قريبًا «ميتا» ستحظر كلمة «صهيوني».. كيف تحتال عليها؟

قريبًا «ميتا» ستحظر كلمة «صهيوني».. كيف تحتال عليها؟

موقع ذا إنترسبت: "ميتا" تدرس فرض الرقابة على استخدام كلمة "صهيوني" راضخة لضغوط مؤيدة لدولة الاحتلال..

 

موقع "أمان للأطفال"/ مواقع إلكترونية

تدرس شركة ميتا، مالكة "فيسبوك" و"إنستغرام"، فرض قواعد أكثر صرامة حول استخدام مصطلح "صهيوني". جاء قرار الشركة بعد أشهر من الضغوط العلنية التي تمارسها المجموعات المؤيدة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، مثل "رابطة مكافحة التشهير"، بعد بدء العدوان على غزة، من أجل التعامل مع معاداة الصهيونية كشكل من أشكال معاداة السامية. وهو الأمر الذي أكدته الناشطة الحقوقية والمديرة السياسية ياسمين طائب، في مجموعة إم باور الأميركية، والتي أشارت إلى أن رابطة مكافحة التشهير، إلى جانب مجموعة صهيونية أخرى هي اللجنة اليهودية الأميركية، قامتا بالضغط على "ميتا" لتقييد استخدام كلمة "صهيوني".

كما قالت طائب، والتي تحدثت إلى أحد موظفي "ميتا" المشاركين بشكل فعّال في اقتراح تغيير السياسة، لـموقع "ذي إنترسبت، إن ذلك سيؤدي إلى: "رقابة جماعية على التعليقات الانتقادية للصهيونية، ما يعني تقييد تعليقات لا تتضمن خطاب كراهية حول القتل المستمر في غزة". وأضافت أنّ: "قمع الخطاب المؤيد للفلسطينيين المنتقد لإسرائيل يحدث في أثناء الإبادة الجماعية في غزة”، داعيةً "ميتا" إلى أن تعمل على "تنفيذ سياسات للتأكد من عدم قمع الخطاب السياسي".

هذا؛ وقد أبلغت "ميتا"، في 30 يناير/ كانون الثاني الماضي عبر رسالة بالبريد الإلكتروني، منظمات المجتمع المدني بأنّها "تقوم حاليًا بإعادة النظر في سياسة خطاب الكراهية الخاصة بها، وتحديدًا في ما يتعلق بكلمة صهيوني". وعلى الرغم من أنّ الرسالة لمّا تشر إلى اتخاذ قرارات نهائية بعد، إلّا أنّها طلبت تعليقات من منظمات المجتمع المدني ومجموعات الحقوق الرقمية حول التغيير المحتمل. وقالت "ميتا"، في رسالتها، أنّ المراجعة تأتي: "بسبب المحتوى الذي أبلغ عنه المستخدمون والشركاء أخيرًا"، من دون أن تدلي بتفاصيل حول القضية.

 

تسمح سياسة "ميتا" حتى الآن لمستخدميها البالغ عددهم 3 مليارات حول العالم باستخدام مصطلح "صهيوني"، الذي يشير إلى مؤيدي حركة إنشاء دولة يهودية في فلسطين، وكذلك مؤيدي القومية المعاصرة الداعمة لهذه الدولة وسياساتها.

كما تنصّ القواعد الداخلية لمالكة "فيسبوك" و"إنستغرام" حول "صهيوني" على حذف المنشورات في الحالات التي يستعمل فيها المصطلح للإشارة إلى اليهود والإسرائيليين، وهما فئتان محميتان بحسب قواعد الشركة. لكنّ التغيير الحالي، وفقًا لـ"ذي إنترسبت"، من شأنه أن يمكّن المشرفين على المنصة من تطبيق القواعد بشكل أوسع، وحذف الكثير من المنشورات التي تنتقد "إسرائيل".وقال المتحدث باسم "ميتا" كوري تشامبليس لـ"ذي إنترسبت": "نحن لا نسمح بمهاجمة الآخرين على أساس صفات مثل الجنسية أو الدين". يتطلّب تطبيق هذه السياسة فهمًا لكيفية استخدام الأشخاص اللغة للإشارة إلى تلك الصفات".

