أعلنت "ديزني" رسميًا أنّها تدعم الكيان الإسرائيلي بقيمة 2 مليون دولار سنويًا، ولا يخفى على أحد حملات المقاطعة العالمية التي تنتشر على صعيد: المنتجات الغذائية، مستحضرات التجميل، العلامات التجارية للملابس على اختلافها، المنظفات والمنتجات الاستهلاكية، القنوات الإعلامية والترفيهية، مثل نتفلكس، وغيرها من القنوات، وشركات الإنتاج العالمية واستوديوهات مثل والت ديزني.
إذ ارتفعت الأصوات مطالبة بمقاطعة عدد من الاستديوهات وشركات الإنتاج الأمريكية الكبرى، التي تدعم الكيان الإسرائيلي في ظل العدوان المستمر على قطاع غزة على مدار الأيام الأشهر، وارتقى فيها ألاف الشهداء وآلاف الجرحى والمفقودين والنازحين والبيوت المدمرة.
بعد الترويج للمثلية ديزني تعلن دعمها للاحتلال
إذا كان إعلان ديزني صريحًا لدعمها الاحتلال من ناتج أرباحها، فذلك يعني أنها تشارك في الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي(2023)، وهذا يعني كذلك أن ديزني ترقص على جراح أطفال غزة، والسلاح والمتفجرات التي تلقى على البيوت الآمنة منبعها "ميكي ماوس" الذي كان حاضرًا في طفولتنا وذكرياتنا البرئية.
"إلسا وآنا" الفتاتان الجميلتان اللتان كبرنا على حكايتهما ورقصاتهما، هما وجه آخر لصرخة تخرج من قحف جوف طفل يبكي على أبيه الذي حُرق أمام عينيه! إنها تراجيديا ساخرة تلك التي تجعل "فلّة" وأقزامها السبعة جزءًا من فهمنا للحياة والموت والصداقة والسعادة والخير والشر، وهي في تناقضها تفضي أرباحها وماكنتها الترفيهية إلى أطنان المتفجرات التي تحيل جسد طفلفلسطيني صغير كان يستغرق يومه مستمتعًا بعروض ديزني، إلى أشلاء يصعب لملمتها في كفّ اليد الواحدة.
إذا كان دعم ديزني للاحتلال سبب ثان لمقاطعتها، فالسبب الأول، بحسب التسلسل الزمني، وليس الأولوية للمقاطعة، هي إعلان ديزني صراحة، عبر مديرة المحتوى الترفيهي، تحويل الشخصيات إلى شخصيات ذات ميول جنسية مختلفة بنسبة 50% بحلول نهاية العام 2024.
من هي والت ديزني؟
شركة والت ديزني ( The Walt Disney Company) والمعروفة باسم ديزني، هي إحدى شركات وسائل الإعلام والترفيه في العالم. أسسها الأخوان والت ديزني، في 16 تشرين الأول/أكتوبر/تشرين 1923، على شكل استوديو لفن التحريك (الأنيمايشن)، وكما أنه أصبح واحدًا من أكبر الاستوديوهات في هوليوود، وأصحاب أو مرخص لأحد عشر حدائق ملاهي والعديد من شبكات التلفزيون مثل هيئة الإذاعة الأمريكية (ABC) وإي إس پي إن. مقر شركة ديزني الرئيسي ومرافق الإنتاج الأولي، فتقع في استديوهات والت ديزني في بربانك، كاليفورنيا، وهي أحد عناصر مؤشر داو جونز الصناعي.
كيف تقاطع ديزني؟
لا نمارس المقاطعة قولًا وترويجًا فقط، ونحن نعلم مدى انتشار والت ديزني، إذ إن أكثر من 15 دولة عربية، على سبيل المثال، تبث برامجها باللغتين الإنجليزية والعربية. وهي منتشرة كذلك عالميًا عبر أفلامها ومسلسلاتها وبرامجها، وحدائق الترفيه المنتشرة كذلك، ومنتجاتها وبضائعها. وهنا أهم ما يجب فعله للمقاطعة كليًا، لديزني واستديوهات هوليوود، وشركات الإنتاج الداعمة للكيان الإسرائيلي:
1. لا تعمل في ديزني، لا تشترك في ديزني، قم بإلغاء Disney+ إذا كانت لديك، لا تشاهد أفلام ديزني، لا تزر حدائق ديزني الترفيهية لا تشتر بضائع ديزني، لا تشاهد برامج ديزني التلفزيونية. إن أقل ما يمكننا فعله هو أن نقاطع كل إنتاجات الشركة من أفلام ومسلسلات وإلغاء اشتراكات المنصات التي يعني كل اشتراك فيها وكل دولار يدفع لتجديد الدفع في قنواتها أو شراء تذكرة لحضور عروضها أو زيارة الأماكن التي تملكها، هو مال ملطخ بالدماء الفلسطينية. وبالفعل حصدت المقاطعة ثمارها كما حصل لفيلم Wish، عندما حقق إيرادات محبطة بشكل صادم في شباك التذاكر، وكذلك فيلم مارفل الذي حقق إيرادات أقل من المتوقع بكثير.
2. فك الارتباط الذهني بين أطفالنا وشخصيات ديزني: لم يعد من الصعب مشاركة أطفالنا بحملات المقاطعة أو حملهم على اتخاذ قرار مقاطعة مشروب أو طعام كانوا يفضلونه، أو برنامج تلفزيوني كانوا يتابعونه بشغف، لأنه ببساطة يسهم بقتل الأطفال والنساء وإبادة شعب بأكمله، ولكن دعونا نجعل الأمر بسيطًا عليهم، عن طريق الآتي:
أولًا: المقاطعة ليست طعامًا وشرابًا فقطح وإنما مقاطعة في القيم والأفكار، فنحن نقاطع الأفكار التي تتنافى مع الشرع والثقافة والأعراف، وهم أمر قابل للنقاش مع الأطفال بالطريقة نفسها التي اقتنعوا من خلالها لمقاطعة البرغر المفضل لديهم فقط لأنه يدعم الاحتلال.
ثانيًا: كن قدوة في مقاطعة البرامج الإعلامية والمرئية: بمعنى يجب أن تلغي اشتراكك في القنوات التي تدعم الاحتلال وألا تتردد في ذلك، إذ إن اتخاذ القرار القطعي أمام الأطفال يوصل إليهم فكرة الحسم، وهي آلية متبعة تربويًا عند إنشاء القواعد التي يعتاد عليها الأطفال أسرع من الكبار.
ثالثًا: توضيح العلاقات: عقل الطفل نيّر متفتح، ولكنه بحاجة إلى فهم العلاقة بين "موانا" فتاة الأفلام الجميلة وصاحبة المغامرات، والصاروخ الذي يزن أطنانًا مستهدفًا الأطفال العزل والمواطنين الأبرياء. ولكن بلوغ عقل الطفل بمثل هذه المعادلة المركبة التي تمارسها أسواق رأس المال وعلاقتها بالسياسة الدولية
وكيفية سيرها، ليس هو بالهدف الذي نروم إليه، واتباع الخطوات التي تبدأ بإبراز علاقته بفلسطين وفاعليته في هذه العلاقة، أي أن يعلم الطفل ممارسةً أن فلسطين تخصه وهي جزء من حياته اليومية وطعامه وشرابه ومشاهداته، شيئًا فشيئا سيتعلم الطفل كيف يبرز مواقفه اتجاه فلسطين واتجاه العدو "إسرائيل" ومن يدعمها.
رابعًا: للمدرسة دور كبير في تفعيل أودار الأطفال في المقاطعة وإشراكهم فيها، والحاجة اليوم ملحة إلى إبراز القيم التربوية التي تظهر الحق حقًا والباطل باطلًا، عن طريق المعلمين والتروبين، ومن خلال اللعب والأدوات الفنية والمسرحية وغيرها. إذ يتأثر الأطفال بين عمر 8 وما فوق بمنصات التواصل الاجتماعي وخصوصًا سناب شات وتيكتوك، ونشر محتويات توعوية بخصوص المقاطعة الجماهيرية للمرئيات واللمواد الإعلامية له تأثير كبير.
المصدر: موقع بنفسج الإلكتروني
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال