البصمة الصوتية هي مجموعة من السمات الصوتية الفريدة التي تميز صوت فرد معين عن غيره، مشابهة لبصمة الإصبع أو بصمة العين. تتضمن هذه السمات الترددات الصوتية، النبرة، السرعة، أنماط الكلام، والإيقاع. تُستخدم البصمات الصوتية في التحقق من الهوية وتوفير مستويات متقدمة من الأمان في العديد من التطبيقات، مثل المصارف، والهواتف الذكية، ومراكز الاتصال.
في السابق، كان التعرف على الصوت يعتمد بشكل كبير على الأساليب التقليدية التي تشمل تحليل الصوت يدويًا باستخدام تقنيات التردد والتحليل الطيفي. كانت هذه الطرق تستغرق وقتًا طويلًا وتتطلب خبراء مدربين لتحليل التسجيلات الصوتية واستخراج السمات الفريدة منها.
مع تقدم التكنولوجيا، تم تطوير تقنيات التعرف على الصوت لتصبح أكثر دقة وكفاءة. في التسعينيات، تم إدخال برامج تحليل الصوت التي استخدمت خوارزميات أساسية للتعرف على الأنماط. ومع مرور الوقت، تطورت هذه الخوارزميات لتصبح قادرة على التعامل مع مجموعات أكبر من البيانات وتحليلها بسرعة أكبر.
تعد تقنية الذكاء الاصطناعي أحد أكبر الابتكارات التي أثرت على تقنية التعرف على الصوت. تعتمد أنظمة التعرف على البصمة الصوتية المدعومة بالذكاء الاصطناعي على الشبكات العصبية العميقة (Deep Neural Networks) لتحديد وتحليل السمات الصوتية الفريدة بدقة عالية. يمكن لهذه الأنظمة تحليل ملايين التسجيلات الصوتية لتعلم الأنماط الفريدة لكل صوت، وتحسين دقة التعرف على الصوت مع مرور الوقت من خلال التعلم من البيانات الجديدة، وفصل الصوت عن الضوضاء الخلفية وتحديد السمات الصوتية بفعالية حتى في البيئات المزدحمة.
تُعتبر البصمة الصوتية فريدة لكل فرد ومن الصعب تغييرها بشكل طبيعي. ومع ذلك، هناك طرق لتعديل أو تغيير البصمة الصوتية باستخدام التكنولوجيا. يمكن للبرامج المتقدمة تعديل الترددات والنغمات والسرعة لجعل الصوت يبدو مختلفًا. تُستخدم هذه التقنيات في بعض الأحيان لأغراض مشروعة مثل حماية الخصوصية أو في الفنون والترفيه، ولكنها قد تُستخدم أيضًا لأغراض ضارة مثل التزييف والانتحال.
وتُستخدم البصمة الصوتية في مجال الاستخبارات والعمليات العسكرية لتحديد هوية الأفراد بدقة في المكالمات الهاتفية أو الاتصالات اللاسلكية. كما تُستخدم البصمة الصوتية في مراقبة ورصد الاتصالات المشبوهة وتحديد الأصوات المعروفة في التسجيلات الصوتية، مما يساعد في جمع الأدلة الجنائية ومراقبة الأنشطة.
لحفظ البصمة الصوتية، يتم تخزين السمات الصوتية الفريدة لكل فرد في قاعدة بيانات آمنة. تتضمن هذه السمات الترددات والنبرة والإيقاع والأنماط الصوتية الأخرى. عند التحقق من الهوية، تتم مقارنة الصوت الجديد بالبصمات الصوتية المخزنة للتحقق من التطابق. تعتمد هذه العملية على تقنيات التشفير لضمان حماية البيانات من الوصول غير المصرح به.
في مجال التجسس، تُراقب البصمات الصوتية أثناء مرورها في الشبكات عن طريق استخدام برامج تجسس متقدمة يمكنها التقاط وتحليل المكالمات الصوتية في الوقت الحقيقي. يتم تطبيق تقنيات تحليل الصوت المدعومة بالذكاء الاصطناعي لاستخراج السمات الصوتية وتحديد هوية المتحدثين. تستخدم هذه المعلومات في مراقبة الأنشطة المشبوهة وتحديد الأفراد المطلوبين.
مع تزايد الاعتماد على البصمة الصوتية في التحقق من الهوية، يلجأ بعض الأفراد إلى محاولة تغيير بصمتهم الصوتية عبر تغيير سرعة الحديث، اللكنة، والنبرة. إنّ هذه الأساليب التي قد تكون فعالة جزئيًا في تضليل الأنظمة البسيطة للتعرف على الصوت. ولكن، مع تقدم الذكاء الاصطناعي وتطور أنظمة التعرف على الصوت، أصبحت هذه الأنظمة قادرة على تمييز السمات الصوتية العميقة التي لا تتغير بسهولة مع هذه التعديلات. تستطيع تقنيات الذكاء الاصطناعي تحليل الأنماط الصوتية الدقيقة والتعرف على السمات الفريدة للشخص حتى مع وجود تعديلات متعمدة في الصوت.
يشكل استخدام الذكاء الاصطناعي في التعرف على البصمة الصوتية ثورة في مجال الأمان والتحقق من الهوية. من خلال تحسين دقة وسرعة التعرف على الصوت، يمكن لهذه التقنية تقديم مستويات جديدة من الأمان والراحة للمستخدمين. ومع ذلك، يبقى التحدي في مواجهة التزييف والاعتداءات السيبرانية المستندة إلى تقنيات تعديل الصوت.
المصدر: موقع العهد الإخباري
بحسب الدراسة أظهرت نماذج الذكاء الاصطناعي أنها لا تتعلم بالفعل الحقائق الكامنة عن العالم
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال