لا جدال في أنّ أطفال، اليوم، والذين يعشيون ويتربون في عصر التكنولوجيا، مختلفون عن أطفال الأمس. فهم يواجهون كثيرًا من المشكلات في التواصل الاجتماعي مع الآخرين، بسبب اندماجهم مع شاشات العالم الافتراضي والهاتف المحمول طوال الوقت، بالرغم من الدور الأساسي الكبير الذي يؤديه الذكاء الاجتماعي في صقل شخصية الطفل، ودفعه نحو نسج علاقات متينة ووثيقة مع المحيطين به، بعيدًا عن الوقوع في المشكلات النفسية أو الفشل الدراسي.
لهذه الأسباب غالبًا ما يسعى الآباء والأمهات إلى معرفة طرائق ووسائل لتنمية الذكاء الاجتماعي عند أطفالهم، وتحفيز مهاراتهم مبكرًا، لانعكاسه إيجابيًا على مختلف مراحل حياتهم لاحقًا.
الذكاء الاجتماعي مهارة مكتسبة
يقول الدكتور "عثمان الشاذلي"؛ وهو أستاذ الطب النفسي ومحاضر التنمية البشرية، بأنّ الذكاء الاجتماعي صفة لا تورَّث، إنما تكتسب بالتربية ومن خلال تجارب الطفل والمواقف التي يمرّ بها في المنزل وخارجه ...ويعني قدرة الطفل على التعامل مع الآخرين وتكوين صداقات بسهولة، والقدرة أيضًا على اختيار الكلمات لتكوين علاقات قوية مع الآخرين.
أما الذكاء العاطفي ..فهو قدرة الطفل على التحكّم بالانفعالات وردود الأفعال في التعامل مع الآخرين...كما أن المدارس في مراحلها المختلفة، تؤدي دورًا مهمًا في صقل شخصية الطفل وتطوير هذا الذكاء الاجتماعي والعاطفي معًا. وذلك من خلال تفاعل الطفل مع أصدقائه وحلّ المشكلات بنفسه، ليصبح قادرًا على مواجهة النزاعات والعقبات، وتحمّل مسؤولية سلوكياته بثقة.
ولأن الذكاء الاجتماعي مهارة مكتسبة؛ فيمكن للطفل أن يتدرب عليها؛ من خلال التأمل في سلوكه مع الآخرين، والسّعي لبناء علاقات إنسانية عميقة. فهذا يسهم في تكوين شخصية الطفل..اجتماعيًا وعاطفيًا ونفسيًا، فيصبح قادرًا على التفاعل مع الآخرين ويتأثر بهم.
كيفية تنمية مهارة الذكاء الاجتماعي عند الطفل
1. حفزي طفلتك على المشاركة في الأمور المنزلية.
2. تحفيزه على حلّ مشكلاته الشخصية بمفرده، سواء في المدرسة أو مع أصدقائه.
3. إعطاؤه الحرية الكاملة في التعبير عن مشاعره وأرائه بعيدًا عن الشعور بالخوف أو القلق، مع مساعدته على إبداء التعاطف مع الآخرين.
4. حثّه على المشاركة في الأعمال التطوعية، مثل تنظيف الشواطئ والحدائق والمدارس، فهذه نشاطات مهمة جدًا لصقل شخصيته.
5. المشاركة في النشاطات الاجتماعية التي تُنظم في المدرسة أو خارجها، وتشجيعه على أن يكون عنصرًا فعالًا ومؤثرًا فيها.
6. علّميه الاندماج مع المجتمع، ليطّلع على وجهات النظر والأفكار المختلفة، ولا يخشى مواجهة الآخرين.
7. لاتتركي طفلتك للتكنولوجيا..ودرّبيها على تكوين الصداقات والتواصل
8. علّمي طفلك معنى التفاوض ودرّبيه على ثقافةالاعتذار
كما لا ينبغي إجباره على تقديم اعتذار في غير محله، والحرص على أن نكون قدوة له في ذلك. ومن الضروري أن يُعلم الطفل الآخرين ويتعلّم منهم من خلال النشاطات التي يشارك فيها، وأن يترك المجال لبقية الأطفال لإظهار مهاراتهم أو الأمور المميزة التي يتقنونها أو يمكنهم أن يعلّموها للآخرين.
اختاري العقاب المنساب للطفل، ولا تبالغي فيه لكي لا يرث الطفل حقدًا دفينًا على المجتمع من حوله وينعكس ذلك على تصرفاته،
يتعرّض الأطفال في أثناء الحروب للصدمة، وقد لا يكونون متحفّزين للتعلّم، لذلك تدمج المدارس والبرامج التعليمية خدمات الدعم النفسي والاجتماعي
تأثير الأب على الطفل يفوق تأثير الأم بل يصل إلى حد تغيير سلوكهم بشكل ملحوظ
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال