مخاطر مشاركة معلومات الأطفال وصورهم على الإنترنت

مخاطر مشاركة معلومات الأطفال وصورهم على الإنترنت

يستطيع المحتالون باستخدام برامج الذكاء الإصطناعي الحصول على صورة الطفل بمختلف مراحل عمره.

يبالغ معظم الأهل ويفرطون في نشر صور أولادهم على برامج ووسائل التواصل الاجتماعي منذ ولادتهم، وربما قبل الولادة بنشر حتى صور التصوير الصوتي في أثناء الحمل، أو صور تحديد جنس المولود، وذلك بهدف مشاركة البهجة مع المعارف عند كلّ حدث جميل يعيشه الأطفال.

إنّ نشر صور أطفالكم على مواقع التواصل الاجتماعي يؤدي إلى وصولها إلى أشخاص مقرّبين وآخرين غريبين جدا عنكم ولا تعرفون عنهم شيئا، فبمجرد أن يتفاعل أحدهم مع هذه الصور أو يعيد إرسالها ستصل هذه الصور إلى أشخاص جدد، ومنهم إلى أشخاص آخرين لتلفّ العالم في بضع ثوان فقط. وفي هذه المدة القصيرة يمكن لأحدهم أن يحتفظ بهذه الصورة على وحدة تخزين خاصة لا يمكن بعدها استرجاعها منه، بل وإن أردنا حذف المنشور، في أغلب الأحيان، لا يمكن العودة عنه بسهولة.

إن الأهل الذين ينشرون صورًا لأولادهم مع معلومات أساسية عنهم- أسمائهم وتاريخ ميلادهم وموقعهم- يسمحون وبغير إرادتهم للمحتالين بسرقة هوية الأطفال الشخصية، وبحفظهم هذه الصور مع المعلومات الشخصية يمكن أن يستعملوها لاحقا في أي عملية إجرامية قد تعرض الأبناء للسجن على عمل لم يفعلوه. فمثلا يمكن أن يقوموا بإنشاء حسابات مختلفة بأسمائهم وصورهم واستخدامها لاحقا مع صور محدّثة مبنية على صور الطفولة تمكنهم من إعطاء صورة موافقة لحد كبير لهذا الطفل بعد عدة سنوات.

يستطيع المحتالون باستخدام برامج الذكاء الإصطناعي الحصول على صورة الطفل بمختلف مراحل عمره. ففي دراسة نشرت مؤخرا يتوقع أنه بحلول العام 2030 ستكون مشاركة صور الأطفال مسؤولة عما يقرب من ثلثي إجمالي حالات انتحال الهوية التي يتعرض لها صغار السّن اليوم!.

يقول نائب فرنسي إنّ 50% من الصور التي تنشر في مواقع استغلال الأطفال جنسيا تكون منشورة أساسًا عبر حسابات الأهل في مواقع التواصل الإجتماعي؛ حيث يُنشر صور فتيات مراهقات يرتدين ملابس السباحة أو من دونها أو شبه عاريات على المواقع الإباحية بعد نشر الأهل لها على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لأنّ ملكيتها لم تعد  حصرية لهم، إذ قد يُنقل هذا المحتوى والمعلومات ويُستخدم (الاسم الأول، العمر، تاريخ الميلاد، الموقع وما إلى ذلك) من أطراف ثالثة لأغراض تجارية من دون أن يكون لديهم السيطرة عليها.

وباستخدام برامج تبديل الوجوه يمكن إستخدام هذه الصور وتكبير عمرها لتشارك في تمثيل أفلام إباحية، وهنا ستكون الصدمة، سيتفاجأ هذا الطفل عندما يكبر بأنه شارك بأفلام إباحية من دون علمه وستعرض أمام العالم كله ما سيسّبب له حرجًا كبيرًا.

أما الصور التي ينشرها الأهل لأطفالهم، وهم بوضعية غير لائقة أو تستدعي الضحك، فتعرض الطفل للإهانه بين ذويه وللتنمر في المدرسة، ما قد يولّد عنده مشاكل نفسية كبيرة عند الكبر.

 

تحذيرات دينية من هذه الظاهرة

اتفق الكثير من علماء الدّين المعاصرين على المخاطر المترتّبة على المبالغة في نشر صور مظاهر الترف أو النعم الظاهرة من مال أو عيال على منصّات التواصل الاجتماعي، وتشمل "صور الأطفال"؛ لأنّ ذلك من المجازفة في حياتهم واستقرارها، ولما قد يلحق بهم من أذى أو حسد وبعض الأحيان أعمال شعوذة، والذي حذر كثير منهم (أي العلماء) أنّه ربما لا يعدم المشعوذون وسائل للوصول إلى أثر لمن يريدون التعرض له، فضلًا عن نقص الوازع الديني للكثيرين الذين لا يتورّعون في إظهار الحسد أو لا يبالون بذكر الله عند رؤية النعم.

 

حماية أطفالنا

لحماية أطفالنا من الاستغلال الجنسي وسرقة الهوية وغيرها علينا احترام الأمور الآتية:

  • لا تنشر صورًا للأطفال الصغار جدًا، لا سيما إذا كانوا عراة أو بملابس السباحة.
  • تجنب الصور المحرجة (التجهم والعبوس، تسريحات الشعر القديمة أو الملابس المضحكة وما إلى ذلك) التي قد تضر الأطفال لاحقًا، وتجعلهم عرضة للتنمر.
  • اسألهم عندما يكبرون بما يكفي للتعبير عن آرائهم عما إذا كانوا يوافقون على الظهور على شبكة اجتماعية معينة، واعرض عليهم الصور دائمًا قبل النشر واحترم اختيارهم إذا قالوا لك "لا".
  • ضبط إعدادات الخصوصية، ولا تشارك صورك مطلقًا في الوضع "العام".
  • لا تضع علامة على أطفالك، ولا تحددهم بأسمائهم الكاملة، ولا تقم مطلقًا بتنشيط تحديد الموقع الجغرافي (لا تعطِ عنوانك الدقيق، أو عنوان الأماكن التي تذهب إليها بانتظام معهم).
  • إذا كنت ترغب في مشاركة بعض الصور، فاختر مجموعات خاصة لك ولأحبائك، ولا تقبل أبدًا في هذه المجموعات شخصًا لا تعرفه.

 

 

مالك يونس/ موقع العهد الإلكتروني

 

مواضيع مرتبطة

مراهقات في كوسوفو يشوّهن أنفسهن للمشاركة بتحدٍ على "تيك توك"

أفادت والدة إحدى الضحايا بأن أطفالًا لا تتجاوز أعمارهم تسع سنوات شاركوا في التحدي بعد مشاهدتهم مقاطع فيديو على "تيك توك"

كيف يتكيف النساء والآطفال مع ظروف النزوح وتحدياته في لبنان؟

وسط الحال الأمنية والنفسية الصعبة للبنانيين، يبرز التأثير الأكبر على النساء والأطفال، خصوصًا مع توقف العام الدراسي للكثيرين منهم

تجارب الأمهات في تعزيز قدرة الأطفال على الصبر والتحمّل

يتعلّم الأطفال من القدوة، لذلك الصبر معهم هو إحدى الطرائق لتعليمهم هذه الصفة.

كلمات مفتاحية

إرشادات_اجتماعية