ينتظر الطفل الإجازة الصيفيّة بفارغ الصبر بحثًا عن الراحة والترفيه والمتعة. لذلك؛ من الأفضل وضع خطة لكيفيّة استغلال هذه الإجازة للأولاد بمجموعة من النشاطات المفيدة والممتعة وغير المكلفة، بهدف إبعادهم عن الكسل والألعاب الإلكترونية والهواتف النقالة.
يرى خبراء التربية أنّ الإجازة الصيفيّة ليست سباقًا يدخله الأطفال، إنما هي بالإنجاز الحقيقي الذي يتقنه الطفل وما يحب فعله ويترسّخ في ذهنه طوال السّنة، ليبدأ العام الدراسي نشطا وبكامل استعداده الذهني.
تقول المرشدة التربويّة "ثمار عرفات" إنّ الأسرة تؤدي دورًا مهمًا في تحفيز الأطفال وتشجيعهم على الإفادة القصوى من الإجازة الصيفيّة، من خلال النشاطات العائليّة وتشجيعهم على مشاركة آرائهم واهتماماتهم. فمن المهم وضع خطة مسبقة للإجازة وتحديد مواعيد للنشاطات الرياضية والثقافية والترفيهية، والابتعاد قدر المستطاع عن التكنولوجيا.
الرياضة وتنمية العادات الصحيّة
تشدّد "ثمار عرفات" على أهميّة الرياضة في بناء الشّخصية وتعزيز الثقة بالنفس، إذ تُدرّب الطفل على كيفيّة التعامل مع الزملاء، وأهم النشاطات الرياضيّة التي يمكن ممارستها في الصيف هي: السّباحة وكرة القدم وكرة السّلة والكاراتيه والجودو والجمباز.
وتضيف: "الرياضة تصقّل المهارات، ومشاركة الطفل في الرياضات المنظّمة والجماعيّة ستمكّنه من زيادة نشاطاته الجسمانيّة ومهاراته الاجتماعيّة، كونها تجعل الجسم قويًا وصحيًا، بشكل دائم، من خلال تنمية العضلات وتقويتها، كما تعلّم الطفل تنظيم وقته وتنظيم سلوكياته".
معسكرات الكشافة والمخيّمات الصيفيّة
تنصح "ثمار" الأهل بالبحث عن النشاطات الكشفيّة في مناطقهم، بغية إشراك أطفالهم في المخيّمات الصيفيّة التي تساعد في تنمية المهارات واكتساب خبرات جديدة، فضلًا عن الاعتماد على النفس وتكوين صداقات جديدة خارج إطار الدّراسة والمدرسة.
كما تعلّم الطفل كيفيّة التصرّف من دون وجود الأهل إلى جانبه .وتقول "إذا كان عمر الطفل يفوق الثماني سنوات، فيمكن أن يشارك في الأعمال التطوعيّة التي تساعده في تعلّم أهمية مساعدة الآخرين وعدم التفكير بأنانية".وتضيف: "يمكن للطفل المشاركة في النشاطات الكشفيّة التي تعلّمه كثيرًا من المهارات الجديدة. ومع كلّ هذه النشاطات يستحقّ الطفل طبعًا بعض الوقت المخصّص للراحة، لكي يعود بنشاط وحيويّة إلى المدرسة".
استكشاف الطبيعة
تلفت المرشدة التربويّة إلى أنّه يمكن للطفل استكشاف كلّ شيء حوله من تمييز اختلاف شكل أوراق الأشجار، وتعاقب اللّيل والنهار، والتفاعل مع الحشرات والطيور، ورؤية القمر والنجوم، والفرق بين النّجم والكوكب والقمر. كما يمكن تعليمه ظاهرة المدّ والجزر على الشاطئ، وكذلك الجاذبية الأرضية. وهنالك كثير من الاستكشافات البسيطة التي تعلّم الطفل النظريّات العميقة، بعيدا من المصطلحات العلمية المعقّدة.
من المهم الإفادة من فصل الصيف لممارسة النشاطات في الهواء الطلق، بالإضافة إلى زيارة المحميّات الطبيعيّة والاستمتاع بالطبيعة الخضراء، ما يُشعر الطفل بالراحة النفسيّة ويساعده في تفريغ طاقته في الوقت ذاته.
ولتأمين استغلال الإجازة الصيفيّة للأطفال بشكل إيجابي، يجب الاهتمام بحاجاتهم النفسيّة والجسديّة. كما يجب التأكد من توفير بيئة صحيّة وآمنة لهم، والغذاء الصحي والمتوازن لتغذية أجسادهم بشكل صحيح .ويجب أيضا الحرص على تلبية حاجاتهم العاطفيّة والاجتماعيّة من خلال توفير الدعم العاطفي والوجود معهم في النشاطات الترفيهيّة والتعليميّة. وبذلك، سيتمكّن الأطفال من تحقيق استغلال مثمر للإجازة الصيفيّة وتحسين نموهم وتطورهم، بحسب "ثمار عرفات".
وفاقًا لموقع " تيكلرايت"، هنالك كثير من الطرائق التي تجمع بين المرح والمتعة والفائدة للأطفال، لتجديد طاقاتهم العقليّة والجسديّة وحتى لا يشعروا بالملل خلال الإجازة الصيفيّة. لذلك؛ يجب على الأهل الحرص على المشاركة في هذه النشاطات مع تنظيم أوقاتهم ومساعدتهم في الخروج من الأجواء المشحونة والترفيه عنهم، مع تنمية مهاراتهم وقدراتهم. ويشدّد الموقع على ضرورة تعليم الأطفال الاهتمام بثقافة البيئة والمحافظة عليها مع العناية بالمزروعات خلال العطلة الصيفيّة.
أما تنمية المهارات الفنيّة، من خلال الرسم والأشغال اليدويّة، جنبًا إلى جنب مع النشاطات الترفيهيّة، مثل الشواء على الفحم أو التنزه لتناول البوظة أو الذهاب إلى الشاطئ أو تجربة نوع جديد من المطاعم… فكلّها أمور تجعل الأطفال مسرورين.
ويمكن استغلال الإجازة والاستمتاع بها في المنزل مع دخول الطفل إلى المطبخ أو المساعدة في إعداد وجبة المساء أو أي صنف من الحلوى السهلة الإعداد، مع تعليمه ترتيب السّرير وجمع الألعاب وجلي الأطباق.
كما ينصح الموقع الأهل بضرورة إشراك طفلهم في العمل الخيري التطوعي كونه يغرس في نفسه كثيرًا من المعاني السّامية، والأمر نفسه عبر الانخراط في الكشافة التي تعلّم روح الجماعة والنظام والاعتماد على النفس.
المصدر : لاريسا معصراني/ الجزيرة
اختاري العقاب المنساب للطفل، ولا تبالغي فيه لكي لا يرث الطفل حقدًا دفينًا على المجتمع من حوله وينعكس ذلك على تصرفاته،
تشير الإحصائيات إلى أن الأطفال الذين يقضون وقتًا كبيرًا على الأجهزة المحمولة هم أكثر عرضة لتطور المشكلات السلوكية
تضمّ 12 لوحة فنّية مستوحاة من رواية الكاتب الفلسطيني غسّان كنفاني (1936 - 1972)، رسمها طلّاب من 11 مدرسة .
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال