في محاولة للوصول إلى إجابة، أجرت مجلة "شوت كيت" الأسترالية، والمعنية بالتصوير الفوتوغرافي، استطلاعًا حول مدى سعادة الأزواج الذين ينشرون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا تُعبّر عن سعادتهم الزوجيّة، مقارنة بهؤلاء الذين لا ينشرون شيئًا عن حياتهم الزوجيّة على مواقع التواصل الاجتماعي.
استطلعت مجلة "شوت كيت"، في بحثها، آراء أكثر من 2000 بريطاني، تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عاما. وطلبت منهم تقويم علاقتهم مع شركاء حياتهم ، وكذلك مقدار ما ينشره الزوجان أو الشريكان عن حياتهما على مواقع التواصل الاجتماعي.. وجاءت النتيجة هلى الشكل الآتي :
وطلبت المجلة من العينة المستطلعة آرائها تقويم مدى سعادتهم في حياتهم الزوجيّة، على معيار اختيار يتراوح بين سعيد جدًا، وسعيد، وغير سعيد، وغير سعيد جدًا. وحملت النتيجة مفاجأة للبعض، إذ قال :
فيما أشارت نتائج الاستطلاع ذاته إلى أنّ نحو 32 في المئة، من الأشخاص الذين ينشرون عن علاقتهم الزوجيّة، بضع مرات في السنة (الذكرى السنوية للعلاقة وأعياد الميلاد)، صنّفوا أنفسهم على أنّهم سعداء جدّا في علاقتهم الزوجيّة، فيما رأى 12 في المئة منهم أنفسهم غير سعداء جدًا.
تاليًا، طبقا لنتائج هذا الاستطلاع، والذي لا يُعدّ بحثا علميا، فإنّ هناك علاقة عكسية بين كم ما ينشره هؤلاء الأشخاص المستطلعة آرائهم عن علاقتهم الزوجيّة، ومدى سعاتهم الحقيقيّة في العلاقة. فكلما زادت وتيرة النشر قلّت السعادة الزوجيّة، وكلما قلّ النشر زادت السعادة الزوجيّة. فما السبب؟
في مقال رأي لــــ"جون رامبتون"، وهو رائد أعمال أمريكي، نشره في مجلة "أي إن سي" الاقتصادية الأمريكية، يعبّر عن انزعاجه من هؤلاء الذين يتحدثون عن سعادتهم الزوجيّة على مواقع التواصل الاجتماعي، وعندما تتعامل معهم في الواقع تتساءل مستغربّا لماذا يستمر هؤلاء في علاقتهم الزوجيّة؟! وينقل "رامبتون" تجربته الشخصيّة، مع بعض المشاهير، قائلًا: "على عكس واجهتهما العامة، خلف الأبواب المغلقة، يتشاجر الزوجان دائما حول كلّ شيء من الأعمال المنزلية إلى الشؤون المالية، ويبدو أنّهما على وشك الانفصال".
يضيف "رامبتون" أنّه في رأيه، ومن خلال مشاهداته، فإنّ: "الأزواج السعداء لا يتباهون بذلك. في الواقع، بالكاد يتحدثون عن علاقتهم على وسائل التواصل الاجتماعي". وترى الدكتورة "نيكي غولدشتاين"، أستاذة علم النفس والعلاقات الزوجيّة، أنّ شريحة غير قليلة من الأشخاص الذين ينشرون بكثافة عن حياتهم الزوجيّة غالبا ما "يسعون للحصول على تأكيد على جودة علاقتهم الزوجيّة من خلال ما يحصلون عليه من إعجاب أو ردود إيجابية على المنشورات التي يقومون بنشرها". وتضيف غولدشتاين أن "الإعجاب والتعليقات التي يحصل عليها هؤلاء قد تكون بمثابة العامل الذي يساعدهم على التأقلم مع معاناتهم في حياتهم الحقيقية".
وتشير أستاذة العلاقات الزوجيّة إلى أنّ "بعض الأزواج يجدون سعادتهم من خلال شعورهم بحسد الآخرين لهم". كما أنّ بعضهم يقوم بنشر تفاصيل عن حياته الخاصة "لإحساسه بعدم الأمان في علاقته الزوجيّة".
"الموضوع لا يتعلق بالأزواج والعلاقات الزوجيّة فقط"
وتشير دراسات متعددة إلى أنّ "الكذب" على مواقع التواصل الاجتماعي والتباهي بأشياء غير حقيقية، تختلف تماما عن الواقع، لا يقتصر على العلاقات الزوجيّة، بل يتعدّاه إلى الكثير من النواحي؛ مثل الوظيفة والدخل والمظهر الخارجي ومحل الإقامة وأماكن قضاء العطلات.. إذ كشفت دراسة أجرتها شركة كاسبرسكي، شركة متخصصة في الأمن الإلكتروني، أنّ الأفراد على مواقع التواصل الاجتماعي يتجهون إلى التفاخر أمام الأصدقاء، لنيل الإعجاب وللشعور بمزيد من الرضا عن أنفسهم.
وأظهرت الدراسة أن شخصًا من بين كلّ عشرة أشخاص (12 في المئة) يتظاهر بأنّه "موجود في مكان ما أو يفعل شيئا ما قد لا يكون صحيحا تماما". ويلجأ هؤلاء إلى "التلاعب بالحقيقة وتمويه واقعهم الحياتي"، لنيل الإعجاب ولفت انتباه الآخرين. وبيّنت الدراسة ذاتها أنّ "الرجال قد يميلون أكثر من النساء إلى عدم حماية خصوصيتهم على مواقع التواصل الاجتماعي"، في سعيهم للحصول على المزيد من الإعجاب.
كما أشار استطلاع آخر، أجرته إحدى شركات التأمين البريطانية، إلى أنّ غالبية "أكاذيب" الرجال على مواقع التواصل الاجتماعي تتمحور حول حياتهم العملية ولياقتهم البدنية، بينما تتركز "أكاذيب" النساء حول حياتهن العاطفية.
المصدر: موقع BBC
تواجه شركة آبل دعوى قضائية جماعية جديدة تتهمها بالإعلان عن جهاز شائع لديها بشكل مضلل
بث الشائعات والابتزاز الإلكتروني والسب والقذف والاعتداء على قيم المجتمع من خلال هذه الحسابات الوهمية
الغرامة التي أعلن عنها هي سابع أكبر غرامة يفرضها الاتحاد الأوروبي على الإطلاق
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال