عادات رقميّة سيئة تغذي التضليل والأخبار الكاذبة ضد فلسطين

عادات رقميّة سيئة تغذي التضليل والأخبار الكاذبة ضد فلسطين

أحد الأشياء الأكثر شيوعًا التي رأيتها حول في هذه الحرب هو قول الناس: لا أريد مشاركة أي شيء؛ لأنني لم أعد أعرف ما هو الصحيح بعد الآن.

يوجد عند المستخدمين القدرة على إبطاء انتشار المعلومات الرقمية الخاطئة، لكن العادات الإلكترونية السيئة التي يتبنونها تجعل التضليل يتوسّع. هذا ما تؤكده عالمة الاجتماع الحاسوبي عائشة لوكمانوغلو، وهو ما يظهر واضحًا مع انتشار آلاف الأخبار الكاذبة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

في حوار لها مع مجلة ماذر جونز، تقول لوكمانوغلو إن: "أحد الأشياء الأكثر شيوعًا التي رأيتها حول في هذه الحرب هو قول الناس: لا أريد مشاركة أي شيء؛ لأنني لم أعد أعرف ما هو الصحيح بعد الآن. لدينا إحساس بعدم معرفة ما هو حقيقي، وعدم معرفة كيفية التحقق من الحقيقة". وتابعت أن منصات، مثل "إكس"، تتراجع خطوة إلى الوراء في ما يتعلق بمراجعة المحتوى. ولم تعد العلامات الزرقاء تساعد في التحقق من الحسابات، كما أن الرسالة التي تظهر تحت المنشورات بناءً على ملاحظات الجمهور لا تخلو من انحياز.

والتضليل ليس جديدًا، بل هو موجود منذ قرون، فمثلًا أجهزة الراديو استُخدمت لنشر حرب المعلومات خلال الحرب العالمية الثانية، لكن التضليل صار أكثر وصولًا وانتشارًا وسرعة بسبب وسائل التواصل الاجتماعي. وبسبب عادات استخدام مواقع التواصل، يتعرّض المستخدمون لها أكثر من غيرها من أدوات الإعلام، فهي على شاشات متعددة وأماكن متعددة.
ولا يقتصر الأمر على ما نراه على "إكس" فحسب، تقول لوكمانوغلو، بل أيضًا ما يشاركه أصدقاؤنا، وما يحدث في الدردشات الجماعية الخاصة. فقد وجدت الباحثة أن الناس يشاركون معلومات مضللة أحيانًا من دون وعي. إنهم يثقون في المصادر، أو يثقون في الأشخاص الآخرين الذين شاركوها، لذلك لا يحرصون فعليًا على العناية الواجبة.

ولأن الصورة أقوى على الحواس من النص، "رؤية الصور تزيد من حدة التوتر وتزيد من حدة المشاعر"، وفي كلتا الحالين، "تطمس هذه الخطوط الفاصلة بين ما ينبغي وما لا ينبغي مشاركته" تقول الباحثة.

وبما أن هناك طلبًا على المعلومات، فإنّ الجهات الفاعلة السيئة سوف ترغب في توفيرها. وتساعدهم التكنولوجيا في ذلك، من خلال التزييف العميق، والصور، ومقاطع الفيديو التي جرى التلاعب بها. وتضيف لوكمانوغلو أنه من الممكن أن يكون للجهات الفاعلة حسابات مزيفة عدة تدعم بعضها البعض. يمكن أيضًا إطلاق العنان للروبوتات والمتصيدين الذين يمنحون الملايين من الإعجابات حتى تروّج الخوارزمية لمحتوى معين.

وتدعو العالمة إلى استخدام مواقع التواصل لمحاربة الكراهية كما يحدث في الحياة الواقعية، وتوضح أنه "إذا سمعتَ شخصًا يقول خطابًا يحض على الكراهية بجوارك في حفل عشاء، فستشعر بعدم الارتياح. يمكنك إما تصحيحه، أو إذا كنت تتجنب الصراع، يمكنك المغادرة أو التلميح من خلال الإشارات الاجتماعية إلى أن هذا غير مقبول اجتماعيًا. نحن بحاجة إلى إعادة ذلك إلى وسائل التواصل الاجتماعي".

وتنصح العالمة: "بدلًا من المشاركة على الفور، توقف للحظة وانتظر حتى تتحقق إحدى المنظمات ذات السمعة الجيدة من المعلومات. أعتقد أن ما يتعين علينا القيام به هو التباطؤ بدلًا من أن نكون جزءًا من المشاركة والإعجاب الفوريين. عندما تنتظر مؤسسات أخرى، مؤسسات إخبارية حسنة السمعة، ومؤسسات التحقق حسنة السمعة، فإنك في الواقع تساعد القضية أكثر من الإضرار بها".

مواضيع مرتبطة

دعوى جماعية ضد آبل بتهمة "الإعلان المضلل"

تواجه شركة آبل دعوى قضائية جماعية جديدة تتهمها بالإعلان عن جهاز شائع لديها بشكل مضلل

مصر.. الكشف عن 14 مليون حساب وهمي على "فيسبوك"

بث الشائعات والابتزاز الإلكتروني والسب والقذف والاعتداء على قيم المجتمع من خلال هذه الحسابات الوهمية

المفوضية الأوروبية تغرّم ميتا 800 مليون يورو بتهمة تقويض المنافسة

الغرامة التي أعلن عنها هي سابع أكبر غرامة يفرضها الاتحاد الأوروبي على الإطلاق