هل يكون 2024 عام الذكاء الاصطناعي؟

هل يكون 2024 عام الذكاء الاصطناعي؟

تنبأت التوقعات لعام 2023 أن يكون عام الذكاء الاصطناعي، لكنه لم يكن، فهل يكون 2024 كذلك؟ 

في كل عام جديد يحاول الخبراء التنبؤ بالمستقبل. وعندما يتعلق الأمر بأخبار التكنولوجيا، يكتفي بعض المدونين بتخمين كيف سيبدو جهاز "آيفون" الجديد. ولكن في العام 2024، فإنّ التكنولوجيا التي يتحدث عنها معظم الناس لن تكون أداة، بل مستقبلاً بديلاً مدعومًا بالذكاء الاصطناعي يتوقع الكثيرون في سيليكون فالي أنه سيكون أمرا لا مفر منه في الأشهر القادمة. وفي تقرير نشره موقع "فوكس"، وقال الكاتب آدم كلارك إستس: "إن صعود الذكاء الاصطناعي ليس التنبؤ الكبير الوحيد للخبراء للعام المقبل، ولكنه الأهم".

الذكاء الاصطناعي.. الصمغ الجديد

تُظهر قائمة التوقعات أشياء كبيرة في معظمها، مثل: التشرذم المستمر لوسائل التواصل الاجتماعي، نظارات الواقع المختلط التي تنتهجها شركة آبل، سفن الفضاء، وبالطبع الذكاء الاصطناعي. لكن ما يثير الاهتمام هو أن الذكاء الاصطناعي يربط كل هذه الأشياء معا بالطريقة نفسها التي ربط بها ظهور الإنترنت جميع التوقعات الكبيرة في تلك المرحلة.

من غير الأكيد ما الذي سيجلبه الذكاء الاصطناعي بالفعل، فربما يكون العام 2024 هو عام الذكاء الاصطناعي، لكن كان من المفترض أيضا أن يكون العام 2023 عام الذكاء الاصطناعي. ومع تدفق مئات المليارات من الدولارات إلى الصناعة، ما نزال لا نشعر أن الذكاء الاصطناعي يغيّر حياتنا.

عندما أُطلق "شات جي بي تي"، في أواخر العام 2022، كان هناك اتفاق واسع النطاق على أن العام 2023 سيكون العام الذي يكون فيه الذكاء الاصطناعي التوليدي هو الاتجاه السائد، والآن يبدو أن العام 2024 سيكون العام الذي تصبح فيه هذه التكنولوجيا جيدة حقًا، وتبدأ في تغيير الطريقة التي نقوم بها بكل شيء على الإطلاق.

كيف دخل الذكاء الاصطناعي حياتنا؟

يقول الكاتب إنه إذا كانت وظيفتك تتضمن جهاز حاسوب، فمن المحتمل أنك لاحظت بالفعل بعض التغييرات. فقد أصبحت هناك مجموعة كاملة من روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، مثل المساعد الرقمي "كوبايلوت" من "مايكروسوفت" الذي يمكنه مساعدتك في تلخيص ملاحظات الاجتماع أو إنشاء عرض تقديمي، والذي سيجعل رئيسك سعيدًا لإنجازك المزيد من العمل في وقت أقل، وسيعجبك لأنه يجعل عملك أسهل. وفي الحالين، ومع تدفق مليارات الدولارات من أموال المستثمرين على شركات الذكاء الاصطناعي، يمكننا جميعًا أن نتوقع وجود هذه الأدوات بكثرة هذا العام.

بحسب توقعاته لعام 2024، قال إريك برينجولفسون مدير مختبر الاقتصاد الرقمي في جامعة ستانفورد، إنه يتوقع تبنيًا جماعيًا للتكنولوجيا من الشركات التي ستبدأ بتقديم بعض الأدوات الإنتاجية التي كانت منتظرة منذ مدة طويلة، والتي يجب أن تجعل وظائفنا أفضل وتسمح لنا بالقيام بأشياء جديدة لم يكن بوسعنا القيام بها من قبل. وأكد الكاتب أن هذا التوقع سيكون صحيحًا، ولو جزئيًا، على الأقل بغض النظر عما يحدث هذا العام. ويمكنك ملاحظة توقعات مماثلة بين الخبراء الذين يشجعون التغيرات الكبيرة في الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك صحفيو التكنولوجيا المخضرمون مثل كيسي نيوتن وأليكس كانترويتز، بالإضافة إلى مراكز الأبحاث القوية مثل "جارتنر" و"ماكينزي"، ويبدو أنهم جميعا متفقون على أن الذكاء الاصطناعي سوف يحقق بعض القفزات التكنولوجية وأن التقدم سيكون له تأثير كبير.

"الهذيان".. مصدر الشرور

وأشار الكاتب إلى وجود شيء آخر يدعو للقلق، وهو "الهذيان". فأحد العيوب الرئيسية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل "شات جي بي تي" في الوقت الحالي هو ميلها إلى الهذيان أو اختلاق المعلومات. وبما أن الذكاء الاصطناعي يُرحيب به كونه وسيلة لتحسين الطريقة التي نبحث بها عن المعلومات، فإنّ التدفق المفاجئ للمعلومات المزيفة عن طريق الخطأ يمكن أن يكون مشكلة كبيرة مثل المعلومات الخاطئة المتعمدة. وتستخدم شركتا غوغل ومايكروسوفت بالفعل الذكاء الاصطناعي لتقديم إجابات لاستعلامات البحث، والتي تتضمن بدورها محتوى ينتج عن الذكاء الاصطناعي، ومن الصعب معرفة مدى امتلاء كل هذا بالترهات.

المصدر : مواقع إلكترونية