ما يزال "تيك توك" في دائرة الجدل، منذ انطلاق العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. فبعد أقل من 10 أيام على عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلن التطبيق حذف أكثر من 500 ألف مقطع فيديو وإغلاق ثمانية آلاف بث مباشر مرتبط بهذه العملية وبالعدوان الإسرائيلي على القطاع، بعد أيام من تحذير الاتحاد الأوروبي الذي ذكّر الشركة بالتزامها محاربة "المحتوى غير القانوني"؛ بحسب تعبيره.
لكن يبدو أن الخطوات التي اتخذتها إدارة "تيك توك" لم تكن كافية، برأي الاتّحاد الأوروبي؛ فتعرضت في الأسابيع الأخيرة لانتقادات عنيفة من الحزب الجمهوري الأميركي، بسبب "إظهار التطبيق زيادة كبيرة في محتوى مؤيد لفلسطين". وزعم سياسيون جمهوريون علنيًا أن الشركة تروّج "بشكل متعمّد لمحتوى مؤيد لفلسطين بهدف غسل أدمغة شبابنا لدعم حماس"، بحسب ما نقل موقع فايس الأميركي.
في ردّ على هذا الهجوم، نشر التطبيق الصيني بيانًا، يوم الاثنين الماضي، جاء فيه: "كان موقف الشباب الأميركيين يتّجه لدعم فلسطين قبل ظهور تيك توك بوقت طويل... وكان دعم "إسرائيل" - مقارنة بالتعاطف مع فلسطين- أقلّ بين الشباب منذ مدة.. ويظهر ذلك في استطلاعات الرأي التي تعود إلى العام 2010".
كما تشير الأرقام المقدمة، في البيان والصادر عن "تيك توك"، إلى أن التعاطف مع دولة الاحتلال الإسرائيلي "إيجابي بشكل قوي" بين الأجيال الأكبر سنًا، بينما يعبّر 42 في المئة من المستطلعين عن تعاطفهم مع فلسطين، مقابل 40 في المئة مع الاحتلال الإسرائيلي.
كتب ممثل ولاية ويسكنسن "مايك غالاغر"، في مقال، أنّ : "تيك توك" "يتحكّم بها أكبر خصم للولايات المتحدة، والذي لا يشارك في مصالحنا أو قيمنا: الحزب الشيوعي الصيني... الدعاية المستمرة لحركة حماس على التطبيق يجب أن تكون إنذارًا للأميركيين". وكتبت الشركة، في البيان، أن خوارزميتها غير متحيزة، في إشارة إلى انتشار المحتوى المساند لفلسطين، في تأكيد أنها لا تتلاعب بالخوارزميات لتسليط الضوء على هذا المحتوى، مكررة أنّ الموقف المؤيد للفلسطينيين سببه الموقف السياسي للمستخدمين لا الخوارزميات.
أمام هذا الواقع؛ تلقت "تيك توك" ومعها شركة ميتا المالكة لـ"فيسبوك"، و"إنستغرام"، أكثر من 8 آلاف طلب من الكيان الصهيوني لإزالة المحتوى المتعلق بالعدوان على قطاع غزة، بحجة "انتهاك سياسات الشركتين"، وفقًا لما نقلت مجلة "فوربس". وبالفعل رضخت كبرى شركات التكنولوجيا للضغوط الإسرائيلية، وحذفت نحو 94 في المئة من المحتوى الذي طولبت بإزالته.
وأوضح مكتب المدعي العام الإسرائيلي أنه طلب إزالة محتوى "يحرّض على العنف والإرهاب"- بحسب تعبيره- بالإضافة إلى: "أي ترويج لجماعات تُصنف على نطاق واسع إرهابية"، في إشارة إلى فصائل المقاومة الفلسطينية، وبينها حركتَي حماس والجهاد الإسلامي. كذلك شملت القائمة الإسرائيلي، طلب إزالة أغانٍ "تمجّد حركة حماس، وقد استخدمت موسيقى خلفية لآلاف الفيديوهات على تيك توك". وهو ما فعله التطبيق الصيني الذي أوضح لـ"فوربس" أنّ سياسته تتمثل في إزالة جميع المحتويات المؤيدة لـ"حماس" بمجرد اكتشافها.
ووفقًا لما نقلت المجلة، فإنّ مكتب المدعي العام في دولة الاحتلال طالب بإزالة 9500 منشور: 60 في المئة منها موجّهة إلى "فيسبوك" و"إنستغرام"، و26 في المئة إلى "تيك توك"، و10 في المئة لـ"إكس"، وأقلّ من 5 في المئة إلى "يوتيوب" و"تليغرام". وأفادت "فوربس" أن طلبات إزالة المحتوى التي وصلت كل عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي قد ازدادت بمقدار 10 أضعاف منذ بدء العدوان على غزة.
لم تعلّق أي من المنصّات الكبرى على تلقيها هذا العدد الكبير من طلبات الإزالة، باستثناء "يوتيوب"، إذ أوضحت المتحدثة "سارة كولفين روويلي" لـ"فوربس": "أزلنا عشرات الآلاف من مقاطع الفيديو، وأغلقنا مئات القنوات"؛ منذ بدء العدوان.
بعيدًا عن العدوان؛ غالبًا ما تتلقى كبرى منصّات التواصل طلبات من الحكومات لإزالة محتوى تراه ضارًا. وفي تقريرها الأخير للشفافية، أفادت "تيك توك" بتلقيها نحو 2,300 طلب في النصف الثاني من العام 2022، كانت 82 منها من "إسرائيل" مقارنة بـ 11 فقط من الولايات المتحدة و335 من روسيا. بينما تلقت "غوغل" 60 ألف طلب في النصف الأول من العام 2023، 223 من "إسرائيل"، 359 من الولايات المتحدة، و36 ألف من روسيا.
موقع العربي الجديد
تواجه شركة آبل دعوى قضائية جماعية جديدة تتهمها بالإعلان عن جهاز شائع لديها بشكل مضلل
بث الشائعات والابتزاز الإلكتروني والسب والقذف والاعتداء على قيم المجتمع من خلال هذه الحسابات الوهمية
الغرامة التي أعلن عنها هي سابع أكبر غرامة يفرضها الاتحاد الأوروبي على الإطلاق
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال