يناضل الفلسطينيون، في قطاع غزة، للبحث عن أي وسيلة للتواصل مع ذويهم والعالم الخارجي بعد انقطاع تام لخدمة الكهرباء، جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على القطاع غزة لليوم الثالث عشر على التوالي. ويقول سكان غزة إنّ السّبل تقطعت بهم جراء قطع العدو الكهرباء والمياه والغذاء والدواء، والحصول على خدمة شحن الهواتف أضحت واحدة من أصعب الاحتياجات.
هذا الأمر دفع بالشاب الفلسطيني "أحمد مقداد"، من مدينة خان يونس، لتوفير خدمة شحن الهواتف النقالة "مجانا" لمئات الفلسطينيين من خلايا شمسية يمتلكها. يقول مقداد: "في ظل الأوضاع الراهنة والحرب والقصف وانقطاع الكهرباء بشكل كامل، نقدّم خدمة مجانية للسكان تتمثل بشحن هواتفهم النقالة وبعض أنواع البطاريات".
يستفيد من الخدمة نحو 150 عائلة، بينهم نازحون من شمالي قطاع غزة، بحسب مقداد .فمنذ الساعة 8 صباحًا يوصل مقداد كوابل كهربائية أمام منزله؛ لتبدأ عملية شحن الهواتف النقالة. وأشار إلى أنّه يملك ألواحًا شمسيّة لإنتاج الطاقة الشمسّية؛ ما يوفّر الكهرباء له طوال ساعات النهار.
يقول أحمد: "أقل شيء يمكن أن نقدّمه للسكان والأهل أن نشحن هواتفهم لكي يمكنهم التواصل مع عائلاتهم بعد أن تقطّعت بهم السّبل جراء قصف العدو الإسرائيلي". تابع، "أيضا هي فرصة لنقل ما يجري في قطاع غزة من قتل وتشريد ودمار للعالم الخارجي، ومعرفة الأخبار أيضا".
إلى جانب الألواح الشمسيّة، يملك مقداد أيضا مولّدًا كهربائيًا يعمل بالسّولار، يستخدمه في ساعات الليل لتوصيل عدد من المنازل المجاورة بالكهرباء حتى منتصف الليل. وعن ذلك يقول: "الفكرة أن لدينا شيئا يمكن أن نقدمه خدمة للأهالي، وهذا أقل شيء يمكن فعله".
يتجمّع أمام منزل مقداد في معسكر خان يونس مئات من الفلسطينيين، ينتظرون دورهم لشحن هواتفهم. أما علي النجار، من حي بني سهيلا، فيقول بينما ينتظر دوره لشحن هاتفه: "نحن هنا اليوم بعد أن تقطّعت بنا السبل؛ لشحن الهواتف النقالة؛ لنبقى على تواصل مع بقية الأقرباء ونعرف أخبار القطاع". ولفت إلى أنه: "يمكننا أن نوثق ما يجري على الأرض من نكبة جديدة عبر تلك الهواتف". ويحمل النجار بطارية صغيرة لشحنها، يقول إنه يستخدمها للإنارة ليلا لمساعدة عائلته.
بحسب مراسل الأناضول يتكرر الحال في عديد المواقع في قطاع غزة. ولليوم الثالث غشر تكثف الطائرات الإسرائيلية قصفها على غزة، مستهدفة المباني السكنية والمرافق الحيوية. وويعاني سكان غزة، وهم نحو 2.2 مليوني فلسطيني أوضاعًا معيشيّة متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في العام 2006.
المصدر : الجزيرة + الأناضول (مع بعض التصرف)
بحسب الدراسة أظهرت نماذج الذكاء الاصطناعي أنها لا تتعلم بالفعل الحقائق الكامنة عن العالم
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال