عندما كان أحمد الدلو يحضر حفلاً أقيم على شرف تكريم حفظة القرآن الكريم، في مسجد محمد الفاتح في مدينة قلقيلية في شمال الضفة الغربية، عهد إليه أحد المنظمين إلقاء خطبة عن صلاة الفجر، فرد بالإيجاب. ألقى اليافع الفلسطيني خطبة حظيت بقبول الحضور، لا سيما وزارة الأوقاف الإسلامية في فلسطين التي طلبت منه أن يخطب في الناس ويؤمّهم في صلاتهم، فأُطلق عليه "الخطيب الصغير".
من هذا الباب، ولج الفتى الفلسطيني أحمد الدلو (14 عامًا) عالم الخطابة والإمامة بالمصلّين في مدينته قلقيلية، ليكون بذلك أصغر طفل فلسطيني يقوم بهذا الدور بعد تعيينه على بند الإكرامية (وظيفة غير ثابتة) إمامًا وخطيبًا لمسجد محمود قواس. وللوراء 4 سنوات، تعود قصة أحمد، حين بدأ حفظ القرآن الكريم في سن العاشرة، لينجز ذلك بعد عامين فقط ويصير أصغر حافظ للقرآن في محافظته حينها، بحفظ مثبت مكتمل الأركان وبمهارة في الترتيل والتجويد.
ظل أحمد، وهو في سن 13 عامًا، يخطب متطوعًا في مسجد السنة في "حي غياظة" الذي يسكنه وعائلته، قبل أن تعينه وزارة الأوقاف من جديد بمسجد محمود قواس الذي افتتحته خلال في الرحلة القريبة الماضية. وهناك ذاع صيته وصار يطلبه الناس ويحضرون إلى مسجده، ويتابعون خطب الجمعة حيث يكون، وهو ما دعم موقف الأوقاف في تعيينه.
تحت مظلة شعار يرفعه "ما حلَّ القرآن في شيء إلا باركه"، يسير أحمد في حياته وعمله الذي أحب، ويقول إنه بفضل حفظه القرآن الكريم تفوق في دراسته وأصبح الأول على مدرسته بأكملها. وشارك في مسابقة للترتيل والتجويد مع جمال الصوت نظمتها وزارة التربية والتعليم، وحظي بالمركز الثاني على مستوى البلاد. أما الخطابة فقد نال بها المركز الأول بمسابقة ثانية في مدينته قلقيلية، وكذلك حفظه للأحاديث النبوية وبجدارة أيضا. وبصفحة واحدة يوميا، بدأ أحمد حفظه للقرآن، في حين تضاعف هذا القدر خلال أيام العطل المدرسية، ويواظب على المراجعة والتثبيت معًا، وساعده أكثر اهتمامه بالتفسير، إذ كان يدعم حفظه بالتفسير وفهم المعاني، ووجد بذلك طريقة أسهل للحفظ.
ويقول أحمد، "أبذل قصارى جهدي، ثم التوفيق من الله، وكان حفظ شقيقاتي الثلاث الأكبر مني للقرآن الكريم أكثر المواقف تأثيرًا علي، وكذلك تشجيع والداي ودعمهم لي من أول الطريق، إضافة لتزكيتي من وزارة الأوقاف التي اكتشفتني باكرًا، فضلاً عن دعم الناس وطلبهم لي".
يعدّ أحمد خطبة الجمعة بنفسه على شكل نقاط وأفكار فقط، وفي أثناء الخطبة يرتجل الكلام تاركًا العنان لما يجول بخاطره. وإضافة للعلم الشرعي، يوسع أحمد معرفته بالثقافة العامة. وفي المقابل؛ ينظم دراسته بشكل يومي ومن دون مراكمة، ويقول إنه يؤمن بأن: "انطلاقة أي إنسان تبدأ من كتاب الله"، ويضيف أن ذلك شجَّع أقرانه من الأطفال على الاقتداء به والعمل على الالتحاق بدورات تحفيظ القرآن والخطابة، بل سعى بعضهم لمنافسته أيضًا.
الفتى أحمد الدلو واحد من أكثر من 100 حافظ وحافظة لكتاب الله، في محافظة قلقيلية، والذين تتضاعف أعدادهم، بحسب الشيخ خليل خضر مدير المساجد بوزارة الأوقاف بالمحافظ.، إذ تميز بين كم كبير من الشبان الصغار والأطفال ممن تعنى الوزارة بتطوير مهاراتهم الخطابية وبحفظه واللباقة وقدرته على الخطابة بلغة وأسلوب جميلين، وإيصال الفكرة بما يحقق المطلوب.
يضيف خضر : "إضافة لتوفيق الله، أحمد لديه ملكة ليس الكل يستطيع تحصيلها، إضافة لسمعته الطيبة وحسن أخلاقه". وما وصل له أحمد حفَّز -بحسب خضر- كثيرين من أقرانه ومن هم أكبر على منافسته، ويضيف خضر أنهم - أي وزارة الأوقاف- يسعون لتنمية قدراتهم بشكل أكبر، حيث يعدّونهم بداية لإعطاء الدروس في المساجد والتعرّف إلى الناس ومن ثم يطلبون منهم الخطابة. كما أنهم يعززون هذه الفكرة بقبول مزيد من الطلبات: "لتشجيع الأجيال الصغيرة على الاستمرار بحفظ كتاب الله وكلام نبيه، وتربيتهم على التمسك بالقرآن، لأنه لا خير للأمة إلا بذلك"، كما يقول خضر.
المصدر : الجزيرة
تقرير "حملة" يعطي فكرةً عمّا يجري خلف الأبواب المغلقة لكبريات الشركات، والتضييق والقمع الذي يتعرض لها الموظفون المناصرون لفلسطين
تمكنت الطفلة ريناد عطالله، من خرق هذا التعتيم، ببسمتها العريضة وعبارتها «حان وقت الحقيقة»
اعتمد الباحثون على 700 قطعة من الحمض النووي كمكونات بناء فريدة في نظام تخزينهم الجديد.
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال