ضجّ العالم في الأيام الأخيرة الماضية بفضيحة مدوّية طالت شركة الأغذية السويسرية المتعددة الجنسيات "نستله"، بعد تحقيق أجرته منظمة التحقيق السويسرية "Public Eye" بالتعاون مع شبكة العمل الدولية لأغذية الأطفال "IBFAN"، تبين من خلال الفحوصات المخبرية التي أجريت على أغذية الأطفال المباعة في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية التي تنتجها الشركة، عن وجود سكر مضاف في منتجات مثل "سيريلاك" و"نيدو".
فضيحة "نستله" تأتي بعد إدراجها على لائحة الشركات المتصلة بالكيان الصهيوني من حملات المقاطعة العالمية الداعمة للشعب الفلسطيني، عقب الحرب الصهيونية التي شُنّت على غزّة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023. ويأتي إدراج الشركة تحت بند مقاطعة منتجاتها بعد أن تبين أنها قامت بشراء نسبة 51% من أسهم شركة استثمارية إسرائيلية، متخصصة في مجال تصنيع وتوزيع منتجات غذائية في الأسواق المحلية والعالمية.
وبالعودة إلى القضية التي انتشرت مؤخرًا، فإنه بعد فحص 115 منتجًا يتم بيعها في أسواق "نستله" الرئيسية في إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، تبين أن ما لا يقل عن 108 منهم (94 في المئة) يحتوي على السكر المضاف. على سبيل المثال، في سويسرا، تروج شركة "نستله" لحبوبها بنكهة البسكويت للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر تحت ادعاء أنها "بدون سكر مضاف"، بينما في السنغال وجنوب إفريقيا، تحتوي حبوب "السيريلاك" بنفس النكهة على 6 غرامات من السكر المضاف لكل حصة.
الفحوصات نفسها طبقت أيضًا على منتجات "نستله" في كلّ من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وظهر أن جميع التركيبات المخصصة للأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 36 شهرًا والتي تبيعها الشركة لا تحتوي على سكر مضاف، كما أن حبوب الأطفال الرضع الذين تبلغ أعمارهم ستة أشهر لا تحتوي على ذلك.
في السياق نفسه، حبوب "سيريلاك" المصنوعة من القمح للأطفال بعمر ستة أشهر والتي تبيعها "نستله" في ألمانيا والمملكة المتحدة لا تحتوي على سكر مضاف، في حين يحتوي المنتج نفسه على أكثر من 5 غرامات لكل حصة في إثيوبيا و6 غرامات في تايلاند، وهذا الأمر يطال أيضًا الهند، إذ تحتوي جميع حبوب "سيريلاك" للأطفال على سكر مضاف، في المتوسط ما يقرب من 3 جرام لكل وجبة، وقد تخطّى حجم مبيعات شركة "نستله" في الهند الـ 250 مليون دولار في العام 2022.
الأمر عينه طبّق أيضًا في جنوب إفريقيا، وهي السوق الأكبر في إفريقيا، حيث تحتوي جميع حبوب "سيريلاك" للأطفال على أربعة جرامات أو أكثر من السكر المضاف في كلّ حصة. من إفريقيا إلى البرازيل، ثاني أكبر سوق في العالم، حيث بلغت مبيعاتها نحو 150 مليون دولار في العام 2022، تحتوي ثلاثة أرباع حبوب "سيريلاك" للأطفال على سكر مضاف، بمتوسط 3 غرام لكل وجبة.
نتائج هذا التلاعب في المعايير الصحية لمنتوجات تخصّ الأطفال، تعد كارثية على صحتهم إذ حذرت منظمة الصحة العالمية من أن "التعرض للسكر في وقت مبكر من الحياة يمكن أن يؤدي إلى تفضيل المنتجات السكرية مدى الحياة، ما من شأنه أن يزيد من خطر الإصابة بالسمنة والأمراض المزمنة الأخرى"، ومنذ العام 2022 تدعو المنظمة الأممية إلى فرض حظر على السكر المضاف في منتجات الرضع والأطفال الصغار دون سن الثالثة.
الجدير بالذكر أنه في حين توصي "نستله" علنًا بتجنب أغذية الأطفال التي تحتوي على سكر مضاف، فإنها تستغل ضعف أنظمة الرقابة وتطبيق المعايير الصحية في معظم البلدان النامية بهدف الاستمرار في بيع مثل هذه المنتجات، فضلًا عن ذلك، يُظهر التحقيق أن الشركة السويسرية متعددة الجنسيات تستخدم استراتيجيات تسويق مضللة، مثل الاستعانة بالمتخصصين الطبيين والفنانين والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي لكسب ثقة الجمهور في منتجاتها، على الرغم من أن القانون الدولي لمنظمة الصحة العالمية يحظر الترويج التجاري لمثل هذه المنتجات.
شركة "نستله" لم تردّ على الاستفسارات الأخيرة في ما يتعلق بمعاييرها المزدوجة في منتجاتها ما بين دول العالم النامي و"المتحضر"، واكتفت بالتصريح أنها "خفضت إجمالي كمية السكريات المضافة في محفظة حبوب الأطفال الخاصة بها في جميع أنحاء العالم بنسبة 11%” خلال العقد الماضي"، وأنها "ستعمل على خفض مستوى السكريات المضافة بشكل أكبر دون المساس بمستويات السكر المضافة".
هذه التصريحات لا تبرئ "نستله" من مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية، والحقيقة أن "نستله"، وهي بصفتها شركة منتمية إلى اقتصاد العالم "المتحضر"، فإن سياستها لن تختلف عن سياسة دوله الاستعمارية، في محاولة جمع الثروات واستغلالها عبر تدمير شعوب دول العالم النامي بكلّ الوسائل والطرائق المتاحة والممكنة، القانونية وغير القانونية، الأمر الذي يعزز صوابية وأهمية قرار المقاطعة لها ولكل الشركات التي تحذو حذوها.
المصدر: موقع العهد الإلكتروني
لا يُظهر جميع الأطفال المصابين بالتوحد صعوبات كبيرة في الوقوف على ساق واحدة. وتختلف مظاهر اضطراب طيف التوحد من فرد إلى آخر.
حظر السجائر الإلكترونية التي تُستخدم لمرة واحدة لن يحمي البيئة فحسب، بل سيقلل أيضا من جاذبية السجائر الإلكترونية للأطفال.
إن الحد من استخدام الهواتف الذكية يمكن أن يساعد في مواجهة الإرهاق، شرط الالتزام بهذه الطريقة لمدة طويلة
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال