يعدّ القيام بالواجبات المدرسية من المهام الشاقة التي تواجه الطلاب، خاصة في المراحل التعليمية المتقدمة، إذ تتطلب فهمًا عميقًا للمادة الدراسية ومتابعة حثيثة من أولياء الأمر. ويبدو أن ظهور الذكاء الاصطناعي -وهي تقنية واعدة- يمكن أن يساعد الطلاب في القيام بهذه المهمة، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل الأسئلة وتقديم الحلول، إضافة إلى تقديم شرح مبسّط للمفاهيم الصعبة.
يؤكد خبراء أن التطويرات الجديدة تتيح إنتاج نصوص وصور ومحتويات مختلفة، ومنها مساعدة الأطفال على إنجاز واجباتهم المدرسية، من خلال التقاط صورة لمسألة حسابيّة يقوم البرنامج بحلها، مع كتابة الخطوات لتعليم التلميذ كيف يمكن أن يحلّ مثلها.
تعزيز كفاءة الطلاب
يقول اختصاصي التكنولوجيا والتطبيقات "مكسيم طه" إنّ أدوات الذكاء الاصطناعي تعمل على "تعزيز كفاءة الطلاب في الدراسة وحلّ الواجبات. فهي مفيدة في تكملة المهام الروتينية مثل: التحرير والتدقيق النحوي والتنسيق، وكل ذلك من شأنه تسهيل التعلم السريع". ويبين أن "شات جي بي تي" -على سبيل المثال-، يعمل مساعدًا فوريًا ويسهّل فهم المصطلحات وإجابة الأسئلة المعقدة ومعالجة المشكلات بسهولة.
وبالنسبة إلى الاستفسارات الصعبة، ينصح "طه" باستخدام "شات جي بي تي 4″، إذ "قد تحتوي الإصدارات السابقة على معلومات غير دقيقة". كما يمكن طرح أسئلة مختلفة، وتقديم الإجابات بغض النظر عن الموضوع، سواء كانت الأسئلة تتعلق بالرياضيات أو التاريخ أو العلوم أو الجغرافيا، أو أي موضوع آخر، يحاول "شات جي بي تي" تقديم معلومات دقيقة ودقيقة.
ماذا يقدم الذكاء الاصطناعي للطلاب؟
ووفقا لـــــ"طه"، يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم شرح مبسّط للمفاهيم الصعبة، ما يساعد الطلاب على فهم المادة الدراسية بشكل أفضل، كما يساعدهم في تحسين مهارات التعلم الذاتي لديهم، إضافة لمساعدتهم في حلّ الواجبات المدرسية، ومنها:
لكن السؤال الأهم: هل يؤثر الذكاء الاصطناعي سلبًا على الطلاب؟
من جانبها، تؤكد المرشدة التربوية "آنا هوفانيزيان" على ضرورة ألا يُتعامل مع هذه الأدوات بديلًا عن التفكير وبذل الجهد الدؤوب. إذ تبرز مخاوف جمّة من التأثير السّلبي للذكاء الاصطناعي على التعليم، وحدّه من تنمية مهارات التفكير النقدي لدى الطلاب، كونهم سيحصلون على المعلومة بسرعة وسهولة من دون تفكير أو جهد.
إذ من "أهم السلبيات، عدم التحقق من المعلومات الواردة في الأبحاث وكذلك الأنشطة والمهام التي تطلب من الطلاب لتنمية مهارات معينة، والتي قد لا تنمّى بالاعتماد على أداة ذكاء اصطناعي، وهو ما ندّدت به العديد من الجامعات العالمية ومنعت استخدامه"، بحسب "هوفانيزيان".
وترى المرشدة التربوية أن سوء استخدام التقنيات الحديثة من شأنه أن يؤدي "لتخريج طلاب ليسوا على درجة كبيرة من الكفاءة العلمية، كما أنّ أغلب التخوفات كانت أخلاقيّة في الأساس. لا بد من التأكيد على أهمية العامل البشري والإنساني في العملية التعليمية بين الطلاب والأساتذة".
وتؤكد "هوفانيزيان" أن استخدام الطلاب لتقنيات الذكاء الاصطناعي للحصول على إجابات صحيحة بسهولة ومخن دون الحاجة إلى المذاكرة والتحضير للاختبارات، "يؤدي إلى زيادة معدلات الغش، بسبب توفير إجابات سريعة ودقيقة للطلاب، وقد يصبحون أقل عرضة للتفكير والتحليل والاستنتاج، وتاليًا يؤثر ذلك على قدراتهم الذهنية والتفكيرية في المستقبل". وهي ترى أن أبرز عيوب الذكاء الاصطناعي يكمن في ارتفاع نسبة الكسل عند الطلاب مع قلة الإبداع لديهم.
أسئلة تحتاج إجابات!
من جانبه، اقترح موقع "تايم فور كيدز" طرائق كفيلة برفع مستويات التعليم باستخدام الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى إمكان الدمج بين الطرائق التقليدية والحديثة لإحداث ثورة في التعليم. في المقابل، لفت الموقع إلى خطورة الإفراط في الاعتماد على "ذكاء" الأدوات الحديثة، مشيرا إلى أنّها ليست بمستوى الذكاء الذي يتصوره كثيرون، "إذ لم تصمّم هذه الأدوات للتفكير المنطقي… هذه الأدوات مبرمجة لتتعلّم ممّا تتغذى به من معلومات، وتميل إلى الأنماط المتكررة".
ويشدد "تايم فور كيدز" على ضرورة اهتمام الطلاب بمصادر المعلومات، "والحكم على ما يجب تصديقه مصدرًا موثوقًا، حتى يتمكّنوا من التعايش مع أدوات الذكاء الاصطناعي والتطورات التكنولوجية الأخرى".
أدوات ذكاء صناعي للطلاب
1- "توتر إيه آي" (Tutor AI): منصة تعليميّة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وأداة متقدمة لحلّ الواجبات المدرسية تساعد في فهم مواد مختلفة مثل الفيزياء والتاريخ والعلوم والأدب. يقدّم الموقع المعلومات من خلال دروس متميزة، ما يجعل التعلّم شاملاً وممتعًا.
2- "غرامرلي" (Grammarly): منصة لتحسين الكتابة باللغة الإنجليزية، وأداة بارزة مصممة لتحسين مهارات الكتابة. تأتي مزودة بمجموعة من الميزات التي تساعد على كتابة الواجبات بشكل دقيق نحويًا، وخالٍ من الانتحال لرفع جودة الكتابة، والمساعدة في التنسيق، واقتراح أنماط كتابة بديلة.
3- "سلايدسغو" (Slidesgo): يساعد في إنشاء العروض التقديمية وتقديمها بسلاسة وتعزيز الأفكار، وإضافة لمسة إبداعية لخلق انطباع دائم لدى المتلقي، ويحتوي على قوالب جاهزة للاستخدام تجعل إنشاء العروض التقديمية أمرًا سهلا للغاية.
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية
كشفت دراسة جديدة عن أسلوب شائع في كتابة الرسائل النصية قد يؤثر سلبًا على كيفية إدراك الناس لصدق المرسل.
الصورة تساوي ألف كلمة، لكنك لا تحتاج إلى كتابة أي منها من أجل البحث على الإنترنت هذه الأيام،
أصبحت ثقة نحو 3 أرباع المستهلكين (72%) بالشركات أقل مقارنة بالعام 2023
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال