كيف يمكن لطفل أن يكون مبدعًا؟

كيف يمكن لطفل أن يكون مبدعًا؟

الأطفال لديهم قدرة إبداعية كبيرة حتى قبل أن يتمكّنوا من التعبير بالحديث عن ذواتهم.

ممّا لا شكّ فيه أن الإبداع البشري ليس له حدود؛ مع أهميته الكبيرة  ما تزال بداية ظهور القدرات الإبداعية في الإنسان غير محددة تمامًا.

في أحدث دراسة نُشرت، في مطلع شهر يوليو (تموز) من العام الحالي في مجلة «وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم the Proceedings of the National Academy of Sciences»، حاول الباحثون من «جامعة برمنغهام University of Birmingham» في المملكة المتحدة وجامعة أوروبا الوسطى (CEU) في النمسا الإجابة عن هذا السؤال.

قدرة استنباط أفكار جديدة

قال الباحثون إن الإبداع في الأساس هو كيفية القدرة على الوصول إلى معانٍ وأفكار جديدة من خلال التعامل مع مفاهيم مألوفة. وعلى سبيل المثال؛ المخترع الذي يتوصل إلى تصميم آلة معينة حديثة يستخدم المعادن والأدوات نفسها التي يستخدمها الجميع، ولكن الطريقة الجديدة في الاستخدام هي التي تجعل لها فائدة كبيرة. والأمر نفسه ينطبق على الأفكار مثل القدرة على تجميع عدد غير نهائي من أفكار معقدة من عدد محدود من المفاهيم البسيطة. ولكن حتى الآن لا يُعرف سوى القليل عن بداية استخدام هذه القدرات، في وقت مبكر من الحياة.

تجربة على الأطفال الرضّع

نفّذ الباحثون التجربة على مجموعة مكونة من 60 طفلًا أعمارهم 12 شهرًا تقريبًا، وجميعهم لا يستطيعون التحدث بعد، ولا يفهمون سوى عدد قليل من الكلمات. وحاول العلماء معرفة إذا كان بمقدورهم الجمع بين الكمية والنوعية عن طريق اللغة من عدمه، وذلك عن طريق تعليمهم بعض الكلمات ثم اختبار مدى فهمهم لهذه الكلمات والتوصل إلى المعنى المقصود بها تمامًا. وحاول الباحثون معرفة هل أن الجميع لديهم القدرات الإبداعية نفسها؟

بدأ الباحثون في تعليم الأطفال أهم كلمتين جديدتين؛ تصفان الكمية أو العدد: الأولى كلمة (mize) وتعني الرقم واحد، والثانية كلمة بادو (padu) وتعني الرقم اثنين. وحاول العلماء تقويم ما إذا كان بإمكان هؤلاء الأطفال، في هذه السن المبكرة جدًا، الجمع بين مفاهيم الكمية والنوع عند سماع تعبيرات معقدة بالنسبة إليهم، تشمل المسمّيات التي تعلّموها، ولكن مع إضافات جديدة.

على سبيل المثال؛ إيراد جملة تحمل الرقم الذي تعلموه (بادو) ولكن تصف شيئًا معينًا لا يعرفونه، وعليهم استنتاجه على الرغم من عدم معرفتهم به. وراقبوا إلى أي مدى سوف ينجح الأطفال في دمج هذه المعارف الجديدة.

استنباط النتائج

شاهد الأطفال أربع مجموعات مختلفة من الأشياء: بطة واحدة، ثم بطتين، ثم كرة واحدة، وأخيرًا كرتين. وبعد ذلك سمعوا جملة "بطة بادو"، وكانت المرة الأولى التي يسمعون فيها كلمة "بطة"، فنجح الأطفال في معرفة أن هذه الجملة تشير إلى بطتين. وعرف العلماء ذلك من خلال إطالة النظر إلى المجموعة التي توجد فيها البطتان وليس المجموعات الأخرى، بما فيها الكرتان. وهذا يدل على القدرة الكبيرة لعقل الطفل في هذه السن المبكرة جدًا على دمج مفاهيم معينة والتوصل إلى فكرة جديدة، وهو جوهر العملية الإبداعية. وربما تكون هذه القدرة هي العامل الأساسي الذي يساعد الطفل في فك رموز اللغات المحيطة به والبداية في التحدث بها.

توصيلات عصبية وقدرات إدراكية

قال العلماء إن الإبداع البشري يعتمد على القدرة على تكوين أفكار جديدة تمامًا من خلال الجمع بين مفاهيم وأفكار موجودة بالفعل ويمتد إلى كل مجالات الحياة بدءًا من المحادثة اليومية حتى الفنون والعلوم. ويقوم بها مركز التحكم في المخ من خلال شفرات أشبه بلغة البرمجة تختلف من شخص إلى آخر تبعًا للتوصيلات العصبية والقدرات الإدراكية.

في النهاية أكد العلماء أن الأطفال لديهم قدرة إبداعية كبيرة حتى قبل أن يتمكنوا من التعبير بالحديث عن ذواتهم.

المصدر: جريدة الشرق الأوسط

مواضيع مرتبطة

مهندسة في غزة تبتكر نظامًا لتحلية ماء البحر

المهندسة الفلسطينية النازحة إيناس الغول صنعت نظام تحلية بإمكانات بسيطة بالرغم من الحرب 

إهداء لغزة.. طفل مغربي يتسلق أعلى قمة في أوروبا

أهدى يوسف هذا الإنجاز إلى "أطفال غزة والشعب الفلسطيني بأكمله...".

خيّاط فلسطيني يدمج ماكينة خياطة بدراجة هوائية

محق دومًا من قال :"الحاجة أمّ الاختراع"..في ظل الحرب والدمار الفلسطيني لا يتوقف عن الإبداع

كلمات مفتاحية

منوّعات علمية