كيف يؤثر التلفاز في سلوك الطفل ؟ وهل من بدائل؟

كيف يؤثر التلفاز في سلوك الطفل ؟ وهل من بدائل؟

شاهدة التلفاز قبل عمر 18 شهرًا تؤثر سلبًا على مهارات الطفل في القراءة والذاكرة.

يترك الكثير من الآباء الأطفال أمام التلفاز لإبقائهم منشغلين، ولكن على الرغم من أن مشاهدة الطفل للتلفاز أمر مسلٍّ، إلا أن تحديق الأطفال فيه يمكن أن يكون ضارًا بصحتهم الجسدية بالدرجة الأولى، وذلك لأن مشاهدة التلفاز قد تجعلهم يحدقون في الشاشة لساعات، وهو نشاط غير مفيد للطفل.. 

في ما يلي وفقًا لموقع "بولد سكاي" تأثير مشاهدة الأطفال للتلفاز، وأهم البدائل.

متى يجب أن يشاهد الطفل التلفاز؟

توصي العديد من الدراسات بعدم قضاء الأطفال لكثير من الوقت أمام الشاشات، وخاصة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 شهرًا، ومع ذلك يمكن للأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 شهرًا استخدام التطبيقات التعليمية عالية الجودة على الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية لبضع دقائق يوميًا، ويمكن أيضًا للأطفال الذين تزيد أعمارهم على عامين تجربة تطبيقات تعليمية لمدة لا تزيد على ساعة يوميًا.

أولا- آثار مشاهدة التلفاز على الأطفال

تشير العديد من الدراسات إلى أن مشاهدة التلفاز بانتظام قد يكون لها آثار ضارة على النمو الصحي للطفل على المدى الطويل، إليك أبرزها:

1.    نمو الدماغ: مشاهدة التلفزيون لا تقدم أي فائدة للطفل؛ فهو لا يستطيع فهم الصور التي يشاهدها على التلفزيون، ولكن ينجذب الأطفال الرضع إليه لأنهم يجدون صورًا ملونة وجذابة.على الجانب الآخر قد تؤدي المشاهدة المنتظمة للتلفزيون إلى التأثير على نمو دماغ الطفل على المدى الطويل.

2.    تأخر النطق واللغة: يتعلم الأطفال بشكل أفضل عندما يتفاعلون مع والديهم إلا أنه في المقابل يمكن أن تنخفض عدد الكلمات التي تتحدثين بها مع طفلك بشكل ملحوظ إذا كان طفلك منشغلًا بمشاهدة البرامج التلفزيونية؛ مثل الرسوم المتحركة، ويقضي جزءًا كبيرًا من ساعات استيقاظه في مشاهدة التلفزيون؛ مما يؤثر على مهارات الكلام واللغة لدى الطفل في نهاية المطاف.

3.    مشاكل في الرؤية: تركز عيون الطفل باستمرار على الصور التليفزيونية، والتحديق المستمر في التلفاز قد يسبب ألمًا واحمرارًا في العين وعدم وضوح الرؤية. يمكن أن تؤدي مشاهدة الطفل التلفاز بانتظام أيضًا إلى تفاقم جميع مشاكل العين والرؤية على المدى القصير، قد يزيد من خطر إصابة الطفل بقصر النظر؛ مما يجعل من الضروري ارتداء الطفل للنظارات الطبية.

4.    عدم ممارسة الأنشطة المفيدة: إن التعرض المبكر للتلفزيون يمنع الطفل عن ممارسة الأنشطة الأكثر ملائمة من الناحية التنموية؛ مثل اللعب الحر بالدمى أو المكعبات أو السيارات. كلما زاد عدد ساعات مشاهدة طفلك للتلفاز والأجهزة الإلكترونية الأخرى؛ قل الوقت الذي يمارس فيه طفلك الألعاب والأنشطة التي تنمي مهارات الطفل الحركية.

5.    التأثير على عادات الأكل: تشير الأبحاث إلى أن تناول الطعام أثناء مشاهدة التلفاز قد يتداخل مع قدرة الدماغ على إدراك الشبع؛ مما يسبب الإفراط في تناول الطعام خاصة عند الأطفال الأكبر سنًا الذين يعتمدون أكثر على الطعام الصلب، وقد تتعارض مشاهدة التلفاز مع عادات الأكل الصحية؛ مما يزيد من خطر زيادة أو نقص الوزن على المدى الطويل.

6.    اضطرابات النوم: قد تتعارض مشاهدة التلفاز بانتظام مع أنماط النوم الصحية للطفل وروتين نومه، ذلك بالإضافة إلى أن مشاهدة التلفزيون قبل عمر 18 شهرًا يمكن أن تؤثر سلبًا على مهارات الطفل في القراءة والذاكرة.

ثانيا- بدائل مشاهدة التلفزيون للأطفال

يمكن للوالدين تجربة بدائل لمشاهدة التلفزيون والتي يمكن أن تفيد الطفل:

1.    يمكن أن توفر الألعاب عددًا كبيرًا من الفرص لك للتحدث والتفاعل مع طفلك، كما تأتي العديد من الألعاب بأصوات تتلاعب بالكلمات أو الحروف؛ مما يساعد على تطوير لغة الطفل.

2.    إشراك الطفل في الأنشطة اليومية، فبدلًا من وضع الطفل أمام التلفزيون أثناء ممارستك لأنشطتك اليومية، اجعلي الطفل مشاركًا فيها، على سبيل المثال، أثناء الطهي في المطبخ، ضعي طفلك على كرسي مرتفع، وأعطه بعض الملاعق البلاستيكية، وتحدثي إلى الطفل ووصف ما تفعلينه أيضًا، وقومي بالرد على طفلك عندما يحاول التحدث.

3.    تقديم الألعاب الحسية؛ مثل المرايا الآمنة التي تحفز حدة البصر لدى الطفل أكثر من شاشة التلفزيون؛ فالألعاب الحسية تبقي الطفل منشغلًا؛ مما يقلل من حاجته إلى مشاهدة التلفاز، أيضًا يمكن للأطفال الأكبر سنًا اللعب بالطين الآمن للأطفال.

4.    تعد القراءة واحدة من أفضل الأنشطة لتشجيع الطفل على تنمية مهارات النطق والكلام؛ لذا اختاري كتبًا بأحرف كبيرة ورسوم توضيحية ملونة وأشيري إلى الصورة واذكري اسمها.

5.    اصطحبي طفلك إلى الشاطئ أو الحديقة للتنزه، ودعي الطفل يجلس تحت ظل الشجرة بينما يستمتع بالمناظر المختلفة للأشجار والطيور والناس، يمكن تشجيع الأطفال الأكبر سنًا على الزحف أو الإمساك بيدك والمشي، يوفر الهواء الطلق العديد من المشاهد المثيرة للاهتمام؛ مما يوفر تحفيزًا معرفيًا أفضل للطفل من مشاهدة الصور المتحركة على شاشة التلفزيون.

المصدر: سيدتي - لمياء جمال
 

مواضيع مرتبطة

المدارس تعدّها والأهل قد يهملونها.. فأي أهميّة للواجبات المدرسيّة في عطلة الصيف؟

على الأهل العلم أنّ تعزيز القدرة التعلمية عند الطفل أمر مختلف تمامًا عن توقّع برنامج العام المقبل.

إلى أي مدى يتأثر الأبناء بسلوكيات آبائهم.. ويقلدون  شخصياتهم؟ 

تؤكد الأبحاث التربوية والدراسات النفسية تأثير الآباء على سلوك وأفكار أبنائهم بأشكال مختلفة وفي مستويات عديدة.

كلمات مفتاحية

نصائح