مع انتشار الشاشات وحصارها لنا في جوانب حياتنا كلّها تقريبا، تثار مخاوف بشأن الأضرار المحتملة لتلك الشاشات، وخاصة على الأطفال الرضّع، فكيف تؤثر تلك الشاشات على المواليد الجدد؟ وهل التعرض للشاشات يسهم في ظهور أعراض التوحد؟.
تقول ملك علي محمد (38 عاما) وهي أم لطفل عمره 5 أشهر ولديها 3 أبناء آخرين، إنها قلقة بالفعل على سلامة ابنها مع كل هذه الأجهزة من حوله، إذ توجد على الأقل 7 شاشات حوله حينما يجتمع أفراد الأسرة في المكان نفسه. وتؤكد ملك، على بدء انتباه الرضيع لوجود الشاشات بالفعل عند سن 4 أشهر، فعينه أصبحت تركز على الشاشات في يد إخوته، كما أنها لاحظت أنه بمجرد فتح التلفاز ينظر الرضيع إليه ولا يلتفت لأي شيء آخر.
وأوضحت ملك بفطرتها كأم أنها لا ترتاح لرؤية رضيعها يتعرض لكل هذه المحفزات اللونية والإثارة الصوتية، وأنه من أجل قليل من الحماية اشترطت على من يرغب في حمل الرضيع أن يترك هاتفه في مكان بعيد.
ربما لم تبالغ ملك في ردّ فعلها خوفا على رضيعها من الشاشات، فقد توصلت دراسة حديثة نشرت في أغسطس/آب الماضي في مجلة "غاما لطب الأطفال"، وأجريت على 7097 طفلا، إلى أن قضاء ما بين ساعة إلى 4 ساعات من الوقت أمام الشاشات يوميا في سن عام واحد يؤدي إلى زيادة مخاطر التأخر في النمو في التواصل والمهارات الحركية الدقيقة وحل المشكلات والمهارات الشخصية والاجتماعية بحلول عمر عامين.
ونظرا لما أظهرته الأبحاث من أن الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات له آثار ضارة على عقولهم وأجسادهم. أوصت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال (AAP) بعدم قضاء أي وقت أمام الشاشات بالنسبة إلى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 شهرا.
حينما يحدق الأطفال الرضع في الألوان الزاهية والحركة على الشاشة، فإن أدمغتهم تكون غير قادرة على فهم معنى كل تلك الصور الغريبة، ووفقا لموقع "سي إن إن"، يستغرق عقل الطفل عامين كاملين ليتطور إلى النقطة التي تصبح فيها الرموز الموجودة على الشاشة تمثل ما يعادلها في العالم الحقيقي.
وتؤثر المحفزات التي يتعرض لها الأطفال خلال هذه المرحلة تأثيرًا عميقًا على نمو الدماغ. تنمو أدمغة الأطفال بشكل عميق خلال السنوات الـ3 الأولى من الحياة، حيث تتضاعف كتلة الدماغ 3 مرات في الأشهر الـ 12 الأولى فقط.
كذلك، يطور الأطفال ما يرونه في الواقع برؤية ثلاثية الأبعاد. بينما في عالم الشاشة تظهر الأشياء ثنائية الأبعاد. على سبيل المثال؛ فإن الأشخاص الحقيقيين أكثر تعددًا في الأبعاد من الشخصيات التي تظهر على الشاشة، فعند النظر إلى وجوه الناس تنشط أدمغتنا لمعرفة كيفية التفاعل معهم.
إضافة إلى ذلك، فإنه لكي ينجح الأطفال عليهم أن يتعلموا كيفية التركيز. وتبدأ هذه القدرة في التطور خلال السنوات الأولى عندما تصبح أدمغتهم أكثر حساسية للبيئات المحيطة بهم. ولكي يتطور الدماغ وينمو فإنه يحتاج إلى محفزات أساسية من العالم الخارجي ووقتا لمعالجة تلك المحفزات. وفي حين أن قراءة القصص بصوت عال تمنح الأطفال وقتا لمعالجة الكلمات والصور والأصوات، فإن الاستيعاب المستمر للصور والرسائل التي تظهر على الشاشة يؤثر على مدى انتباههم وتركيزهم.
وفقًا لموقع اليونيسيف، فقد أظهرت الأبحاث أن الوقت الذي يقضيه حديثو الولادة أمام الشاشات يعيق قدرتهم على قراءة الوجوه وتعلم المهارات الاجتماعية، وهما عاملان أساسيان ضروريان لتطوير التعاطف. وتعد التفاعلات وجها لوجه هي الطريقة الوحيدة التي يتعلم بها الأطفال الصغار فهم الإشارات غير اللفظية وتفسيرها.
ويقول تشارلز نيلسون، عالم الأعصاب بجامعة هارفارد الذي يدرس تأثير الإهمال على أدمغة الأطفال: "إنّ كل التواصل يكون غير لفظي إلى أن يطور الأطفال اللغة، لذلك يعتمدون بشكل كبير على النظر إلى الوجه واستخلاص المعنى من ذلك الوجه، وهو أمر بالغ الأهمية لنمو الدماغ".
وفقا للأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، يتحدث أحد الوالدين في المتوسط 940 كلمة في الساعة عندما يلعب مع طفله الصغير. إلا أن العدد ينخفض إلى 770 بمجرد تشغيل التلفزيون في الخلفية حتى من دون أن يشاهده أحد، وكلمات أقل من قبل الوالدين تعني تعلما أقل بالنسبة إلى الرضيع. ويتعلم الأطفال حتى سن 3 سنوات من العالم الحقيقي بشكل أفضل ممّا يتعلمونه من أي شاشة، خاصة عندما يتعلق الأمر باللغة.
تعدّ تعبيرات الوجه ونبرة الصوت ولغة الجسد بين الطفل ووالديه مهمة ومعقدة. ولا يمكن استبدال التجربة الفعلية لطفلك الذي يتفاعل جسديًا مع العالم من خلال اللعب بالمشاهدة السلبية للتلفاز، حيث إنّ التنسيق بين العين واليد وبين العين والقدم والتوازن، كلها تتطور خلال سنوات ما قبل المدرسة.
بدلا من وضع الطفل أمام التلفاز أثناء ممارسة الأنشطة اليومية، اجعلي الطفل يشاركك الأنشطة الآتية:
وجدت دراسة أن التعرض لوقت أطول أمام الشاشات عند عمر 12 شهرا كان مرتبطا بتشخيص اضطراب طيف التوحد عند عمر 3 سنوات، وكان معدل الإصابة أكثر بين الأولاد. ومع ذلك فلا يوجد دليل قاطع على أن مشاهدة الأطفال بانتظام للتلفزيون يمكن أن تسبب بشكل مباشر أو تزيد من خطر الإصابة بالتوحد.
المصدر : مواقع إلكترونية
اختاري العقاب المنساب للطفل، ولا تبالغي فيه لكي لا يرث الطفل حقدًا دفينًا على المجتمع من حوله وينعكس ذلك على تصرفاته،
يتعرّض الأطفال في أثناء الحروب للصدمة، وقد لا يكونون متحفّزين للتعلّم، لذلك تدمج المدارس والبرامج التعليمية خدمات الدعم النفسي والاجتماعي
تأثير الأب على الطفل يفوق تأثير الأم بل يصل إلى حد تغيير سلوكهم بشكل ملحوظ
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال