كيف تهيئين طفلك لوظائف المستقبل؟

كيف تهيئين طفلك لوظائف المستقبل؟

يجب ترك العنان للطفل لخوض التجارب واختيار المناسب له مع التوجيه غير المباشر.

تتغير الوظائف تزامنا مع التطور التكنولوجي واحتياجات السوق، لتظهر وظائف أخرى نتيجة حتمية تنسجم مع مخرجات الثورة الصناعية الرابعة والروبوتات المتقدمة والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي؟ لذلك؛ يجب إعداد الأطفال لوظائف غير موجودة بعد؛ لمساعدتهم على الاستعداد لمستقبلهم، كما يجب تزويدهم بمجموعة من المهارات المناسبة.

بحسب الباحثين المتخصصين، تهيئة الأطفال ليكونوا ناجحين في وظائفهم المستقبلية تكون من خلال دعم الأهل، فما الذي يمكن للوالدين القيام به لمساعدة أطفالهم في اختيار وظائف المستقبل؟.. إليك ما يقوله المتخصصون.

تنصح الاختصاصية في علم الاجتماع "شانتال صعب" الوالدين باتباع عدة خطوات لمساعدة الطفل للتوجه إلى المهن المناسبة التي تواكب العصر والتكنولوجيا، وهي:

  1. جمع المعلومات: جمع كل الخطوات التي سيقوم بها الطفل على مدار الأعوام المقبلة ليهيئ نفسه للالتحاق بالكلية التي تناسبه، ومن المهم أيضًا معرفة أماكن المعاهد والجامعات التي يستطيع الالتحاق بها.
  2. تنمية المهارات الحياتية: تنمية مهارات الطفل بشكل فعّال لتحقيق النجاح الشخصي في المستقبل، ومنها تشجيع الطفل على الاطلاع والاشتراك بمواقع مختلفة لتزويده بالمعلومات، إضافة إلى تشجيعه على الاستمرارية والتحدي للوصول للهدف، ما يسعده على اكتساب ميزة اتخاذ القرارات.
  3. تشجيع الطفل على التفكير والإبداع بحرية: يجب أن يكون الطفل قادرًا على التعبير عن كل ما يدور في ذهنه، فأي عمل إبداعي هو شكل من أشكال التعبير عن الذات، كما يجب السماح له بالتعبير عن ما يحبه بطريقته الخاصة، وهكذا يستكشف الأمور ويبحث عما يستهويه.
  4. الحوار والمناقشة مع الطفل: القيام بجلسات حوارية مع الطفل وتحديد ماذا يحب أن يكون، وماذا لا يحب وعمل قوائم بما يفضل، وما لا يفضله أيضا، لمناقشة الاختيارات جميعًا. ومن المهم ترك حق الاختيار للطفل وعدم إجباره على اختيار دراسة أو مهنة ما.
  5. عدم توبيخ الطفل: ترك العنان للطفل للتجارب واختيار المناسب له مع التوجيه غير المباشر.
  6. التدريب على المرونة: الطفل الذي يستطيع فهم كل تغيير والتفاعل معه سينجح في الحياة حين يصبح بالغًا. لذلك؛ من المهم تعليم طفلك كيفية استيعاب لحظات التغيير وتحويلها إلى فرصة للنمو، فيتعلّم أن يكون أكثر مرونة.
  7. تطوير القيادة الفعّالة: تعدّ هذه من ضروريات القوى العاملة المستقبلية. فالقيادة الفعالة هي من أهم ما يجب أن يتقنه الطفل، وتعدّ مؤشرًا قويًا للثقة في النفس وتمثل دورًا مهمًا في نجاح المستقبل المهني لها، فهذه الصفة لها تأثير إيجابي على تحقيق الطفل إنجازات مميزة تختلف عن الآخرين.

 

ما وظائف المستقبل؟

في هذا الإطار، تحدثت الاختصاصية "صعب" عن أهم هذه الوظائف المستقبلية؛ ومنها:

1.    وظائف التكنولوجيا والمعلومات: تخصص الطفل في البرمجة يجب أن يبدأ مبكرًا، من خلال جمع المعلومات والاشتراك فى كورسات البرمجة، وأيضا الممارسة في تطبيق كل هذا، ما قد يجعله يلتحق بهذه الوظائف في المستقبل.
2.    وظائف الطاقة البديلة: بات الاعتماد الآن على الطاقة الشمسية والرياح بشكل كبير، وهذا يتطّلب مهندسين لشغل هذه الوظيفة.
3.    وظائف التسوّق الإلكتروني: أصبح كل شيء عبر الإنترنت، الشراء، البيع، إنجاز ومتابعة الأوراق المهمة، حجز رحلات السفر، فمعظم الأمور الحياتية أصبحت تستخدم التطبيقات الإلكترونية.

 

كليات الذكاء الاصطناعي هي الأهم

تشير "صعب" إلى أن كليات الذكاء الاصطناعي ستصبح من أهم الكليات على الإطلاق، كون وظائف المستقبل ستعتمد على خريجي هذه الكليات اعتمادًا تامًا. لذلك تدريب الطفل وخوض تجارب الذكاء الاصطناعي من أهم الأمور التي ستهيئ طفلك لوظائف المستقبل، وتشمل مدربين ومشرفين مستقلين، كتابًا وموسيقيين وفنانين وخبراء في الأمن الإلكتروني، وكلّهم معززون بقدرات الذكاء الصناعي.

 

خمسة طرائق لتهيئة الطفل لوظائف مستقبلية

نشر موقع "كودا كيد" تقريرًا عن أهم الطرائق لإعداد طفلك لوظائف المستقبل الجديدة:

وفقًا لخبيرة تقنية التعليم في المستقبل كاثي دفيدسون، هناك 65% من أطفال اليوم ستنتظرهم وظائف مستقبلية لم تخطر في بال أحد. وتوضح بأنّ هنالك خمسة طرائق أساسية لتهيئة الطفل وإعداده لوظائف مستقبلية؛ وهي:

1.    تنمية حبّ العلم عند الأطفال: إضافة للتمتع بالمهارات الأحدث، مثل التفكير التحليلي والقيادة والتعلم النشط ومتعة الاستكشاف وما إلى ذلك؛ لتحلّ محلّ المهارات القديمة؛ مثل المهارة اليدوية والقدرة على التحمل وقوة الذاكرة والقدرات اللفظية.
2.    تنمية مهارة القيادة: يحتاج الأطفال إلى الإيمان بأنفسهم والثقة بقدرتهم على تجربة أنشطة جديدة، وتساعدهم مهارات القيادة في ذلك.
3.    التعامل مع الصعوبات: يجب على الوالدين تعليم أطفالهم كيفية التعامل مع الصعوبات التي يواجهونها، وتشجيعهم على النهوض بسرعة بعد الفشل أو التعثر، ومنحهم فرصة أخرى للتجربة والتحسين. كما يجب تعليم الطفل مهارة التفاوض واتخاذ القرارات مع زرع الثقة بالنفس.
4.    تحفيز الطفل على التعاون والعمل الجماعي: تشجيع الأطفال على المشاركة في الأنشطة الجماعية الخارجية، والاستماع لآراء الآخرين واحترامها.
5.    إتقان القراءة والكتابة والرياضيات: كلها تسهم في التركيز والتحليل النقدي وتحسين النقاش مع زيادة المعرفة.
6.    تعليم الطفل مهارة التكنولوجيا وتقنية البرمجة: في عالم الرقميات المتسارع أصبح تطوير مهارات التكنولوجيا للأطفال ضرورة ملحة لتشجيعهم على التفكير المنطقي وتعزيز مهاراتهم في حل المشكلات، وحتى يمكن تنمية مهاراتهم الإدراكية، فيميل تفكيرهم للإبداع والاختراع والابتكار.

 

 

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية

 

مواضيع مرتبطة

إستراتيجيات لغرس قيم التسامح والاحترام عند الأطفال مبكرًا

اختاري العقاب المنساب للطفل، ولا تبالغي فيه لكي لا يرث الطفل حقدًا دفينًا على المجتمع من حوله وينعكس ذلك على تصرفاته،

كيف تقللين من تعلق طفلكِ بالموبايل؟

تشير الإحصائيات إلى أن الأطفال الذين يقضون وقتًا كبيرًا على الأجهزة المحمولة هم أكثر عرضة لتطور المشكلات السلوكية

"ريشة" 2024: أطفال يرسمون "رجال في الشمس"

تضمّ 12 لوحة فنّية مستوحاة من رواية الكاتب الفلسطيني غسّان كنفاني (1936 - 1972)، رسمها طلّاب من 11 مدرسة .