما يمنع الإسراف ما يجعلهم أفرادًا قادرين على إدارة أسرهم ماليًا.
2- رفع مستوى تعاونهم خلال ظروف التقشف.
3- حثّ القادرين منهم على المساهمة في توفير مداخيل إضافيّة للأسرة. 
4- تنمية مهارات الاقتصاد المنزلي لدى الأبناء، وتحضيرهم ليكونوا قادرين على إدارة ماليّة أسرهم المستقبليّة. 

ثالثًا: الاهتمام بالجانب المعنوي للمكافآت والهدايا ومشاريع الترفيه وعدم الاقتصار على الحوافز الماديّة. 

رابعًا: الحدّ من السّلوك الاستهلاكي القائم على السّعي للحصول على كلّ الخدمات والسّلع التي قد لا تكون مورد حاجة فعليّة لدينا، وإنّما نتيجة الانقياد والتأثر بالإعلانات والحملات التسويقيّة المكثفة التي نتعرّض لها، ولا سيما في وسائل التواصل الاجتماعي. 

خامسًا: الالتفات إلى أهميّة الاحتفاظ بقسم من الدّخل، ليكون ذخرًا احتياطيًا للأي طارئ أو لاستثماره وزيادة الموارد لاحقًا. 

سادسًا: السّعي لتنويع مصادر الدّخل بين الثابت والمتحرّك بما يحدّ من أثر أي أزمة قد تطرأ لاحقًا.

سابعًا: السّعي إلى الدّخول في استثمارات مدروسة، ولو بمبالغ ماليّة محدودة، وعدم الاكتفاء بالراتب الشهري بحال كان ربّ الأسرة موظفًا أو الأفراد الأخرين موظّفين.

ثامنًا: تجنّب القروض الاستهلاكيّة ما أمكن، وعدم الاقتراض إلا عند التأكّد من القدرة على السّداد.


في الخلاصة، إنّ التّخطيط المالي للأسرة هو المدخل لضمان إدارة سليمة لاقتصاد الأسرة، وهو ما ينعكس إيجابًا على الأسرة اجتماعيًا واقتصاديًا ونفسيًا وتربويًا.

 

 

 

مواضيع مرتبطة

3 أخطاء تربوية تقعين بها مع طفلك في عمر أقل من ثلاث سنوات

يجب على الأم أن تهتم بكل خطوة تقوم بها مع طفلها في سنتي المهد، وما تحت سن ثلاث سنوات

استغلي بداية العام الجديد لتعليم طفلك التخطيط لبناء أهدافه

يُعَدُّ العام الجديد فرصة جيدة لتعليم الأطفال كيفية تحديد أهدافهم،

إستراتيجيات لغرس قيم التسامح والاحترام عند الأطفال مبكرًا

اختاري العقاب المنساب للطفل، ولا تبالغي فيه لكي لا يرث الطفل حقدًا دفينًا على المجتمع من حوله وينعكس ذلك على تصرفاته،

كلمات مفتاحية

إرشادات نصائح