ﺗﺒﯿّﻦ أن اﻷﻃﻔﺎل ﯾﺪﺧﻠﻮن اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﺑﺄﻋﻤﺎر أﺻﻐﺮ ممّا كان عليه الأمر من ﻗﺒﻞ..

كشفت دراسة علمية، في جامعة إدنبره في إسكتلندا، أن أكثر من 300 مليون طفل في جميع أنحاء العالم، يقعون ضحايا للاستغلال والاعتداء الجنسي عبر الإنترنت كل عام.

بحسب الدراسة التي نشرتها صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، يوم أمس الاثنين(27/5/2024)، 12.6% من أطفال العالم، أي نحو 302 مليون شخص من فئة الأطفال والشباب، وقعوا ضحايا لمحادثات وصور ومقاطع فيديو ذات محتوى جنسي من دون رضاهم في العام 2023.

وفقًا للدراسة، تعرضت نسبة مماثلة، أي 12.5%، للإغراء عبر الإنترنت، مثل الحديث الجنسي غير المرغوب فيه، والذي يمكن أن يشمل إرسال رسائل وأسئلة وطلبات من البالغين أو الشباب الآخرين. ويمكن أن تتخذ الجرائم أيضا شكل "الابتزاز"، إذ يطلب المحتالون الأموال من الضحايا للحفاظ على خصوصية الصور، مع الإساءة عبر استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي للتزييف العميق، بحسب الدراسة.

كما يشير البحث إلى أن الولايات المتحدة منطقة عالية الخطورة، بشكل خاص، حيث إن واحدًا من كل 9 رجال في الولايات المتحدة - أي ما يعادل 14 مليونًا تقريبا- اعترف بارتكاب جرائم ضد الأطفال عبر الإنترنت في مرحلة ما. ووجدت الدراسات الاستقصائية أن 7% من الرجال البريطانيين، أي ما يعادل 1.8 مليون، اعترفوا بذلك، فيما قال آخرون إنّهم سيسعون لارتكاب جرائم جنسية جسدية ضد الأطفال، إذ اعتقدوا أن الأمر سيبقى سرًا.

تعليقًا على هذا؛ قال الرئيس التنفيذي لشركة "تشايلد لايت" بول ستانفيلد إن: "هذا على نطاق مذهل يعادل في المملكة المتحدة وحدها تشكيل خط من المجرمين الذكور، يمكن أن يمتد على طول الطريق من غلاسكو إلى لندن، أو ملء استاد ويمبلي 20 مرة". وأضاف: "المواد المتعلقة بإساءة معاملة الأطفال منتشرة جدًا، لدرجة أنّه يُبلغ عن حالات إلى منظمات المراقبة والشرطة مرة واحدة كل ثانية في المتوسط. هذه جائحة صحية عالمية ظلت مختفية لمدة طويلة جدا. وهذا يحدث في كل بلد، وينمو بشكل كبير، ويتطلب استجابة عالمية". وتابع: "نحن بحاجة إلى التصرف بشكل عاجل والتعامل مع الأمر على أنه مشكلة صحية عامة يمكن الوقاية منها. الأطفال لا يستطيعون الانتظار".

من جانبه، قال المدير التنفيذي للإنتربول ستيفن كافانا إن الأساليب التقليدية لإنفاذ القانون تواجه صعوبات في مواكبة هذه التطورات: "يجب علينا أن نفعل المزيد معًا على المستوى العالمي، بما في ذلك تدريب المحققين المتخصصين، وتبادل البيانات والمعدات بشكل أفضل لمكافحة هذا الوباء بشكل فعال والضرر الذي يلحقه بحياة الملايين من الشباب في العالم".

ثلث مستخدمي الإنترنت في العالم من الأطفال

يشير تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" عن أطفال العالم للعام 2017 "الأطفال في عالم رقمي"، أن الأطفال والمراهقين الأقل من 18 عامًا يشكّلون نحو ثلث مستخدمي الإنترنت في مختلف أنحاء العالم. وﺗﺒﯿّﻦ أن اﻷﻃﻔﺎل ﯾﺪﺧﻠﻮن اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﺑﺄﻋﻤﺎر أﺻﻐﺮ ممّا كان عليه الأمر من ﻗﺒﻞ، ففي ﺑﻌﺾ اﻟﺒﻠﺪان ﯾﻜﻮن معدل الاستخدام دون 15 سنة ﻣﻤﺎﺛﻼً للمعدل عند البالغين فوق 25 سنة.

كما يشير التقرير إلى أن الفئة العمرية من الشباب - أي الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا- هي الفئة الأكثر استخدامًا للإنترنت، وعلى مستوى العالم 71% منهم متصلون بالإنترنت مقابل 29% غير متصلين بالإنترنت (346 مليونًا) من الشباب. ووصنّف الباحثون المخاطر التي يواجهها الأطفال على الإنترنت إلى ثلاث فئات: مخاطر المحتوى، مخاطر الاتصال، مخاطر السلوك.

حثّ التقرير على محو "الأمية الرقمية" وإبقاء الأطفال مطلعين ومشاركين وآمنين على الإنترنت عن طريق زيادة التعاون بين الحكومات وخبراء التقنية لتطوير منصات ومناهج تقنيات المعلومات والاتصالات في المدارس الابتدائية إلى المدارس الثانوية. كما دعا إلى الاستثمار في تدريب المعلمين في مجال التقنية الرقمية وتعليم الأطفال على مخاطر الإنترنت، وكيف يحمون أنفسهم منها.

مشروع قانون لتجريم التودد للأطفال عبر الإنترنت

في العام 2002، أصبح تجريم التودد للأطفال عبر الإنترنت أكثر إلحاحًا في بريطانيا بعد اختفاء طفلتين تبلغان من العمر 10 سنوات بعد أن استخدمتا الحاسوب. وقتها، قالت وزارة الداخلية البريطانية إنها قد تتقدم بمشاريع قوانين لملاحقة من يحاولون الإيقاع بالأطفال عبر شبكة الإنترنت، بهدف استغلالهم جنسيًا. وأعلنت وزارة الداخلية أن قوة الإنترنت الخاصة التابعة للحكومة تعكف على صياغة مشروع قانون لتجريم التودد للأطفال عبر الإنترنت.

آليات قانونية لحماية الطفل من جرائم الاستغلال الجنسي عبر الإنترنت

في دراسة، في جامعة تيسمسيلت في الجزائر، أكد الباحث شاكر سليمان أنه في ظل تطور تقنيات الاتصالات بات من الضروري وجود حماية قانونية للأطفال عبر شبكة الإنترنت لمواجهة استغلالهم جنسيًا. 

المصدر : الجزيرة + الصحافة البريطانية