من منا لم يقع في دوامة عدم القدرة على حذف الرسائل الواردة لصندوق بريده الإلكتروني، أو عانى من ضيق مساحة الهاتف الذكي أو الحاسوب الشخصي بسبب تجاوز كمية الصور ومقاطع الفيديو حدود "ذاكرة السحابة" المتاح؟ يتفق معظم المتخصصين في السلوك وعلم النفس على أن هذا لا يمثل مشكلة في حد ذاتها، ولكن عندما يتحول الأمر إلى "اكتناز رقمي"، فإنه يمكن أن يؤثر سلبا على حياة الإنسان، ويجعله عرضة للمعاناة من اضطرابات التوتر والقلق وحتى الاكتئاب.
الاكتناز في تعريفه النفسي هو اضطراب يتميز بصعوبة انفصال أو تخلي الشخص عن ممتلكاته، وكان يُعدّ في السابق أحد أعراض اضطراب الوسواس القهري، وهو اضطراب عقلي وسلوكي يؤثر على ما يتراوح بين 2% و4% من سكان العالم. ويعد الاكتناز الرقمي نسخة جديدة من الاضطراب مرتبطة بالأشياء الإلكترونية الخاصة بالشخص، بداية من رسائله النصية، وصولا لروابط الإنترنت والمواد المسجلة والمصورة بأنواعها.
فمع تغلغل وسائل التواصل الاجتماعي في حياة الإنسان، وقدرة ذاكرة الحاسوب والهواتف على تخزين المعلومات من دون تكلفة مادية كبيرة، ظهرت نسخة أحدث من النمط النفسي للاكتناز وعدم القدرة على التخلي عن المعلومات، وفقا لموقع "يو سي إل إيه هيلث". لذلك يقوم المكتنز الرقمي بتجميع رسائل البريد أو الصور أو المقالات أو الملفات الصوتية، أو أي نوع من المحتوى الرقمي الذي يعتقد أنه قد يرغب في حفظه أو استخدامه في المستقبل. ولكن لا يتحول الأمر لاضطراب نفسي يؤثر على الصحة العقلية إلا عندما يبلغ مستوى حادا يتداخل مع جودة حياة الشخص ويصيبه بالإرهاق.
هناك العديد من الأسباب التي تدفع الناس للاكتناز في الفضاء الإلكتروني، وبحسب مقال نشره موقع "إس نورتون" تُصنف أنماط الشخصيات المصابة بهذا السلوك كالتالي:
1- المكتنز القلق: لا يحب المكتنز الرقمي القلقُ التخلص من الفوضى الرقمية الخاصة به. وكما يشير اللقب، فإن مسح شيء ما يثير لديه توترا شديدا نحو المستقبل، لذلك يحتفظ بكل شيء لأن هذا يمنحه شعورا بالراحة والسيطرة.
2- المكتنز المطيع: المكتنز الرقمي المطيع ليس مكتنزا للبيانات باختياره، إذ غالبا ما تكون بروتوكولات مكان العمل أو الهياكل التنظيمية التي ينتمي لها هي التي تجعله يحتفظ بالأشياء لإثبات مهامه وإنجازاته. وعادة، لا يكون للمكتنزين الرقميين المطيعين أي ارتباط عاطفي بالفوضى الرقمية التي يحتفظون بها، ومع ذلك قد تسبب لهم التوتر والضيق.
3- المكتنز المنفصل: المكتنز الرقمي المنعزل أو المنفصل لا يعرف ما يجب فعله بكل الفوضى الرقمية لديه، فهو ليس منظما في المقام الأول، ويشعر بالكثير من الضغط النفسي بسبب حياته الرقمية الفوضوية ويتكاسل عن تنظيمها.
ذكر موقع إس نورتون بعض التأثيرات السلبية للاكتناز الرقمية، ومنها:
مثلما هناك مواسم يفضل فيها الكثيرون إعادة ترتيب مقتنياتهم أو مستلزماتهم المنزلية لكي يبدؤوا فترة جديدة بنفس منتعشة وشعور أخف، هناك عملية مماثلة للمقتنيات الرقمية لا تقل أهمية في تحقيق السلام النفسي والصفاء العقلي، أي يمكن أن يكون للتنظيف الرقمي تأثير حقيقي وإيجابي عندما يتعلق الأمر برفاهية الإنسان فقد أبلغ 59% من المشاركين في دراسة علمية أميركية عن شعورهم بالإيجابية نتيجة للقيام بإعادة ترتيب ملفاتهم الرقمية، ووصفوا أنفسهم بأنهم يشعرون بأنهم "منتجون" و"منجزون" و"مرتاحون" بعد التخفيف مما اكتنزوه رقميا في أجهزتهم الذكية المختلفة. وأظهرت الأبحاث أنه نظرا لأن الاكتناز غالبا ما يرتبط بالقلق وانعدام الأمن، فإن معالجة مصدر هذه المشاعر السلبية قد تخفف من المشكلة، وفق مجلة "كوزموبوليتان".
اقترح مقال نشره موقع هاربرس بازار خطوات عملية لتنظيم الفوضى الإلكترونية، تشمل:
صنع نسخة احتياطية من صور وفيديوهات الهاتف باستخدام خدمات مثل "فليكر" و"صور غوغل"، للاحتفاظ بالمحتوى بأمان وإتاحة فرصة مسحه من الهاتف.
المصدر : مواقع إلكترونية
كشفت دراسة جديدة عن أسلوب شائع في كتابة الرسائل النصية قد يؤثر سلبًا على كيفية إدراك الناس لصدق المرسل.
الصورة تساوي ألف كلمة، لكنك لا تحتاج إلى كتابة أي منها من أجل البحث على الإنترنت هذه الأيام،
أصبحت ثقة نحو 3 أرباع المستهلكين (72%) بالشركات أقل مقارنة بالعام 2023
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال