يستعدّ المسلمون، في جميع أنحاء الكرة الأرضية، لاستقبال شهر رمضان المبارك الذي يعدّ من أفضل الشهور المباركة وأحد الشعائر المهمة في عقيدة المسلمين. ولكن شهر رمضان هذا العام يحلّ والأمة الإسلامية تشهد مأساة يتعرض لها جزء من هذه الأمة في غزة، للقتل والدمار والإبادة والتجويع بفعل الاحتلال الإسرائيلي المغتصب لفلسطين المحتلة منذ العام 1948 رسميًا.
ولم يعد خافيًا على أحد استغلال العدو الصهيوني ومعه الاستكبار العالمي لبثّ مقولاتهم الثقافية والتاريخية المزورة عبر التحوّلات التقنية والتكنولوجيّة الهائلة للسيطرة على العالم ذهنيًا، وللتحكّم به تاليًا. ولكنهم مع ذلك يدّعون الحرية والديموقراطية وحرية التعبير، وأنّهم أهل الخير والمحبين للآخر مهما اختلف عنهم. فضلًا عن كشف أكاذيبهم في الميدان الحياتي يومًا بعد يوم، بدأ يتكشّف حاليًا كذبهم الثاني مع ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي. فكانت التجربة حول ماذا ستقوله هذه الأدوات عن كيف سيعيش أهل غزة الجائعون والمضطهدون شهر رمضان المبارك؟
كان يجب العمل بطريقة مختلفة وتتناسب مع قدرات كل تطبيق من التطبيقات التي تقوم بتوليد الصور، خصوصا بعد توسيع عدد التطبيقات التي نقوم باختبارها، ففي السابق كان تطبيقي "دال-إيه" و"ميد جيرني" هما الأشهر في هذا المجال، ولكن الآن جرى الاختبار بتطبيقي جيميني من غوغل، كوبايلوت من مايكروسوفت. جيميني يعدّ الأكثر تطورًا بحسب عملاق التكنولوجيا، وهو يستطيع توليد النصوص، ويُستخدم لتوليد أوامر خاصة ببرنامج توليد الصور المعروفة، "دال إيه 3" أو "ميدجيرني".
أما كوبايلوت من مايكروسوفت فهو أيضا برنامج ذكاء اصطناعي لتوليد النصوص، ولديه برنامج داخلي يسمى ديزاينر (Designer) لتوليد الصور. وطبعا "شات جي بي تي" وبرنامج "دال-إيه" هما البرنامجان الشهيران من شركة "أوبن إيه آي" فالأول لتوليد النصوص والآخر لتوليد الصور.
هل يعرف الذكاء الاصطناعي أنّ هناك حربًا في غزة؟
في البداية كان يجب اختبار معلومات الذكاء الاصطناعي بما يواجهه أهالي غزة مع حلول شهر رمضان: هل تعرف ما يحدث حاليا في غزة؟
وهذه كانت ردود أنظمة الذكاء الاصطناعي:
الجيد: شات جي بي تي ودال -إيه الرد الأفضل
كان رد "شات جي بي تي" مقنعًا حول أحداث غزة، إذ قال إنّه -وبحسب آخر تحديث له في أبريل/نيسان 2023- الوضع هناك سيء من الناحية الاقتصادية. طبعا هذا لا يشمل أحداث "طوفان الأقصى" لذلك كان لا بد من مساعدته لمعرفة ما فاته من أحداث، فُحمّل بصور تظهر الدمار، وطُلب منه أن يحلل هذه الصور. وقد كان، حيث وصف الصور والمأساة التي يعانيها أهل غزة.
بعد ذلك؛ أُخبر أن هذه الصور من غزة، ونحتاج الآن أن يقوم بعمل بطاقة تجمع مظاهر الفرح بقدوم شهر رمضان، وفي الوقت نفسه تظهر التعاطف مع الوضع في غزة. وقد فاجأنا "شات جي بي تي" بهذا الرد: نظرًا إلى خطورة وحساسية الموقف الموضّح في الصور، فمن المهم التعامل مع إنشاء التحية بإحساس عميق بالاحترام والتعاطف. إليكم رسالة تهدف إلى تكريم روح شهر رمضان مع الاعتراف أيضًا بالتحديات التي يواجهها الأشخاص في الصور". ومع بعض التعديلات، استطاع أن يظهر صورًا معبرة توضّح كيف يؤدي أهالي غزة شعائر رمضان وسط الدمار والظلام والخوف من القصف.
السيء: جيميني لا يعرف أم أنه متحيّز؟
نموذج جيميني من غوغل أُتهم بشكل متكرر بالتحيز، وقد فشل في إثبات قدرته على تزويد المستخدم بإجابات واضحة ومفيدة. جيميني: "إذا كنت تريد الحصول على معلومات محدثة، فحاول استخدام بحث غوغل". تسهيلًا للسؤال أعطي مدة من الوقت محددة من أكتوبر/تشرين الأول حتى فبراير/شباط، وكان لديه الرد نفسه. وحتى نتأكد من مصداقيته وهل ردّه هذا نابع من حرصه على إعطاء المستخدم إجابة صحيحة أم أنه يتحيز فقط؛ لأن المنطقة المعنية هي غزة، فطُرح عليه سؤال حول ماذا يجري في الولايات المتحدة وأوكرانيا في المدة ذاتها، وقد كانت إجابته سلسلة من الأحداث المختلفة، ولم يحل السائل إلى محرك غوغل...!!! يظهر من هذا الاختبار أن برنامج غوغل "جيميني" متحيز بشكل كبير لما تريد إدارته إظهاره، فبعد العديد من السقطات السابقة وآخرها توليد صور لجنود نازيين ببشرة سمراء، ها هو يظهر الآن أنه لا يمكن أن يساعدك حتى بسرد ما يحدث في غزة، ويقوم بإحالتك إلى محرك البحث عندما يتعلق الأمر بمعلومات وأسئلة عامة حول غزة.
كوبايلوت من مايكروسوفت لخص، بشكل ممتاز، ما يحدث في غزة من الناحية الإنسانية. ويبدو أنه استعان بمقال من رويترز لتلخيص الوضع الإنساني هناك، وبعد ذلك قام بشرح التصميم الذي سوف يقوم بإنشائه لبطاقة شهر رمضان، ولكن عند التنفيذ لم يطبق بشكل جيد التصميم المكتوب. ويبدو أن المشكلة في قدرات برنامج ديزانير في تنفيذ ما هو مكتوب من كوبايلوت وإخراجه بطريقة جميلة، لذلك لم تكن النتائج جميلة وواضحة.
يأتي رمضان هذا العام مثقلاً بالهموم للمسلمين الذين يجدون أنفسهم بين شعورين متناقضين: الفرحة بحلول شهر الصيام، والأسى على الحال الإنسانية الصعبة التي يعيشها أهل غزة الذين أصبح الجوع وليس الصيام جزءًا من حياتهم اليومية، ويبقى السؤال الذي لا أحد يعرف إجابته: متى سيأتي اليوم الذي سيكسر فيه أهل غزة صيامهم المتواصل؟
المصدر : نقلًا عن الجزيرة نت/ مع بعض التصرف
تقرير "حملة" يعطي فكرةً عمّا يجري خلف الأبواب المغلقة لكبريات الشركات، والتضييق والقمع الذي يتعرض لها الموظفون المناصرون لفلسطين
تمكنت الطفلة ريناد عطالله، من خرق هذا التعتيم، ببسمتها العريضة وعبارتها «حان وقت الحقيقة»
اعتمد الباحثون على 700 قطعة من الحمض النووي كمكونات بناء فريدة في نظام تخزينهم الجديد.
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال