قصة "زوج الحمام"

قصة

سأل أنثاه غاضبًا: ألم نتفق على ألا نأكل شيئًا من الحَب، فلماذا أكلتِ منه؟

كان في الغابة، وبأعلى إحدى الأشجار، يسكن زوج من الحمام.. وأفراخهما الصغار، يعيشان في ألفة ومحبّة ووئام، يدبران معيشتهما وغذاءهما من الحبوب والبذور.. وفي يوم تحدّث ذكر الحمام لأنثاه وقال: في الصيف نجد ما نحتاج إليه من حبوب، ولكن علينا أن نجمع الكثير من الحَبّ، ولا نأكل منه؛ حتى إذا جاء الشتاء.. ولم نستطع الخروج، جلسنا في عشنا وأكلنا ممّا جمعناه؛ فنحافظ على أفراخنا ونحميهم من الجوع وبرد الشتاء.

أعجبت أنثى الحمام بحكمة وفطنة أليفها، وبدآ بهمّة ونشاط جمع الحبوب وتخزينها في العُش، ولكن كلما ارتفعت حرارة الجو؛ ازدادت الحبوب المخزنة جفافًا وصغرًا في حجمها عما كان!

في يوم من الأيام.. رجع ذكر الحمام إلى العش متعبًا من شدة حرارة الجو، وما إن نظر إلى الحب ووجد حجمه وقد نقص، ظنّ في الحال أن هناك من أكل منه، فسأل أنثاه غاضبًا: ألم نتفق على ألا نأكل شيئًا من الحَب، فلماذا أكلتِ منه؟

غضبت الحمامة وأقسمت أنها لم تأكل من الحَب المخزن شيئًا.. لكن أليفها لم يصدقها! حزنت الحمامة لسوء الظن بها، فتركت العش وطارت بعيدًا، وهي متألمة على حالها وتركها لصغارها.

ومرت أشهر قليلة، ودخل فصل الشتاء محملًا بالرياح والرطوبة وقطرات الماء، فنفش الحَبّ بالعش وأصبح رطبًا.. وازداد حجمه، وعاد كما كان حجمه أول مرة.

وعندما شاهد ذكر الحمام ذلك، حزن بسبب سوء ظنه بأليفته الحبيبة، وقرر البحث عنها في كل مكان؛ حتى يعتذر على تسرّعه في الحكم عليها من دون أن يعطي لنفسه الوقت الكافي لفهم ما يحصل! ..

خيرية هنداوي/ موقع "سيدتي"/ مع التصرف من موقع أمان الأطفال".