شاركت "ميتا" مع شركائها سلسلة من المنشورات الافتراضية التي قد تتعرض للحذف في حال اتباع سياسة أكثر صرامة، طالبةً آراءهم حول وجوب تقييدها من عدمه. ووفقًا للمدير التنفيذي لمركز "حملة" الفلسطيني المختص بالحقوق الرقمية نديم الناشف، فقد بدت بعض هذه الأمثلة تعبيرًا واضحًا عن النظريات المؤمراتية والمعادية للسامية حول السيطرة اليهودية على وسائل الإعلام، لكن أمثلة أخرى لم تحتو سوى على انتقادات لدولة الاحتلال أو للصهيونية، لا لليهود أو للدين اليهودي.

من الأمثلة على المنشورات التي يمكن أن تخضع للرقابة بموجب السياسة المقترحة: "الصهاينة مجرمو حرب، فقط انظروا إلى ما يحدث في غزة"، "أنا لا أحب الصهاينة"، و"ممنوع السماح للصهاينة بحضور اجتماع الليلة لجمعية الطلاب التقدميين". ورأى الناشف أنّه لا ينبغي خلط الانتقادات السياسية مع التعصب التآمري ضد اليهودي"، ورأى أنّ ذلك: "يضر بالحرب ضد معاداة السامية، من خلال الخلط بين الصهيونية والحكومة الإسرائيلية واليهودية".

من جهته، قال داني نوبل من منظمة الصوت اليهودي للسلام: "كوننا يهودًا مناهضين للصهيونية، فقد رأينا كيف قامت الحكومة الإسرائيلية ومؤيدوها بدفع أجندة تدّعي كذبًا أن مساواة كلمة صهيوني بكلمة يهودي ستحافظ بطريقة أو بأخرى على سلامة اليهود".وأضاف: "إن الخلط بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية، والتضييق على الانتقاد المشروع لدولة وجيش إسرائيل، لا يضران بجميع الأشخاص الذين يناضلون من أجل حقوق الإنسان في العالم فحسب، بل إنه لا يفعل شيئًا للحفاظ على مجتمعنا آمنًا، ويقوّض جهودنا الجماعية لتفكيك معاداة السامية الحقيقية وجميع أشكال العنصرية والتطرف والقمع".

 

كيف تلتف على خوارزميات "ميتا"؟

لم يعد خافيًا على جمهور مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصًا في العالم العربي، أن مسألة التحايل على شركة ميتا ومنصّاتها كي لا تحذف لأي مشترك منشوره؛ هو كتابة عبارات أو مرادفات بديلًا عن المعنى الأساسي أو الأصيل. إذ بهذه الطريقة يعبّر عن رأيه الحرّ، وهو يضمن أن المشتركين جميعًا باتوا يمارسون اللعبة ذاتها ويفهمون مقاصد هذا المنشور أو ذاك. 

لكن، أيضًا، دعونا نسهم معكم في استخدام خيار هو- ربما- جديد بالنسبة إليكم. إذ يمكنكم الإبقاء على العبارة الأساسيّة ذاتها التي تريدونها، من دون اللجوء إلى المرادفات غير المباشرة، وذلك بكتابة عبارتك مقطّعة بعلامة الترقيم النقطة (.)..مثلًأ في تحدّيك لـــ"ميتا" عندما تريد استخدام عبارة الصهيونية؛ اكتبها على الشكل الآتي :
الصه.يوني/ الصهيون. ية/ الم.قاومة/ الجيش الص.هيوني الن.ازي... وهكذا دواليك..

تساعدك هذه الطريقة في الاحتفاظ بعبارتك الأصلية، والتي تشي أو تحمل المعنى المباشر الذي تريده..

 

 

مواضيع مرتبطة

دعوى جماعية ضد آبل بتهمة "الإعلان المضلل"

تواجه شركة آبل دعوى قضائية جماعية جديدة تتهمها بالإعلان عن جهاز شائع لديها بشكل مضلل

مصر.. الكشف عن 14 مليون حساب وهمي على "فيسبوك"

بث الشائعات والابتزاز الإلكتروني والسب والقذف والاعتداء على قيم المجتمع من خلال هذه الحسابات الوهمية

المفوضية الأوروبية تغرّم ميتا 800 مليون يورو بتهمة تقويض المنافسة

الغرامة التي أعلن عنها هي سابع أكبر غرامة يفرضها الاتحاد الأوروبي على الإطلاق