يُعد كسر الحواجز اللغوية أمرًا ضروريًا لتعزيز التواصل والتفاهم في عالمنا شديد الترابط والتواصل. ولطالما وضعت خدمة الترجمة من «غوغل» أحدث تطورات التواصل التكنولوجية في متناول عدد أكبر من الأشخاص. في العام 2022؛ اتخذت «غوغل» خطوة مهمة من خلال إضافة 24 لغة جديدة باستخدام الترجمة الآلية «Zero-Shot»، وهي طريقة يتعلّم فيها نموذج التعلُّم الآلي الترجمة من دون رؤية أمثلة للغة من قبل.
إضافة إلى ذلك، أعلنت الشركة العملاقة عن مبادرة 1000 لغة تهدف إلى بناء نماذج الذكاء الاصطناعي، والتي تدعم 1000 لغة الأكثر تحدثًا على مستوى العالم. أما الآن؛ فتحصل خدمة الترجمة من «غوغل» على دعم لـ110 لغات جديدة، وفقًا لتدوينة جديدة كشفت عنها الشركة بصفتها أكبر توسع لغوي لها على الإطلاق. وهكذا تضاعف «غوغل» تقريبًا 133 لغة كانت الأداة تدعمها سابقًا، لتصل الآن إلى 243 لغة في الإجمال.
بناءً على هذه الجهود، تستخدم خدمة الترجمة من «غوغل» الآن نموذج اللغة الكبير «PaLM 2» لتقديم الدعم لـ110 لغات جديدة. ومن المقرر أن تؤثر هذه المبادرة على أكثر من نصف مليار شخص، أي ما يقرب من 8 في المئة من سكان العالم.
تشمل اللغات المستخدمة على نطاق واسع «الكانتونية» إلى اللغات الأقل شهرة مثل «الكيكتشي» (Qʼeqchiʼ)، ما يعني أن هذا التحديث يعدّ خطوة هائلة في جعل خدمات الترجمة أكثر شمولًا وسهولة في الوصول إليها.
تؤدي إضافة هذه اللغات الجديدة إلى توفير دعم الترجمة لأكثر من 614 مليون متحدث في العالم. ويشمل ذلك مجموعة متنوعة من اللغات، بدءًا من تلك التي يتحدث بها عدد كبير من السكان، إلى تلك التي تستخدمها مجتمعات السكان الأصليين الأصغر حجمًا.
من الجدير ذكره أنّ نحو 25 في المئة من الإضافات الجديدة هي لغات أفريقية، مثل «الفون» (Fon) و«الكيكونغو» (Kikongo) و«اللوو» (Luo) و«ألغا» (Ga) و«السواتي» (Swati) و«الفندا» (Venda) و«الولوف» (Wolof)، ما يمثل التوسع الأكثر شمولًا لـ«غوغل» في اللغات الأفريقية حتى الآن.
يعد اختيار أنواع اللغات التي سيتم دعمها مهمة معقدة، إذ تتضمن معايير اللهجات الإقليمية والتهجئة والاستخدام العام. ولا يمتلك كثير من اللغات نموذجًا موحدًا واحدًا، ما يجعل من الضروري تحديد أولويات الأصناف الأكثر استخدامًا. على سبيل المثال، هناك لهجات كثيرة للغة «الغجر» (Romani) المستخدمة في جميع أنحاء أوروبا. تنتج نماذج خدمة الترجمة من «غوغل» نصًا أقرب إلى لغة «الغجر الفلاكس» (Vlax Romani) الجنوبية، مع دمج عناصر من تلك الشمالية و«غجر البلقان» (Balkan Romani) أيضًا.
يعدّ «PaLM 2» جزءًا مهمًا من هذا التوسع، فهو يمكّن خدمة الترجمة من «غوغل» من تعلُّم ودعم اللغات المرتبطة ارتباطًا وثيقًا ببعضها البعض بكفاءة. وهذا يشمل بعض اللغات، مثل «الأوادي» (Awadhi) و«الماروادي» (Marwadi) وهي قريبة من اللغة الهندية والكريول الفرنسية التي يتكّلمها السكان في جزيرتي سيشل وموريشيوس.
مع تقدّم التكنولوجيا، وبالتعاون المستمر مع اللغويين والمتحدثين الأصليين، تهدف «غوغل» إلى دعم مزيد من تنوعات اللغات واصطلاحات التهجئة. ويعدّ هذا التوسع علامة بارزة في مهمتها المتمثلة في كسر حواجز اللغة في جميع أنحاء العالم. ومع استمرار «غوغل» في الابتكار والتعاون مع خبراء اللغة، يبدو مستقبل الترجمة واعدًا، وموفرًا للقدرة على التواصل عبر اللغات والثقافات المختلفة.
بحسب الدراسة أظهرت نماذج الذكاء الاصطناعي أنها لا تتعلم بالفعل الحقائق الكامنة عن العالم
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال