العائلة هي عماد أي مجتمع، وهي الأساس الثابت والمتين الذي تبنى عليه الأمم والحضارات؛ فالأسرة هي حجر الزاوية، وقد جعل مؤسس علم الاجتماع "ابن خلدون" للأسرة دورًا محوريًا في بناء الدّولة، فهي من وجهة نظره الأساس الذي تبنى عليه العصبيّة، والعصبيّة بمعناها الواسع هي أساس الدّولة.
للعلاقات الأسريّة القويّة العديد من الفوائد، بحسب ما ذكرته منصّة "فري ويل مايند" (verywellmind)، ومن أبرزها:
• مساعدة الأفراد على التعامل مع ضغوط الحياة.
• زيادة الثقة في النفس واحترام الذات.
• تحقيق الرفاهيّة لأفراده كافة.
• تشجيع الأفراد على الانخراط في أنشطة وسلوكيّات صحيّة واجتماعيّة مفيدة.
• تقديم الدعم الاجتماعي.
• بناء أساس متين لعلاقات صحيّة قائمة على الثقة في الآخرين.
• توفير الشّعور بالأمان والدفء والحبّ.
• بناء شخصيّة أفراد الأسرة بشكل سليم.
• تنمية القيم الإيجابيّة، مثل التضامن والمشاركة ومحاربة القيم السّلبيّة، مثل الأنانيّة وحبّ الذات.
وعلى العكس من ذلك، فإنّ النشأة في ظلّ أسرة مضطربة ومفكّكة يؤدّي إلى الاستنزاف العاطفي، ويسبّب الكثير من الضرر والأذى لأفراد الأسرة، لاسيما الأطفال الذين ينشأون في جوّ سام وبيئة غير صحيّة؛ مما يؤدي إلى اضطرابات تكون لها آثار بعيدة المدى، وتتسبب في النهاية في تفسخ وتحلل المجتمع.
نستعرض لكم في هذا التقرير 6 خصائص أو سمات تتصف بها الأسرة السّليمة، حسب ما ذكره عدد من المنصات والمواقع المتخصصة مثل "سايكولوجي تودي" (psychology today) و"فري ويل مايند" (verywellmind) و"هيليث فولي" (healthfully) و"بال" (pal.ua.edu) وغيرها.
يشمل هذا احترام الحدود ومراعاة خصوصيّة كلّ فرد من أفراد العائلة، بمن فيهم الأطفال الذين تُحترم خصوصيتهم، وتشجيعهم على بناء شخصيّات مستقلّة خاصّة بهم.
وفي العائلات السّليمة يقوم الأب والأم بتقديم نموذج صحي من الأفعال والتصرفات التي يحتذى بها أمام الأطفال؛ مثل ضبط النفس وحسن التصرّف في مواجهة تحديات الحياة، حيث يراقب الأطفال بانتباه شديد طريقة تصرّف الأب والأم في مختلف الحالات ويتعلّمون منها.
في الأسرة السّليمة يسمح لجميع أفراد العائلة بإبداء آرائهم تجاه مختلف القضايا، ويجب على أفراد العائلة تقدير هذه الآراء والسّماح بالتعبير عنها ما دامت محترمة، حتى لو اتخذ الكبار القرار النهائي، ولم يأخذوا برأي الأبناء. ولكن قبل ذلك يجب التعامل مع وجهات نظرهم باحترام وتقدير وإجراء النقاش اللازم حولها قبل اتخاذ القرار النهائي. ففي العائلات التي لا يوجد فيها مجال كبير لاختلاف الآراء حيث يقوم الأب أو الأم بفرض الرأي فمن الشّائع أن يكبر الأطفال من دون معرفة هويّتهم الخاصة، وذلك لأنّه عندما تتعلّم دائما كيف وبماذا تفكر، من دون مراعاة لوجهة نظرك، فمن الطبيعي ألا تعرف كيف تتصرّف بشكل سليم عندما تكبر.
في الأسر السّليمة يصبح شعار "العائلة أولا" أسلوب حياة، حيث يرى أفراد الأسرة أنّ عائلتهم تأتي في المقام الأوّل، ولهذا لا يتصرفون بطريقة تؤذي العائلة أو تضرّ سمعتها أو أي فرد منها، حتى لو تعارض هذا مع مصالحهم الفرديّة في بعض الأحيان. كما يعرف كلّ شخص في الأسرة أنّ بإمكانه الاعتماد على أفراد عائلته في المُلمّات، وأنّهم موجودون بجوار بعضهم في أوقات الأزمات؛ لذلك لا يشعر الأعضاء بأنّهم وحدهم في الحياة، فهناك دائما جدار صلب يعتمدون على دعمه ومؤازرته اسمه العائلة.
من سمات الأسر الصحيّة أنها تقضي الوقت في القيام بأنشطة اجتماعيّة ممتعة معًا. وتصبح غالبا هذه الأنشطة تقاليد عائليّة راسخة، مثل مشاركة الوجبات، أو قضاء نزهات عائليّة في نهاية كلّ أسبوع، أو ممارسة الرياضة مع بعضهم البعض. وتقوي هذه الأنشطة العلاقات والمشاعر الصحيّة بين أفراد العائلة، وتنشئ روابط متينة تجمعهم معًا.
يسهم الأفراد في خدمة العائلة بطرائق مختلفة، ومن المهم أن يعبّر أفرادها لبعضهم البعض عن تقديرهم وشكرهم لهذه الجهود التي قام بها أحدهم. وقد لا يتطلّب الأمر سوى كلمات بسيطة أو إيماءة ذات مغزى، مثل قول: شكرًا لك على غسل الأطباق أو إعداد هذه الوجبة الشّهية. مثل هذه التصرفات البسيطة تساعد على تنمية الاحترام والمحبّة والتقدير، وتعمل على تعميق الروابط بين أفراد العائلة.
كلّ البشر يرتكبون الأخطاء، وقد يخطئ أحد أفراد الأسرة، ولكن في ظلّ الأسر السّليمة؛ فإنّ جميع الأفراد يعيشون بأمن وأمان، ويسمح للأطفال في أثناء مرحلة التعلّم والنمو بارتكاب الأخطاء، وهم يعرفون أنّه لن يُهدّد وجودهم أو أمنهم وسلامتهم بسبب هذه الأخطاء. وينطبق الشيء نفسه على الكبار من أفراد الأسرة عندما يخطأون، فلا يُعقابون، بشكل قاس، أو يُنبذون ويتخلي عنهم؛ فالعائلات السّليمة تغفر وتسامح.
المصدر: محمد سناجلة/ موقع الجزيرة نت
أفادت والدة إحدى الضحايا بأن أطفالًا لا تتجاوز أعمارهم تسع سنوات شاركوا في التحدي بعد مشاهدتهم مقاطع فيديو على "تيك توك"
وسط الحال الأمنية والنفسية الصعبة للبنانيين، يبرز التأثير الأكبر على النساء والأطفال، خصوصًا مع توقف العام الدراسي للكثيرين منهم
يتعلّم الأطفال من القدوة، لذلك الصبر معهم هو إحدى الطرائق لتعليمهم هذه الصفة.
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال