المتخصصة داليا فنيش/ خاص موقع "أمان الأطفال"
"أحمد" ابن العشر سنوات؛ حيّر والديه في المدّة الأخيرة .. لم يعد أحد يحتمل تصرفاته في البيت؛ هو يكسر كلّ مرآة يراها أمامه وكأنّها عدوّته..صحيح لقد لاحظت أمّه ازدياد وزنه بشكل ملفت..لكنّها لم تعرّ للأمر أهميّة، بحسب ما كان يظهر لها على الأقل..حتى في يوم جاءها مطرودًا من المدرسة..!
- لماذا أنت مطرود يا أحمد؟!
فصرخ بها عاليًا: اتركيني وشأني..
وهرع إلى غرفته باكيًا..
حاولت الأم معرفة السبّب منه، لكنّه كان يضع رأسه بين قدميه ويجمد، ولكن بعدما قرأت الورقة المرفقة معه من الإدارة اضطربت جدًا.. :ابني يضرب رفاقه في المدرسة...! في اليوم التالي، ذهبت لمعرفة سبب تحوّل ابنها الوديع إلى طفل عنيف..ولكن من دون جدوى..ذهبت به إلى متخصّصة نفسية، تبيّن أن ابنها يتعرّض للتنمّر، وهو يحقن غضبه بداخله حتى طفح به الكيل..! تلقي الأم المسؤوليّة على المدرسة؛ حيث كان يفترض بالقيمين فيها معرفة أنّ ابنها يتعرّض إلى التنمّر.. فكيف لم يعرفوا؟! ولكن ما لم تعرفه الأمّ أنّها هي أولًا كان يفترض بها الانتباه جيدًا إلى تغيّر سلوكيات ابنها قبل أن تلقي اللوم على المدرسة، والتي هي أيضًا كان يجب بها الإحاطة حول ما يجري بين تلاميذها..
عوامل شخصية: هناك دوافع مختلفة لسلوك التنمّر، فلا يمكننا أن نلوم رفاق هذا الصبيّ الصغير، لأنّ الخبرة تنقصه.. وبقية الأطفال كان تصرفهم طائشًا لعدم إدراكهم أنّ تنمّرهم على زميلهم يؤذيه جدًا ..
عندما يصبح الطفل عدوانيًا، وذلك بسبب:
• الشعور بالنقص والحاجة إلى إثبات الذات.
• الشعور بالإحباط فيلجأ إلى سلوك عدواني للتنفيس عن مشاعره.
• الخجل وضعف مهارات تأكيد الذات، هذه المشاعر غالبًا تتملك بمن هم أقلّ شعبيّة وجاذبيّة، والأكثر اضطرابًا وقلقًا يسارعون إلى الانسحاب والاستسلام والخضوع، فيجنّب المواجهة ويبكي.
هذه العوامل دفعت ابنك إلى استخدام العنف ليردّ الأذى عن نفسه، هو طفل افتقد شعور الآمان والراحة في المنزل كما في البيت.
تقول الأم دار حوار بيني وبين الاختصاصيّة النفسيّة عن طريقة الحياة التي يعيشها ابني، وسألتني: هل تلاحظين عليه القلق بين العائلة؟ تعاقبينه باستمرار؟ هل توجّهين له الانتقادت باستمرار؟ هل يُحاسب على كمية الأكل الذي يتناولها يوميًا؟ كيف يتعامل معه أخوته؟ كيف تتصرفين عندما يوجّه له كل ذلك؟ هذه الأسئلة أوصلت الأم إلى حقيقة مشكلة ابنها ..لذلك التنشئة الأسرية وطريقة التربية هي التي تقود الطفل إلى مشكلات سلوكية، بحال لم تتحمّل مسؤوليتها كما يجب.
إذًا؛ الافتقار إلى الدعم الاجتماعي يسهم في تعقيد مشكلة الطفل الذي يتعرّض للتنمّر. فما هي العلامات التي ينبغي الإنتباه إليها لمعرفة تعرّض الأطفال إلى التنمّر؟
1. العلامات الجسدية، الكدمات أو الخدوش أو الكسور أو الندوب غير واضحة المصدر.
2. تدهور الوضع النفسي.
3. الخوف من التوجه إلى المدرسة أو المشاركة في أنشطة مدرسية.
4. الشعور بالقلق أو العصبية أو الاحتراس الزائد.
5. الشعور بالحزن والإحباط وعدم الانتماء.
6. عدم القدرة على تكوين صداقات مع الآخرين.
7. التقدير المنخفض للذات.
8. فقدان الثقة بالنفس والانسحاب من الأنشطة الاجتماعية.
9. سوء العلاقات الاجتماعية وسوء الظن.
10. خسارة الأصدقاء فجأة أو تجنّب مخالطة النّاس.
11. ضياع الملابس، أو الأدوات الإلكترونية، أو المقتنيات الشخصية.
12. طلب المال بصفة متكررة.
13. ضعف الأداء المدرسي.
14. محاولة البقاء بقرب البالغين.
15. عدم التمكّن من النوم جيداً والمعاناة من الكوابيس.
16. الشكوى من الصداع أو المغص أو من الأعراض البدنية.
17. الشعور بالكرب عادةً بعد قضاء الوقت على شبكة الإنترنت أو الهاتف من دون تفسير معقول.
18. الإدمان على الخمور والمخدرات.
19. عدم شعور بالذنب عند إيذاء الآخرين.
20. تصرف الطفل على نحو سرّيّ وعلى غير العادة، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالنشاط على شبكة الإنترنت.
21. التصرف بعدوانية أو إظهار نوبات غضب.
هذه التفاصيل يجب الإنتباه إليها عندما نجد أي تغير في تصرفات طفلنا، كي لا تكبر المشكلة، ويصعب علينا حلّها أو قد نخسر الطفل إذا فكر في الانتحار أو جرح نفسه أو يُصاب باضطرابات نفسيّة.
1. أول خطوة لعلاج هذه الظاهرة هي اعتراف الأهل بوجودها، وكذلك انتباه المدرسة لها. بعد تشخيصنا للوضع ومعرفة الأسباب التي أدت إلى تفاقم المشكلة، علينا وضع خطة تناسب الطفل. ويجب أن تكون مرتبطة بين الأهل والمدرسة والطفل والعمل على الاستراتيجيات المناسبة للطفل المتنمر عليه لمكافحتها والحد من انتشارها.
2. دور الأسرة: تعدّ الأسرة البيئة الأولى التي تؤثر في سلوك الطفل، وهي بذلك تكتسب أهمية بالغة في ترتيب المتدخلين في علاج التنمّر. وليكون التدخّل الأسري فعالًا، لا بدّ من التروي وعدم العجلة في الحكم على سلوك الطفل قبل أن تتضح الرؤية، وتُدرس المشكلة من جميع الجوانب، واستشارة جميع المتدخّلين في حياته، بما في ذلك بحث الصعوبات التي يمكن أن يواجهها الطفل في المدرسة في ما يخصّ التحصيل الدراسي، والتي يمكن أن تكون وراء سلوكه العدواني.
في حال ثبوت التنمّر؛ يجب على الأهل القيام بالخطوات الآتية:
1. استمِعْ لطفلك بانفتاح وهدوء.
2. ركّزْ على إشعار طفلك بأنك تستمعُ إليه وتدعمه، بدلاً من محاولة معرفة سبب التنمّر أو السعي لحلّ المشكلة. تأكد من إشعاره بأنّ لا لوم عليه فيما حدث.
3. أخبر الطفل بأنك تصدقه؛ وأنك مسرور بأنه أبلغك؛ وبأن الذنب ليس ذنبه؛ وأنك ستفعل كل ما في وسعك لمساعدته.
4. تحدّثْ مع المعلّم أو مع المدرسة. لا يتعين عليك وعلى طفلك أن تواجها التنمّر وحدكما. اسأل ما إذا كانت للمدرسة سياسة أو مدونة سلوك بشأن التنمّر. وقد ينطبق هذا الأمر على التنمّر بنوعيه، الشخصي وعبر الإنترنت.
5. كُنْ جزءًا من نظام الدعم. من المهم لطفلك أن يكون له والدان داعمان من أجل التعامل مع آثار التنمّر. تأكد من أن طفلك يعرف أن بوسعه التحدث إليك في أي وقت، وطمئنه بأن الأمور ستصبح أفضل.
يعمد العدو إلى وسائل تكنولوجية متطورة لاختراق أجهزتنا الذكية وصفحاتنا الاجتماعية ليترصّد أي معلومة قد تفيده
يعمد العدو إلى وسائل تكنولوجية متطورة لاختراق أجهزتنا الذكية وصفحاتنا الاجتماعية ليترصّد أي معلومة قد تفيده
لماذا نترك المنصّات العالمية لمواقع التواصل لاجتماعي تتحكّم بمنشوراتنا..ألا يمكننا في العالم العربي صنع منصاتنا الخاصة؟
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال