يكتشف العديد من المشاركين في مواقع اجتماعيّة بعدما تنتهي مدة اشتراكهم فيها أنّ عضويتهم تتجدّد في الموقع بشكل تلقائي. فيصُدمون عندما يكتشفون أنّهم كان يُلاحقون مقابل عدم تسديدهم المال والغرامات، كما يُهدّدون بوكالة تحصيل ديون.
إذ تُنفق مئات الملايين سنويًا على اشتراكات غير مستخدمة، وفاقًا لجمعية مراقبة المستهلك غير الربحية "مكتب نصيحة المواطنين". فألقى معظم الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع الذي صدر مؤخرًا، باللّوم على التجديد التلقائي للاشتراكات في ذلك. فقد وقع كثيرون ضحيّة الاشتراك في نسخة تجريبيّة مجانيّة ثمّ نسيان إلغائه، ما يؤدّي إلى مدفوعات مقابل خدمات لا نحتاجها. وتعمل الحكومة في المملكة المتّحدة على إجراءات صارمة ضد التقنيات التي يستخدمها كبار تجار التجزئة عبر الإنترنت لمحاولة حبس الأشخاص داخل اشتراكات تتجدد تلقائيًا.
وهي تقترح قواعد جديدة، تتطلّب من الشركات إرسال "إشعارات تذكير" للعملاء للتأكد من أنّهم على دراية باستمرار اشتراكهم. ولم يكن الجميع سعداء بشأن الخطط الحكومية هذه. إذ اتهمت "شركة ديزني" الحكومة البريطانيّة بمحاولة تنفيذ "إدارة دقيقة" للطريقة التي تتفاعل بها الشركات مع عملائها.
من جهتهم، أبلغ المنظّمون الأمريكيون أيضًا الشركات بأن تكتيك عدم إرسال إشعارات تذكر بالتسجيل التلقائي، ينتهك قوانين حماية المستهلك. وأصبحت "أمازون" الهدف الأكثر شهرة في تلك المعركة هذا الشهر، بعد أن رفعت عليها الولايات المتّحدة دعوى قضائيّة بشأن مزاعم أنّها خدعت العملاء للتسجيل في تجديد تلقائي لاشتراكات "برايم" وجعل من الصعب إلغائها. وقد رفضت الشركة هذه الاتهامات.
تقدم مجموعة كبيرة من الشركات الآن اشتراكات تتعلّق بأشياء مختلفة، من توصيل الطعام إلى العدسات اللاصقة والسّوق في نمو مستمر. وتقدّم كثير من الشركات نسخة تجريبية مجانية، أو خصومات مقابل التسجيل بخدماتها.
مع ذلك، قال الأشخاص الذين تحدّثت اليهم "بي بي سي"، عن شعورهم بأنّهم قد تم حبسهم في الاشتراك مخالفة لرغبتهم، لأنّهم نسوا إلغاءه عند انتهاء المرحلة التجريبية المجانيّة. وقال "جون"، على سبيل المثال، لــــ"بي بي سي" إنّه اشترك في خدمة الفيديو "أمازون برايم" لمدة 30 يومًا مجانًا، ونسي إلغاء اشتراكه عندما انتهت المرحلة المجانيّة. وقال: "لقد أنفقت 6.99 جنيهات إسترلينية شهريًا لمدة 18 شهرًا من دون سبب".
بالنسبة إلى شركات، مثل "أمازون"، فإنّ التسجيل التلقائي أمر لا يحتاج إلى تفكير، وفقًا لمحللة الأبحاث "كلير هولوبوسكي" من شركة "إندرز أناليسيس". وتقول إنّ الشركات يمكن أن تنمي قاعدة عملائها، إما عن طريق الاستثمار المستمر لتحسين منتجاتها، أو عن طريق الاشتراكات وهو "الطريق الأسهل". وتضيف: "يقوم العميل بتجربة المنتج مرّة واحدة، ثم يحبس في الاشتراك، ما يمنح الشركة تدفق إيرادات سهلة نسبيًا ومن دون أي تكلفة إضافية". وتقول هولوبوسكي أنه أصبح هناك تحولًا في عقليّة المستهلك، في السنوات الأخيرة، وأصبحنا معتادين على الدفع مقابل المنتجات والخدمات على أساس شهري.
لكن نماذج الاشتراك ليست بالضرورة صفقة سيئة للعملاء، لا سيما إذا كانت تمكّنهم من الحصول على منتجات مجانية أو خصومات، وتقدم العديد من الشركات إشعارات للعملاء عندما يحين وقت تجديد اشتراكهم. وتقول حكومة المملكة المتّحدة إنّ مشروع قانونها من شأنه أن "يضمن حصول المستهلكين على صفقة عادلة".
لكن "مكتب نصيحة المواطنين" يقول إن الأمر يجب أن يذهب إلى أبعد من ذلك، حيث يدعو إلى حظر التجديد التلقائي تمامًا وجعل الشركات تطلب من الأشخاص الاشتراك، بدلًا من إلغاء الاشتراك بعد تجربة مجانية.
كيفية تجنب الوقوع في فخ الدفع التلقائي
كشفت دراسة جديدة عن أسلوب شائع في كتابة الرسائل النصية قد يؤثر سلبًا على كيفية إدراك الناس لصدق المرسل.
الصورة تساوي ألف كلمة، لكنك لا تحتاج إلى كتابة أي منها من أجل البحث على الإنترنت هذه الأيام،
أصبحت ثقة نحو 3 أرباع المستهلكين (72%) بالشركات أقل مقارنة بالعام 2023
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال