ويعرف العديد من الآباء أن الضوضاء العالية يمكن أن تؤذي سمع الطفل. ويمكن للأصوات العالية جدًا أن تسبب أضرارًا فورية. كما يمكن أن يؤدي استخدام أجهزة الاستماع الشخصية للموسيقى ومقاطع الفيديو والفصول الدراسية أيضا إلى حدوث ضرر إذا كانت صاخبة جدًا.
الضوضاء البيئية، والمعروفة أيضا باسم "التلوث الضوضائي"، تأتي من مصادر حولنا، وتشمل: حركة المرور على الطرق والطائرات والمطارات والقطارات، ويمكن أيضا أن تكون مصادر الضوضاء داخلية، مثل أجهزة التلفاز وغيرها. ومن غير المرجح أن تسبّب الضوضاء البيئية مشكلات في السمع مقارنة بالضوضاء العالية الصادرة عن الأجهزة والأنشطة الشخصية، مثل الحفلات الموسيقية. ومع ذلك، يمكن أن يكون للضوضاء البيئية آثار ضارة على تعلم الأطفال وسلوكهم ونومهم.
وبالمقارنة مع البالغين، قد يكون الأطفال أكثر عرضة لتأثيرات الضوضاء؛ لأنهم يستمرون في النمو والتطور. وقد يكون لديهم أيضا سيطرة أقل على المكان الذي يقضون فيه الوقت. والأطفال الذين يعيشون في بيئات أقل ثراء هم أكثر عرضة للتعرض لمستويات أعلى من الضوضاء البيئية.
ويمكن أن تؤثر الضوضاء البيئية على تعلم الأطفال، كما هو الحال في الفصول الدراسية الصاخبة جدا وأماكن رعاية الأطفال. وقد تكون القراءة والتذكر والأداء الجيد، في الاختبارات، أمرًا صعبًا عندما يكون هناك الكثير من الضوضاء في الخلفية أو المحادثات الصاخبة.
ويمكن للطائرات التي تحلق في سماء منطقة ما أن تصعّب فهم ما يقوله المعلم. وقد يحتاج المعلمون إلى مقاطعة الدروس لانتظار مرور الطائرات. ويمكن أن يؤدي الشعور بالانزعاج من الضوضاء إلى فقدان الأطفال التركيز في الدروس. وبالنسبة إلى الرضع والأطفال الذين يتعلمون كيفية التحدث، فالبيئة الصاخبة يمكن أن تصعّب عليهم فهم الكلام.
ويمكن أن تؤثر الضوضاء البيئية أيضا على طريقة لعب الأطفال، وهو أمر مهم لنموهم. ويتعرض العديد من الأطفال للضوضاء الخلفية الناتجة عن ترك أجهزة التلفاز قيد التشغيل، حتى لو لم يكن الطفل يشاهدها بشكل نشط. وعندما تُترك أجهزة التلفاز قيد التشغيل، لا يركز الأطفال الرضع والأطفال الصغار كثيرًا أو لمدة طويلة على اللعب بالألعاب. وغالبا ما تتداخل الضوضاء مع النوم. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعاني الملايين من الناس من نوم أسوأ بسبب الضوضاء الليلية الناجمة عن حركة المرور على الطرق وغيرها من المصادر.
وتظهر الأبحاث التي أجريت، بشكل رئيسي على البالغين، أنه حتى المستويات المنخفضة من الضوضاء البيئية الليلية تسبب المزيد من حركات الجسم والاستيقاظ واضطرابات النوم الأخرى. وتحدث هذه الأمور على الرغم من عدم علم النائم بها. وقلة النوم يمكن أن تسبب النعاس في أثناء النهار وتؤثر على تعلم الأطفال.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي الكثير من الضوضاء إلى استجابة الجسم للضغط النفسي. ويمكننا أن نرى ذلك عند الأطفال الخدج في وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة (NICUs). على سبيل المثال، عندما يتعرض هؤلاء الأطفال لأجهزة الإنذار والهواتف وأجهزة التهوية والمضخات وأجهزة المراقبة والحاضنات، يمكن أن تكون هناك تغييرات في التنفس ومعدل ضربات القلب ومستويات الأوكسجين. ويمكن للضوضاء أن تزيد من ضغط الدم عند الأطفال، كما أن التعرض للضوضاء على المدى الطويل يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية عند البالغين.
قد ينزعج بعض الأطفال الذين يعانون حساسيات خاصة، مثل اضطراب طيف التوحد(ASD)، أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)، أو اضطرابات المعالجة الحسية أو اختلافات التعلم، من الأصوات أو الضوضاء التي لا تزعج الأطفال الذين لا يعانون هذه الحالات عادة.
وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة المزيد حول كيفية تراكم تأثيرات الضوضاء على مدى الحياة. وفي غضون ذلك، نحن نعرف ما يكفي لاتخاذ الخطوات اللازمة لتقليل تعرض الأطفال للضوضاء.
المصدر: ميديكال إكسبريس
أفادت والدة إحدى الضحايا بأن أطفالًا لا تتجاوز أعمارهم تسع سنوات شاركوا في التحدي بعد مشاهدتهم مقاطع فيديو على "تيك توك"
وسط الحال الأمنية والنفسية الصعبة للبنانيين، يبرز التأثير الأكبر على النساء والأطفال، خصوصًا مع توقف العام الدراسي للكثيرين منهم
يتعلّم الأطفال من القدوة، لذلك الصبر معهم هو إحدى الطرائق لتعليمهم هذه الصفة.
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال