كيف نحصّن أولادنا من أثار "تنمّر الإنترنت"

كيف نحصّن أولادنا من أثار

حساسية الطفل تجاه التنمر تزداد كلما تناقصت لديه الثقة بنفسه.

قرعت دراسة نشرتها منظمة الصحة العالمية، في مارس/آذار 2024، جرس الإنذار لمكافحة المضايقات والتنمر الذي يواجهه الأطفال في كل أنحاء العالم. كشفت الدراسة، والتي شملت 279 ألف طفل من 44 دولة في مختلف أنحاء العالم، أن 16% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11-15 عامًا قالوا إنهم تعرضوا للتنمر عبر الإنترنت في العام 2022.

تحصين الطفل بالثقة خير من العلاج

إن درجة حساسية الطفل تجاه التنمر تزداد كلما تناقصت لديه الثقة بنفسه، والثقة بالنفس تبنى منذ اليوم الأول للولادة وحتى سن 6 سنوات. وأخطر مرحلة هي عمر السنتين؛ بمعنى أن يزرع الأهل في طفلهم الثقة بالنفس مع تشكّل وعيه الأول، وأن يركزوا على الإيجابي في شخصيته، ولا مانع من اتباع عملية الإيحاء في أثناء بداية نوم الطفل بتذكيره أنه ذكي وجميل ومحبوب، فهذا ينمي لديه الثقة بالنفس، والتي تشكّل سدًا منيعًا أمام الحساسية من النقد. كما يجب على الأهل عدم توجيه النقد المباشر للطفل وهو بين أقرانه مهما كان السبب، وهنا أعود للقول إن التنمر بحد ذاته مشكلة، ولكن المشكلة الكبرى تكمن في رد الفعل تجاه التنمر، والوقاية منه وتحصين الطفل بالثقة خير من العلاج.

توعية الأطفال بظاهرة التنمر

تؤدي المدارس دورًا مهمًا في هذا الموضوع، إذ يكمن دور المرشد المدرسي في مواجهة التنمر والحد من هذه المشكلة سواء من خلال الحديث في الإذاعة المدرسية، أو في اجتماعات أولياء الأمور، وأيضًا في الحصص الإرشادية التوعوية والتوجيه الجمعي، وعبر النشرات والندوات واللعب واللجنة الإرشادية. وهناك خطط علاجية وطرق إرشادية تتبعها معظم المدراس، بوصفها مجتمعًا مصغرًا، لتوعية الأطفال بظاهرة التنمر وكيفية مواجهتها، وبهذا نقي باقي المجتمع من مظاهر التنمر بأشكاله كافة.

نصائح للأهل لتعليم أطفالهم مواجهة التنمر؟

تؤدي الأسرة دورًا فاعلاً وكبيرًا ضمن مستويات مختلفة في مواجهة التنمر، وتاليًا نصائح يقدمها الدكتور أيمن البلشة للأهل لتعليم أطفالهم مواجهة التنمر، وهي:

1.    الوقاية: زيادة تأكيد الذات عند الطفل في المنزل، والتركيز كثيرًا على تعزيز الثقة بالنفس وتطوير مجالات الشخصية الاجتماعية والانفعالية والتواصلية والاستقلالية بشكل مناسب ـ وتمرير الطفل بخبرات نجاح وتزويده بالطرق والأساليب كافة التي يمكنه بها التعامل مع المواقف بنجاح.
2.    رفع الوعي: تقوم الأسرة بتزويد الطفل بالمعلومات الضرورية التي تساعد في فهم أنماط العلاقات بين الأفراد والوصول إلى معايير يمكن معها التمييز بين العلاقات الإيجابية والعلاقات السلبية، والقدرة على فهم الآخرين، وطرائق الرد عليهم بطريقة مناسبة وضمن الآداب العامة، من دون الوصول إلى ارتكاب أخطاء في أثناء التعامل معهم أو الإساءة إلى الآخرين.
3.    التوجيه والإرشاد: يمكن للأسرة، في حال تعرض الطفل إلى أي شكل من أشكال التنمر، أن تقوم بتقديم التوجيهات والإرشادات للطفل؛ لتعليمه كيفية التعامل مع المواقف والإجراءات التي يجب أن يقوم بها؛ لحماية نفسه من خلال إبلاغ إدارة المدرسة أو النادي وبالتحديد المرشدة النفسية أو التربوية بما تعرض له بهدف المساعدة في إيجاد حلول جذرية للتنمر، وضمان عدم تكرار تلك المواقف.
4.    الممارسة والخبرات العملية: بداية يجب على الأسرة أن تطور علاقات إيجابية مع طفلها، والتأكد من قوة تلك العلاقة والروابط الأسرية التي تُشعر الطفل بأمان، وأنه يمكن الاعتماد على أسرته في حل المشكلات والمواقف الصعبة التي يتعرض لها، ثم الانتقال إلى تطوير مهاراته الاجتماعية، فتلك الخبرات والمواقف تساعد في بناء آلية لمواجهة أشكال التنمر والقدرة على التعامل معها ضمن المواقف المختلفة.
5.    التواصل الفعال: مع المدرسة والنادي في المتابعة الدورية لحال الطفل، وخاصة أن هذا يساعد بشكل كبير في تفادي العديد من الآثار النفسية المترتبة على التنمر، وتساعد في اختيار الطرائق المناسبة لمواجهة التنمر والتخلص منه ضمن البيئة المدرسية، وفي أثناء التعامل مع الأقران ما يضمن الاستقرار النفسي والانفعالي والاجتماعي للطالب ضمن بيئة آمنة وإيجابية.

المصدر : الجزيرة (مع التصرف)

مواضيع مرتبطة

مراهقات في كوسوفو يشوّهن أنفسهن للمشاركة بتحدٍ على "تيك توك"

أفادت والدة إحدى الضحايا بأن أطفالًا لا تتجاوز أعمارهم تسع سنوات شاركوا في التحدي بعد مشاهدتهم مقاطع فيديو على "تيك توك"

كيف يتكيف النساء والآطفال مع ظروف النزوح وتحدياته في لبنان؟

وسط الحال الأمنية والنفسية الصعبة للبنانيين، يبرز التأثير الأكبر على النساء والأطفال، خصوصًا مع توقف العام الدراسي للكثيرين منهم

تجارب الأمهات في تعزيز قدرة الأطفال على الصبر والتحمّل

يتعلّم الأطفال من القدوة، لذلك الصبر معهم هو إحدى الطرائق لتعليمهم هذه الصفة.

كلمات مفتاحية

نصائح