اختيارك العقاب المناسب لطفلك..كيف ومتى؟

اختيارك العقاب المناسب لطفلك..كيف ومتى؟

متى يؤدي العقاب الخاطئ إلى نتائج عكسية ليست كما تريدينها؟

عندما تصرخين في وجه طفلك أو تقومين بضربه، بيدك أو باستخدام أي أداة مؤذية تسبب له الألم فتعتقدين أنك قد قُمتِ بعقابه، ولا تعرفين أنك قد تخطأين في تربية الطفل، فالضرب آخر وسائل التربية، وكذلك الصراخ والصوت العالي والشتم، كلها تأتي بنتائج عكسية وتسبب مشكلات نفسية لطفلك مثل الخجل الزائد والانطواء والتبول غير الإرادي.

هناك العديد من الأساليب التربوية الفعالة والإيجابية لعقاب الأطفال من دون الضرب أو الصراخ أو الشتائم، ويُطلق عليها العقاب التربوي الذي يؤدي إلى نتائج طيبة وإيجابية فيتوقف الطفل عن القيام بالسلوك السيء. المرشدة التربوية شيماء يونس، تتحدث عن آلية العقاب التربوي؛ ومتى يؤدي العقاب الخاطئ إلى نتائج عكسية ليست كما تريدينها.

1.    أظهري حبك له بعد معاقبته

أظهري حبك له بعد أن تكوني قد استخدمت أسلوبًا تربويًا صحيحًا في عقابه، فلا يعني العقاب أن تستمري في خصامه مثلًا، أو أن يعتقد طفلك بأنك لا تحبينه، فيجب أن تتحدثي معه بلطف وحب بعد أن تُظهري له الخطأ الذي وقع فيه. ويفيد بأن تقومي باحتضانه، فلعناق الطفل تأثيره على حياته النفسية.. الاحتضان يعني أن ما قام به ليس نهاية العالم، فلا يتحول لطفل منبوذ أو منطوٍ، بل سوف يصحح أخطاءه وسلوكياته سريعًا ليحافظ على هذا الحضن الدافئ. ووضحي له الفرق بين الخطأ الذي لا يُرضي أحدًا، ويسبّب مشكلات لمن حولنا وقد يؤذيهم وبين مشاعرك الأمومية نحوه؛ ولأنك تحبينه فأنت تخافين عليه من كراهية الآخرين له، والطفل يحرص منذ صغره على نيل حب الآخرين.

2.    أوقفيه عن نشاط يحبه

أوقفي طفلك عن نشاط يحبه لمدة زمنية محددة، كي يراجع نفسه في حال قيامه بسلوك خاطئ أو غير محبب، وإذا ما تسبب في ضرر للآخرين. واربطي بين حرمانه من أشياء يحبها وبين قيامه مثلًا بالاستيلاء على لعبة شقيقه الأصغر، علمًا بأن هناك طرقًا بسيطة لحل الخلافات بين الإخوة ولكن في حال قيامه بالاستيلاء على ممتلكات غيره، حتى لو كان شقيقه، فيجب عقابه بطريقة تربوية. لذلك قومي بحرمانه من امتيازات كان يتمتع بها، وليس من نشاط يحبه فقط أو صلاحيات مثل أن يكون مسؤولًا عن جهاز الريموت كونترول للتلفاز في غرفة المعيشة لكي يختار ما يشاهده بقية الإخوة، فقومي بسحبه من يده لكي يشعر بفداحة ما فقده حين كان يقوم بدور القائد.

3.    تخلي عن دور المعاقب والمراقب

تحاوري مع طفلك بهدوء مستخدمة قواعد الحوار الصحيح مع، تبيني له أولًا أن السلوك الذي قام به غير مناسب، ولا يفيد ولا يمكن أن يحبه الآخرون عندما يقوم به، وأشعريه بأنّ هذا السلوك يضره هو فقط، وأن الحياة متكاملة ويجب أن نحرص على راحة ورضا كل من حولنا. واسمحي له كي يعبر عن مشاعره ويبين سبب السلوك الذي قام به، وأفسحي له الفرصة لكي يتكلم ولا تتبعي نظام المحقق معه على الإطلاق. وناقشي معه بدائل سليمة وبسيطة بدلًا من السلوك الذي قام به، ويمكن أن تخيريه بين عدة بدائل كي لا يشعر بأنك تريدين فرض سيطرتك عليه، وكي يشعر بأنه ذو شخصية مستقلة على صغر سنه.

4.    دعيه يتحمّل نتيجة الخطأ الذي وقع فيه

اسمحي لطفلك بأن يتحمَّل نتيجة الخطأ الذي وقع فيه، فمن الطبيعي أن يتحمَّل كل إنسان نتيجة تصرفاته مهما كانت، فأخبريه بأن المشكلة التي وقع فيها هي نتيجة حتمية لتصرفاته وأن عليه أن يواجه هذه النتائج. ولكن ساعديه على أن تكون هذه الأخطاء أو السلوكيات الخاطئة التي قام بها عبارة عن تجارب سوف تساعده في التخطيط بشكل أفضل والتقدم والنجاح في المستقبل، وساعديه على تعلم التجاوز وعدم الوقوف أمام الخطأ الذي قام به والاستمرار في جلد ذاته، ويمكن أن يعتذر لمن أخطأ في حقهم. وهنا، يجب أن تعرفي كيف تنمين ثقافة الاعتذار عند الأطفال؟ ويمكن استشارة مرشدة تربوية في هذا الشأن، وبعد ذلك يمكنه أن يستمر ويمضي في تحسين سلوكه مع وعده لك بعدم تكراره.

5.    كافئيه على تصرف جيد مهما كان بسيطًا

اهتمي بتعزيز أي سلوك إيجابي يقوم به الطفل. في البداية وقبل أن تقدمي له الجوائز والحوافز، ويُفضل أن تبتعدي عن الجوائر المالية، يجب أن تضعي نظامًا لفحص السلوكيات التي قام بها الطفل خلال جدول زمني معين مثلًا. استخدمي جدولًا صغيرًا كي تضعي فيه السلوكيات الإيجابية التي حققها الطفل خلال أسبوع مثلًا، وضعي أمام كل سلوك جيد عدة نقاط، واحتسبي نقاطه، وبعد ذلك قرري أن تختاري مكافأة الطفل التي تناسبه، بشكل يعتزُّ بها ويفتخر أمام أفراد الأسرة. وخططي لروتين يسمح بتعزيز السلوك الجيد الذي قام به الطفل مهما كان بسيطًا، وامتدحي ما قام به لكي يكرر السلوك الحسن وينسى السلوك الخاطئ الذي بدر منه.

6.    دعيه يتحمل المسؤولية
قرِّبي طفلك منك بشكل ليس مُتعمَدًا، بطريقة لطيفة، مثل أن تضعيه بالقرب منك في المطبخ وهو يراجع دروسه، فبذلك تشعرينه بأنه مسؤول، لأنك أنت تقومين بعملك وفي الوقت نفسه هو يقوم بعمله، والمطلوب منه أن يشترك معك في تحمّل مسؤولية البيت والمساعدة في أعمال خاصة بحسب سنه، فقيامه بحل الواجبات يعني أن يساعدك ويقلل الأعباء الموكلة إليك. أشركي طفلك في وضع قواعد وقوانين للبيت لكي يشعر بالمسؤولية، كما أشركيه في تحديد عواقب ونتائج الأخطاء أو التسيب وعدم الانضباط، فسوف يتعلم بالتدريج وبطريقة غير مباشرة ليست وعظًا ولا إراشادًا أن السلوك المرغوب فيه والمحبب والمفضل يعني أن تتعزز العلاقة الإيجابية مع باقي أفراد الأسرة. وبهذه الطريقة، أي توكيل الطفل بمهمات، أنت تُسهمين في تنمية مهاراته من دون اللجوء إلى العقاب المدمر، والذي يقضي على شخصيته فينشأ طفلًا مرعوبًا يتوقع العقاب على كل خطأ مهما كان بسيطًا.

المصدر: موقع سيدتي الإلكتروني

مواضيع مرتبطة

إستراتيجيات لغرس قيم التسامح والاحترام عند الأطفال مبكرًا

اختاري العقاب المنساب للطفل، ولا تبالغي فيه لكي لا يرث الطفل حقدًا دفينًا على المجتمع من حوله وينعكس ذلك على تصرفاته،

التعليم في أوقات الحرب: شريان حياة وسط مخاطر محتملة

يتعرّض الأطفال في أثناء الحروب للصدمة، وقد لا يكونون متحفّزين للتعلّم، لذلك تدمج المدارس والبرامج التعليمية خدمات الدعم النفسي والاجتماعي

لماذا يتصرف الأطفال بشكل أفضل في وجود الأب؟

تأثير الأب على الطفل يفوق تأثير الأم بل يصل إلى حد تغيير سلوكهم بشكل ملحوظ