يرغب الكثير من الآباء في أن يصبح أطفالهم أكثر تميزًا وذكاء. ورغم أن الذكاء عند الأبناء يعتبر من الصفات المورثة إلا أنه يوجد العديد من العوامل التي يمكنها أن تزيد من معدلات الذكاء والتي يطلق العلماء عليها الذكاء المكتسب، وبالتالي يمكن للوالدين المساهمة بشكل كبير في تطوير ذكاء أطفالهم؛ لكي يقودوهم إلى النجاح سواء الدراسي أو النجاح في الحياة العملية أيضًا... هناك مزايا كبيرة تُمنح للأطفال الذين لديهم آباء نشيطون ومشاركون خلال مرحلة الطفولة والمراهقة. ذلك أن الأبوة، هي برنامج يسعى إلى تحسين صحة ورفاهية الأطفال والأسر من خلال تمكين الآباء ليكونوا على دراية ونشاط وتفاعل عاطفي مع أطفالهم، لبحث في التأثيرات المحددة لمشاركة الأب خلال مراحل الطفولة المختلفة. الدكتور وائل عبد العال، اختصاصي طب الأطفال في مستشفى «إن إم سي رويال»، يسلط الضوء على هذه النقطة.
هناك عوامل غذائية يمكنها تطوير وتنمية ذكاء الطفل، أهمها الرضاعة الطبيعية فحليب الأم يحتوي على أحماض دهنية ومكونات غذائية مفيدة جدًا لتطوير ونمو العقل، فقد أثبتت الدراسات أن الرضاعة الطبيعية تزيد نسبة الذكاء أضعافًا عن الذين لم يحصلوا عليها، ويعتبر نقص اليود في الطعام من الأشياء التي تقلل من نسبة ذكاء الطفل نظرًا لدوره الكبير في تنمية الذكاء وتأثيره على إفراز الغدة الدرقية التي تسبب بدورها نقص الذكاء حال وجود نقص في إفرازها للهرمونات. كما أن لتناول الأسماك دورًا كبيرًا لتنمية الذكاء نظرًا لما تحتويه من أوميجا 3 والبروتينات المهمة لنمو المخ. فيما يلي حقائق مهمة تؤدي إلى أهمية مشاركة الآباء في تعديل سلوك الطفل.
لا بد للآباء من المشاركة في دعم صحة الطفل الإيجابية في مرحلة الرضاعة، مثل تحسين زيادة الوزن عند الخدج وتحسين معدلات الرضاعة الطبيعية. إن مشاركة الآباء، بتوقعات ومتابعات واضحة لصحة الطفل، تؤدي إلى نتائج عاطفية وأكاديمية واجتماعية وسلوكية أفضل للأطفال.
الأطفال الذين يشعرون بالقرب من والدهم هم: أكثر عرضة بمرتين من أولئك الذين لم يلتحقوا بالجامعة أو لا يجدون عملًا مستقرًا بعد المدرسة الثانوية، وأقل عرضة لقضاء بعض الوقت في السجن بنسبة 80٪، ونصف احتمالية الإصابة بأعراض الاكتئاب المتعددة.
يحتل الآباء دورًا حاسمًا في نمو الطفل. فغياب الأب يعيق النمو منذ مرحلة الطفولة المبكرة وحتى الطفولة وحتى مرحلة البلوغ. إن الضرر النفسي الناتج عن غياب الأب أثناء الطفولة يستمر طوال الحياة.
إن جودة العلاقة بين الأب والطفل مهمة أكثر من مقدار الساعات المحددة التي يقضيانها معًا. بحيث يمكن للآباء غير المقيمين أن يكون لهم آثار إيجابية على الرفاهية الاجتماعية والعاطفية للأطفال، فضلا عن التحصيل الأكاديمي والتكيف السلوكي.
ترتبط المستويات العالية من مشاركة الأب بمستويات أعلى من التواصل الاجتماعي والثقة وضبط النفس لدى الأطفال. الأطفال الذين لديهم آباء يمتلكون سيرة ذاتية حسنة، أقل عرضة للتصرف في المدرسة أو الانخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر في مرحلة المراهقة.
الأطفال الذين لديهم آباء يشاركون بنشاط هم: 43% أكثر احتمالًا للحصول على تقدير جيد في المدرسة و 33% أقل احتمالًا لإعادة الصف من أولئك الذين ليس لديهم آباء يتابعونهم في حياتهم.
إن مشاركة الأب تقلل من تكرار المشاكل السلوكية لدى الأولاد بينما تقلل أيضًا من الانحراف والحرمان الاقتصادي في الأسر ذات الدخل المنخفض.
تظهر الدراسات مرارًا وتكرارًا أن الأطفال الذين ليس لديهم آباء حاضرون بشكل إيجابي في المنزل يعانون كثيرًا. حتى قبل ولادة الطفل، فإن مواقف الأب فيما يتعلق بالحمل، والسلوكيات خلال فترة ما قبل الولادة، والعلاقة بين الأب والأم قد تؤثر بشكل غير مباشر على خطر نتائج الولادة السلبية. من المعروف في مرحلة الطفولة المبكرة أن الأطفال في سن المدرسة الذين يتمتعون بعلاقات جيدة مع آبائهم كانوا أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب أو إظهار السلوك التخريبي أو الكذب. بشكل عام، كانوا أكثر عرضة لإظهار السلوك الاجتماعي الإيجابي.
أما في مرحلة المراهقة، تكون الآثار المترتبة على منازل الأيتام لا تصدق، حيث إن هؤلاء الأطفال هم أكثر عرضة لتجربة آثار الفقر، ومن المرجح أن ينتهي بهم الأمر إلى الفقر أو ترك المدرسة، أو الإدمان، أو ينتهي بهم الأمر في السجن. إن انعدام وجود الأب ليس هو السبب الوحيد لهذه الأشياء، ولكنه عامل مهم. على الرغم من أن غياب الأب ليس عامل خطر كبير، إلا أنه بالتأكيد يمكن أن يؤثر سلبًا على نمو الأطفال، من النواحي الآتية، كما كشفت منظمة اليونيسيف في أحدث دراسة عالمية أجرتها:
1- يعانون من تضاؤل مفهوم الذات لدى الأطفال، وضعف الأمن الجسدي والعاطفي، حيث يعبر الأطفال باستمرار عن شعورهم بالتخلي عنهم عندما لا يشارك آباؤهم في حياتهم، ويكافحون مع عواطفهم ونوبات عرضية من كراهية الذات.
2- يعانون من المشكلات السلوكية، وصعوبات أكبر في التكيف الاجتماعي، ومشاكل مع الصداقات، ومشاكل سلوكية واضحة؛ ويطور العديد منهم شخصية متفاخرة ومخيفة في محاولة لإخفاء مخاوفهم الكامنة، والاستياء، والقلق، والتعاسة.
3- يتغيبون عن المدرسة ويمرون بمراحل ضعف الأداء الأكاديمي (71 في المائة من المتسربين من المدارس الثانوية هم من الأيتام؛ الذين يسجلون نتائج سيئة في اختبارات القراءة والرياضيات ومهارات التفكير؛ وأكثر من المرجح أن يتم استبعادهم من المدرسة، وأكثر احتمالا لترك المدرسة في سن 16 عامًا، وأقل احتمالًا للحصول على المؤهلات الأكاديمية والمهنية في مرحلة البلوغ)
4- يمرون بمراحل من الانحراف وجرائم الشباب، بما في ذلك جرائم العنف (85% من الشباب في السجن يعانون من غياب الأب؛ والأطفال الأيتام هم أكثر عرضة لارتكاب الجرائم والذهاب إلى السجن عندما يصبحون بالغين.
5- يعانون من التشرد (90% من الأطفال الهاربين يعانون من غياب)، وهؤلاء معرضون بشكل أكبر لخطر المعاناة من الاعتداء الجسدي والعاطفي، حيث يكونون أكثر عرضة بخمس مرات للتعرض للإيذاء الجسدي وسوء المعاملة العاطفية، مع خطر أعلى مائة مرة للتعرض للإيذاء المميت.
6- يمرون بمشاكل الصحة الجسدية حيث ينتشر بين الأطفال الأيتام أعراض صحية نفسية جسدية وأمراض مثل الألم الحاد والمزمن والربو والصداع وآلام المعدة.
7- يصابون باضطرابات الصحة النفسية، وخاصة القلق والاكتئاب والانتحار.
8- تضعف فرص الحياة لديهم، ويصبحون أكثر عرضة للبطالة، وانخفاض الدخل، والبقاء على المساعدة الاجتماعية، والتشرد.
9- يتزوجون في وقت مبكر، ويكونون أكثر عرضة للطلاق.
10- هم أكثر عرضة للوفاة كأطفال، ويعيشون في المتوسط أقل بأربع سنوات على مدى فترة حياتهم.
يأتي دور الأب والأم وهو في غاية الأهمية حيث تبين من أحدث الأبحاث أن الأطفال الذين يقضون أوقاتًا أطول مع آبائهم ويشاركونهم في أنشطتهم وألعابهم يتمتعون بدرجات ذكاء أعلى وقدرات ومهارات أفضل، ويكون ذكاؤهم أعلى من نظرائهم الذين يفتقدون لدور الأب وتقتصر تربيتهم على الأم وحدها بسبب الانفصال أو طبيعة عمل الأب، وكشفت الدراسة أيضًا أن الآباء يميلون للعب أكثر مع أبنائهم البنين ويميلون للاهتمام بهم دون البنات، كما وجدت أيضًا أن هناك علاقة إيجابية بين مقدار الوقت الذي يقضيه الآباء مع أطفالهم ونتائج اختبارات ذكاء الأطفال؛ نظرًا لأن الطفل عند لعبه مع أبيه يكتسب مهارات تختلف عنها عند لعبه مع أمه فتكتمل بذلك قدراته ومهاراته ويزيد معدل ذكائه.
وقد شملت إحدى الدراسات 11 ألف طفل، وبينت النتيجة أن الأطفال الرضع الذين كان آباؤهم يلعبون معهم في الأشهر الأولى من حياتهم، كان أداؤهم أفضل في اختبارات مهارات التفكير مقارنة بالأطفال الآخرين، وكانت التوصية بأنه يجب على الأب المشاركة بالأنشطة الحياتية للطفل بما في ذلك قراءة القصص وتنظيم الرحلات؛ حتى يتعزز لديه النمو وتزداد قدرته العقلية والذكائية وتزداد أيضًا قدرته على التفاعل الاجتماعي، وقد أظهرت نتائج البحث الفرق الحقيقي والكبير في تقدم الأطفال الذين استفادوا من الاهتمام الأبوي حتى بعد مرور ثلاثين عامًا عندما كانوا أكثر ذكاء وقدرة على تحصيل طبقة اجتماعية مرموقة ومكانة وثروة أكبر، فادعم طفلك بالخطوات الآتية:
اصطحب طفلك إلى الطبيعة وسط الأماكن الخضراء والتي لها تأثير إيجابي في رفع مستوى ذكاء الطفل وجعله أكثر انتباهًا وأقل عدوانية، وأهم أسبابها هو قلة التوتر وزيادة اللعب.
تواصل مع طفلك وأشبع فضوله وشغفه من خلال الأسئلة عن موضوعات بعينها مثل البراكين والديناصورات والأشياء التخيلية أيضًا أكثر ذكاء من أقرانهم الأقل شغفًا بالمجهول.
اقرأ لطفلك وساهم في تنمية قدراته اللغوية للأطفال التي تعطيه الفرصة للتفكير والتعبير عن أفكاره.
ادعم الاتصال المبكر للطفل مع أقرانه في السن، ما يعزز عملية الإدراك لديه، ومشاركتهم اللعب والتجارب وآخر تلك المحاور هو التحفيز والثناء والإشادة المتواصلة يمكنها تحسين الذكاء مع الحذر من الإفراط في التشجيع الذي قد يأتي بنتائج عكسية.
تعرّف على طفلك، إذ يتوق كل طفل إلى اهتمام وحضور والده، للتعرف عليه كفرد فريد، وليس مجرد وعاء لخططنا الكبرى أو أحلامنا غير المحققة.
اسمح لأطفالك بمعرفة المزيد عنك من خلال رواية القصص للأطفال طريقة رائعة لتقوية الروابط بينكما. كيف كنت في عمر طفلك؟ ما هي الأخطاء التي ارتكبتها؟ كيف تعاملت مع الإحراج؟ حيث لا تقتصر أهمية القصص على إضفاء طابع إنساني عليك وتمنح الأطفال فكرة عن المكان الذي أتوا منه، ولكنها يمكن أن تكون أيضًا وسيلة فعالة لبدء حوار هادف مع طفلك.
تعرّف على ما تعنيه نظرة معينة على وجوههم، وأفضل طريقة لجعلهم ينامون، ومن هم أصدقاؤهم، وماذا يفعلون في المدرسة، وما الذي يسبب لهم التوتر، فإنك بهذا ترسل رسالة واضحة وقوية مفادها أنهم يستحقون وقتك واهتمامك واهتمامك.
تحدث بإيجابية مع أطفالك عن أمهم، فمن المهم جدًا أن تكون على نفس الاتفاق مع والدتهم بشأن ما تريد أن يكون عليه دورك، وكيف سيبدو ذلك. وهذا مهم بشكل خاص في المواقف التي تنقطع فيها العلاقة عن طريق الطلاق أو الانفصال.
كن الجسر بين والدك وأطفالك. سواء كنت تنظر إلى والدك (أو والدتك) كنموذج للتربية أم لا، فإن إرث والدينا، سواء كان للأفضل وللأسوأ، فهو يعيش داخل كل واحد منا، ولهذا السبب من المهم استكشاف وفهم إرث عائلتك، لا سيما علاقتك مع والدك. لتتمكن من نقل الجوانب الإيجابية في علاقتك بوالدك إلى أطفالك، وتتجنب تكرار الجوانب السلبية في علاقتك بوالدك.
المصدر: مجلة سيدتي - لينا الحوراني
اختاري العقاب المنساب للطفل، ولا تبالغي فيه لكي لا يرث الطفل حقدًا دفينًا على المجتمع من حوله وينعكس ذلك على تصرفاته،
يتعرّض الأطفال في أثناء الحروب للصدمة، وقد لا يكونون متحفّزين للتعلّم، لذلك تدمج المدارس والبرامج التعليمية خدمات الدعم النفسي والاجتماعي
تأثير الأب على الطفل يفوق تأثير الأم بل يصل إلى حد تغيير سلوكهم بشكل ملحوظ
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال