داليا فنيش/ خاص موقع أمان الأطفال
تحديّات صعبة يعيشها أطفال قطاع غزة؛ هم يعيشون معاناة هي أكثر المعاناة الإنسانية المؤلمة في العالم، حيث يواجهون النار والموت بروح الطفولة وببراءة وقوة، يُظهرون للعالم أنّ الحب والأمل يمكنهما التغلب على أي قوة ظالمة بالرغم من الحصار والمعاناة.. ومع ذلك نشاهدهم يلعبون ويضحكون، يُشعلون الأمل في قلوبنا، يقولون للعالم بأسره أنّ حلم الطفولة ينبت في أرض صعبة، وأنّ الأمل لا يُقهر، والصمود وقوة الإرادة تجعلهم أبطالًا حقيقيين، يستحقون كلّ الحبّ والاحترام.
لا تنتهي الآلم الحرب عند وقف إطلاق النار أو انتهاء العمليات العسكريّة، فهي ستخلّف تأثيرًا عميقًا على الأطفال، فالتجارب التي يعيشونها تعطّل لديهم الشعور بالأمان والاِستقرار، وتجعلهم أكثر عرضةً لمشكلات نفسيّة تؤثر على حياتهم إذا لم تُعالج بالطريق الصحيحة؛ ووفقًا لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية؛ أنّ جميع الأفراد المتضرّرين من الحروب بشكل فوريّ أو بعد مدة من الزمن يعانون:
على مدار قرن لم يمرّ يوم إلا ومعاناة الأطفال في فلسطين المحتلّة؛ من هدم البيوت أو سلبها أو زرع الخوف في قلوب هؤلاء الأبرياء، فضلًا عن الإصابات الجسدية البالغة والقتل، حتى إنّه في بعض الحالات قد يفقد الطفل كلّ أسرته في اعتداء من مستوطنين أو جنود إسرائيليين، ليجد نفسه وحيدًا.
يشكّل عدد الأطفال في قطاع غزة المحاصر، ما يُقارب نصف السكان البالغ عددهم أكثر من مليونَيْ إنسان، فالحرب لم تثتثنِ هؤلاء الأطفال من العدوان الذي يتقصّدهم عمدًا .. فالطفل في غزة لا يشعر بالأمان، في أي مكان، كما أشارت دراسة لليونسيف عن الحروب السابقة التي حصلت في غزة بأنّ الجولات المتكررة من الصراع والعمليات العسكرية خلّفت أكثر من 816 طفلًا، تحت سن 18 عامًا في غزة، في حاجة إلى دعم نفسي. وهناك دراسة أجراها برنامج الصحة النفسيّة المجتمعية في غزة، بعد الهجوم العسكري الإسرائيلي في نهاية العام 2008، واستمر لمدة 3 أسابيع، أن 75 في المئة من الأطفال فوق سن السادسة كانوا يعانون أعراضًا مضطربة ما بعد الصدمة.
لا يمكن إنكار الأثار السلبيّة للحرب على نفسيّة أي طفل في العالم؛ ولكن يبقى أن هناك فروقات إنسانيّة تجعل نسبة هذا التأثر السلبي متفاوتة ومختلفة جوهريًا في العديد من الجوانب. فلا ريب من وجود الصدمة والخوف والرعب..ولكن هناك عوامل مجتمعيّة وثقافية وإيدولوجيّة لها دور مباشر في إعادة تدوير أثار هذه الصدمات النفسيّة ..
هذا ما يحدث في قطاع غزة .. تجدهم يصنعون الحياة من ذلك الألم والدمار وعند استشهاد أحد من ذويهم وأخوانهم تراهم كبارًا في الموقف والتحدي والإيمان ..يرفعون إشارة النصر مؤمنين أن دماء أقرانهم قرابين فداء لأرض الوطن..يقولون إنهم باقون ولن تُرهبهم آلة القتل المجنونة، فمهما استخدم المحتل أساليب الترهيب لن يثنيهم ذلك عن الحياة وسيبقون أبناء الحياة، ولن يستطيع أحد أن يسلب منهم هذه الروح، أو يغتصب ابتسامة طفل ويسرق مستقبله، فهم يملكون صفات أذهلت العالم بأسره.
من تلك الصفات:
تأثير هذه الأحداث الكبيرة على نفسيّة الطفل الفلسطيني، وما نراه منهم، يثير تساؤلاً مهمًا : إلى أي مدى تسهم هذه الأحداث الجسام في صنع شخصياتهم مستقبلًا؟
هؤلاء أبناء مجتمع ملتزم بعقيدة راسخة وتاريخه حافل بالثورات والانتفاضات ضد المحتل الصهيوني؛ فإن كان هناك من توقع تفرضه مسار الأحداث؛ يظهر لنا الآتي:
الواقع مؤلم ومحزن؛ ولكن هذه الآثار ستزيد قوتهم، وتجعلهم يكبرون مع أحلامهم البريئة التي ستحقق مع مستقبل واعد بتحرير بلادهم.
تلعب حبيبة مع بعض الخراف في المزرعة وتطلق على كل واحد منها اسما خاصا
كيف يعيش الأطفال الفلسطينيون منذ أكثر من سبعة عقود تحت وطأة الاحتلال وفي مخيمات اللجوء؟
2025 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال