هناك أساليب متنوعة للأبوة والأمومة، إذ نجد آباء وأمهات متساهلين جدا مع أطفالهم، وهناك آباء متسلّطون، وآخرون يدللون أطفالهم كثيرًا أو قليلًا.
وهناك نوع آخر من الآباء والأمهات وهم ما يطلق عليهم اسم "آباء وأمهات الهليكوبتر" (helicopter parenting) أو "آباء الحوامات"، وهم الآباء الذين يتدخلون بكلّ صغيرة وكبيرة في حياة أبنائهم وبناتهم، ويراقبون أطفالهم باستمرار، ويبالغون في حمايتهم والتدخل في خصوصياتهم لدرجة لا تترك لهم متنفسًا للتعبير عن أنفسهم وبناء شخصياتهم المستقلة بعيدًا عنهم.
استخدم هذا المصطلح لأول مرة، في العام 1969، عندما قام الدكتور "هايم جي جينوت" بنشر كتاب تحت عنوان "بين الوالد والمراهق" (Between Parent & Teenager) قال فيه إنّ أمه كانت تراقبه وتحوم حوله مثل طائرة الهليكوبتر، ومنذ ذلك الحين استخدم هذا المصطلح للتعبير عن الآباء والأمهات الذين يراقبون أطفالهم عن كثب، ويتتبعون كلّ خطوة من خطواتهم، وانتشر المصطلح بعد ذلك ليشمل جميع الآباء المفرطين في الحماية.
هل أنت من آباء وأمهات الهليكوبتر؟
هناك صفات عديدة لآباء وأمهات الهليكوبتر بحسب ما ذكرت منصة "ويب ميد" (webmd)، ومن أهمها:
ما تأثير آباء وأمهات الهليكوبتر على نمو أطفالهم؟
للحماية المفرطة لأطفالك تأثير سلبي على نموهم وتطورهم. وهناك مهارات كثيرة لن يتعلموها إذا كنت لا تمنحهم المساحة الكافية للنمو، ومنها حسب منصة "كليفلاند كلينك" (clevelandclinic):
عندما نفكر في نمو الطفل، فغالبًا ما نفكر بنجاحهم في تحديات الحياة المختلفة، ويرفض عقلنا الباطن تخيل فشلهم، ولكن من المهم أيضًا السّماح لهم بارتكاب الأخطاء وتطوير مهارات حلّ المشكلات من خلال التجربة والخطأ .وفي هذا السياق تقول اختصاصيّة علم نفس الأطفال الدكتورة فانيسا جنسن: "من المهم أن تدع طفلك يرتكب الأخطاء.. إذا كنت تعامل ابنك مثل "الكتكوت" الذي يجب أن يعود للعش، فليس هناك فرصة لارتكاب الأخطاء الصغيرة التي يمكنهم التعلّم منها". بعبارة أخرى، إذا كان أحد الوالدين يعمل باستمرار على إصلاح الأشياء لأطفاله، فلن يحصلوا على فرصة للفشل أو التعلّم من خلال المحاولة، حيث يُعد ارتكاب الأخطاء جزءًا طبيعيًا من عملية النمو، ورغم أن هذا قد يكون مخيفًا في البداية للأبوين، فإن لدى الأطفال الكثير لتعلّمه في الحياة، ويجب أن نسمح لهم بارتكاب أخطائهم الصغيرة الخاصة ليتعلّموا منها.
2. مهارة الدفاع عن الذات
من المهم أن يتعلّم الأطفال كيفية الدفاع عن أنفسهم في المواقف الصعبة. وبينما يشعر العديد من الآباء بالحاجة إلى حماية أطفالهم الصغار والدفاع عنهم، وهذا مهم طبعا إلا أن من الأهم أن يتعلّم الأطفال كيفية الدفاع عن أنفسهم. وعادة ما ينخرط آباء الهليكوبتر في صراعات أطفالهم ومعاركهم الصغيرة، وهذا غير صحيح، دعهم يتعلمون كيفية الدفاع عن أنفسهم في المدرسة والحي.
3. قلة الثقة بالنفس واحترام الذات
تقول الطبيبة النفسيّة البروفيسورة "آن دنيوولد" مؤلفة كتاب "اضطرابات القلق: دليل العملاء والمعالجين" (Anxiety Disorders: The Go-To Guide for Clients and Therapists.): "المشكلة الرئيسية في هذا الأسلوب المفرط في الحماية والقلق الذي يتبعه آباء وأمهات الهليكوبتر هو أنه يأتي بنتائج عكسية".
وتضيف: "الرسالة الأساسية التي يرسلها هؤلاء الآباء لأطفالهم هو أن أبي لا يثق بي للقيام بذلك بمفردي. هذه الرسالة تؤدي لانعدام الثقة"، بحسب ما ذكرت منصة "بيرنتس" (parents) في تقرير لها مؤخرا.
4- زيادة القلق والتوتر
وجدت دراسة نشرت العام 2014 في "مجلة دراسات الطفل والأسرة" (Journal of Child and Family Studies) أن الإفراط في الأبوة والأمومة يرتبط بمستويات أعلى من قلق الأطفال والاكتئاب. ووجد الباحثون أن الأمر نفسه ينطبق على طلاب الجامعات الذين كان آباؤهم متورطين بشكل مفرط في حمايتهم والعناية بهم، وفق ما ذكر المصدر السابق.
كيف تتخلص من الأبوة والأمومة المفرطة وتشجع استقلالية أطفالك؟
إذا كنت أحد الآباء أو الأمهات المفرطين في العناية والحماية، وتواجه صعوبة في تحمل التوتر والقلق عندما تسمح لطفلك بالانخراط في أنشطة مناسبة لعمره بمفرده، ننصحك بالتحدث إلى أحد المتخصصين. وتذكر أن السماح لطفلك بارتكاب الأخطاء، والمعاناة من العواقب الطبيعية، والشّعور بالألم، وحل مشاكله وحده تُعدّ جوانب مهمة في عملية النمو والتعلّم التي يحتاجها طفلك لتكوين شخصيّة سليمة ومستقلة، وفق ما ذكرت منصة "فري ويل فاميلي" (verywellfamily) مؤخرا.
ضع في معاييرك أنك لست مضطرًا للتراجع تمامًا مرة واحدة، وبالذات إذا كان طفلك معتادًا على هذا الأسلوب في التربية. والأفضل لك ولطفلك أن تتراجع ببطء. امنحه الوقت والمساحة والمستوى المناسب من الدعم في أثناء بناء المهارات التي سيحتاج إليها ليصبح أكثر استقلالية، وفي هذا السياق ننصحك بتوثيق عوامل التواصل البناء معه من خلال تشجيعه على التعبير عن أفكاره ومشاعره الخاصة من دون كبير تدخل منك.
المصدر : محمد سناجلة/ الجزيرة نت ومواقع إلكترونية
اختاري العقاب المنساب للطفل، ولا تبالغي فيه لكي لا يرث الطفل حقدًا دفينًا على المجتمع من حوله وينعكس ذلك على تصرفاته،
تشير الإحصائيات إلى أن الأطفال الذين يقضون وقتًا كبيرًا على الأجهزة المحمولة هم أكثر عرضة لتطور المشكلات السلوكية
تضمّ 12 لوحة فنّية مستوحاة من رواية الكاتب الفلسطيني غسّان كنفاني (1936 - 1972)، رسمها طلّاب من 11 مدرسة .
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال