كانت بداية سلسلة "قصص من غزة"، والتي يواصل مسرح الحارة في بيت جالا، قرب مدينة بيت لحم إنتاجها، مع حكاية الطفل الشهيد "يوسف محمد أبو مويس"، عُرضت عبر وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالمسرح، في العشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بالتزامن مع إحياء العالم لليوم العالمي للطفل.
يوسف استُشهد بقصف الاحتلال الإسرائيلي، وعُرفت قصته عندما كانت أمه تبحث عنه في المستشفى، ووصفته للطبيب بقولها: "عمره 7 سنين، شعره كيرلي، أبيضاني، وحلو". يسرد الفيديو قصته على مدار خمس دقائق، منذ ما قبل استشهاده، حتى وصوله إلى المستشفى شهيدًا، والصرخات الحارقة لوالدته. وتوالت الفيديوهات التي تقدم باللهجة الفلسطينية ومترجمة للإنكليزية، فكان الفيديو التالي حول الطفلة الشهيدة "حبيبة"؛ وهي طالبة في الصف الثالث، ومتميزة في مادة الرياضيات. وأدرج بعد فيديو "أبو شعر كيرلي"، بيومين، وكان جزءًا من العرض الأدائي "مونولوجات غزة"، في مسرح عشتار في مدينة رام الله بنسخة 2023.
كانت "حبيبة" تأمل أن تتحدث الإنكليزية بطلاقة، كي تقصّ لكل العالم أوضاع أطفال غزة. لكن اليوم السابع للحرب، وضع حدًّا لحياتها وأحلامها. وكان آخر ما فعلته قبل استشهادها بساعة إثر قصف طائرات الاحتلال لمنزل عائلتها في مدينة غزة أن رسمت شاشة تلفاز، وفي وسطها علم فلسطين.
وتحت عنوان "ذكريات"، تحدث الفيديو على لسان أحد المحاصرين في قطاع غزة، كيف أنه تلقى اتصالًا من ضابط صهيوني بإخلاء المنزل خلال دقائق معدودة بهدف قصفه، هو بلا أشك أصعب من قصف المنزل. فهذه الدقائق هي فرصة مفترضة للنجاة، لكنها ستنهي كل الذكريات التي تختزلها جدران المنزل في كل زواياها.
وتحت عنوان "إلهام"، أنتج مسرح الحارة فيديو حول شهيدة موسيقية ومعلمة وأخت وعمّة، "لابسة دايمًا طاقيّة على راسها، ونظارات على وجهها، وجزدان نازل ع كتفها"، ولدت في غزة لعائلة فرح، وهي ابنة الشاعر المعروف حنّا دحدح فرح، وأوائل من عزفت الموسيقى في القطاع، وتحديدًا آلة الأوكورديون، بل ودرّست الموسيقى للطالبات، مستعينة بأشعار والدها بعد تلحينها، إلى أن استشهدت في المدينة التي تحب، على الرصيف أمام منزلها، في الثالث عشر من تشرين الأول. واستعان فريق "قصص من غزة"، أيضًا بنصوص المخرج والكاتب المسرحي الغزّي علي أبو ياسين، فكان فيديو "لمح البصر" أو "سارة"، علاوة على فيديوهات أخرى عن نصوص له ستُعمم حتى نهاية العام، لترتفع من ستة فيديوهات إلى عشرة.
الفنان نيكولا زرينة، وهو نائب المدير العام لمسرح الحارة، تحدث عن سلسلة "قصص من غزة"، قائلًا: "في بدايات العدوان على غزة، كنّا نشعر نحن الفنانون بنوع من العجز، لكن مع تواتر قصص الشهداء من أطفال ونساء، قررنا البدء بتعميم هذه الحكايات من باب أننا لسنا أرقامًا، وذلك عبر فيديوهات تروي قصصهم مدعومة بصور وفيديوهات. بداية كنت أجمع هذه القصص من وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ كان ينشرها أهالي الشهداء، وحسابات أخرى موثوقة لأصدقاء فنانين وكتّاب من قطاع غزة، لتخرج القصّة التي تحكي حكاية شهيدة طفلة، أو امرأة، أو شاب، أو مسن، وتروي حكاية شهداء القطاع الذين تجاوز عددهم العشرين ألفًا، من دون تجاهل كينونتهم عبر أسمائهم وأحلامهم وتفاعلاتهم مع محيطهم".
لفت "زرينة إلى أن هذه القصص الإنسانية سجلت في استوديو المسرح؛ إذ "كنتُ السارد بصوتي، وحاولت ألا أكون متكلفًا، فلجأت إلى لغة دارجة يسهل وصولها إلى الجمهور العربي الذي وجدنا أن كثيرين منه بحاجة إلى معرفة ما يحدث في قطاع غزة. إلى جانب ذلك، ترجمنا هذه القصص إلى الإنكليزية لتصل إلى جمهور أوسع حول العالم".
أفاد "زرينة" بأنّ العديد من الفنانين حول العالم ترجموا نصوص هذه الفيديوهات، وقدموها على طريقتهم الخاصة، ومن بينهم الفنان المسرحي الإيطالي ستيفانو توتولا، والذي قدّم بلغته حكاية "إلهام" من بين "قصص من غزة"، وكذلك فعل بـ"ذكريات".
كما عرضت فيديوهات السلسلة في عدّة تظاهرات وفعاليات تضامنية مع الشعب الفلسطيني، في عدد من البلدان الأجنبية،: اسكتلندا، إنكلترا، إيطاليا، والتي تحتضن مطلع العام المقبل فعالية تضامنية مع قطاع غزة، أعلنت عنها الممثلة الإيطالية إيريكا جيوفانيني، بمشاركة عدد من الفنانين الإيطاليين. ستشتمل تلك الفعالية على عروض لبعض فيديوهات "قصص من غزة". وأوضح نائب المدير العام لمسرح "الحارة" أنهم سيواصلون على الدوام إنتاج المزيد من هذه القصص كونها جزءًا من دور الفنان الفلسطيني في ظل هذه الحرب المتواصلة على أبناء شعبه، وأيضًا لما أحدثته وتحدثه من أثر على مستويات عدّة.
موقع العربي الجديد
اختاري العقاب المنساب للطفل، ولا تبالغي فيه لكي لا يرث الطفل حقدًا دفينًا على المجتمع من حوله وينعكس ذلك على تصرفاته،
تشير الإحصائيات إلى أن الأطفال الذين يقضون وقتًا كبيرًا على الأجهزة المحمولة هم أكثر عرضة لتطور المشكلات السلوكية
تضمّ 12 لوحة فنّية مستوحاة من رواية الكاتب الفلسطيني غسّان كنفاني (1936 - 1972)، رسمها طلّاب من 11 مدرسة .
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال