لقد اخترقت الإعلانات عبر الانترنت كلّ جانب من جوانب حياتنا الرقمية، من نتائج محركات البحث إلى موجزات وسائل التواصل الاجتماعي، وتبدو هذه الإعلانات وكأنها تلاحقنا في كلّ مكان نذهب إليه عبر الانترنت.
يُعدّ تتبّع البكسل، أو البكسلات التجسسية أو بكسلات التتبع، ومنها "بكسلات فايسبوك" أو "ميتا بكسل" واحدًا من الأساليب التي يستخدمها المسوقون والمعلنون عبر الانترنت بشكل متكرّر لأغراض الإعلانات. وعلى الرغم من أن الممارسة قد تبدو بريئة، إلا أن تتبع البكسل يؤثر بشكل كبير على أمان وخصوصية المستخدمين الرقميين.
البكسل هو صورة صغيرة وغير واضحة مضمّنة في بريد إلكتروني أو صفحة ويب. بكسلات التتبع غير مرئية وقادرة على تتبع وجمع البيانات الشخصية حول كيفية تصرف المستخدم في واجهة رقمية، بما في ذلك المعلومات المتعلّقة بزيارات الصفحة والنقرات والتحويلات. ويتم تفعيل التتبع عبر البكسلات باستخدام الخطوات التالية:
1. تتم إضافة صورة صغيرة شفافة، عادةً بحجم 1*1 بكسل، إلى صفحة ويب أو بريد إلكتروني. عادةً ما يمتلك المعلن أو المسوق الخادم الذي تُخزن عليه هذه الصورة.
2. يقوم متصفح المستخدم أو برنامج البريد الإلكتروني بتحميل الصورة من الخادم عندما يصل إلى صفحة الويب أو يفتح البريد الإلكتروني.
3. عند تحميل الصورة، يسجل الخادم معلومات حول زيارة المستخدم، مثل وقت وتاريخ الزيارة، عنوان IP للمستخدم، نوع الجهاز المستخدم، والصفحة أو البريد الإلكتروني المحيل.
4. باستخدام ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات التتبع الأخرى، يمكن للخادم ربط زيارة المستخدم بمعلومات أخرى، مثل سجل التصفح السابق أو المعلومات الديموغرافية.
5. يمكن للمعلن أو المسوق استخدام هذه البيانات لتحليل سلوك المستخدم واستهدافه بحملات الإعلانات المستقبلية بدقة.
هذا وقد لفت الانتباه مؤخرًا قرار صادر عن هيئة حماية البيانات النمساوية (DPA) في 16 آذار/مارس كشف أن المواقع التي تستخدم أدوات Meta Pixel وFacebook Login قد تكون مخالفة للقانون، مع العلم أن هذه الخدمات توجد على آلاف المواقع الإلكترونية في جميع أنحاء أوروبا.
وقد سبق وحذرت ثماني هيئات تنظيمية في الاتحاد الأوروبي من أن أداة شهيرة أخرى، وهي Google Analytics، غير متوافقة مع اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR).
وتبين أن العديد من مواقع المستشفيات قامت بتثبيت أداة تتبع فايسبوك التي تجمع المعلومات الصحية الحساسة للمستخدمين وترسلها إلى فايسبوك، وهي حالة قد تعتبر انتهاكًا للوائح قانون التأمين الصحي. وبعد اختبار مواقع أفضل 100 مستشفى في أميركا من قبل مجلة Newsweek، وجد الباحثون أن 33 منها قام بتثبيت أداة تتبّع تسمّى Meta Pixel، والتي ترسل إلى فايسبوك حزمة بيانات كلما نقر شخص ما على زر لتحديد موعد.
يمكن أن يثير تتبع البكسل عدة مخاوف للمستخدمين والشركات على حد سواء، بما في ذلك:
1. انتهاك الخصوصية: قد يؤدي تتبع البكسل إلى جمع غير مصرح به للمعلومات الشخصية مثل سجل التصفح، الموقع، ومعلومات الجهاز من دون علم أو موافقة المستخدمين.
2. اختراق البيانات: قد تكون الشركات أكثر عرضة للاختراقات والهجمات السيبرانية إذا قامت بتخزين كميات كبيرة من بيانات المستخدمين التي تم الحصول عليها من خلال تتبع البكسل.
3. سوء استخدام بيانات المستخدم: قد تقوم الشركات التي تجمع معلومات المستخدمين عبر تتبع البكسل بالكشف عن هذه البيانات لمسوقين غير مرتبطين من دون علم أو موافقة المستخدمين.
4. انخفاض أداء الموقع: يمكن أن تتسبب استخدامات البكسلات المتعددة في إبطاء سرعة تحميل صفحات الويب، مما يؤثر على تجربة المستخدم ويقلل من حركة المرور والإيرادات.
5. المخاوف القانونية والأخلاقية: قد يثير استخدام ومشاركة بيانات المستخدمين التي تم جمعها من خلال تتبع البكسل مخاوف قانونية وأخلاقية، خاصةً في ما يتعلق بقوانين الخصوصية واللوائح مثل GDPR في الاتحاد الأوروبي، CCPA، CPRA، LGPD، وغيرها.
يمكن للشركات الحد من تتبع البكسل بعدة طرق لحماية خصوصية مستخدمي مواقعهم الإلكترونية ومشتركي البريد الإلكتروني، وأفضل هذه الطرق يكون من خلال سياسة خصوصية شاملة ومفهومة، ويمكن للشركات وصف كيفية جمع وتتبع البيانات بالتفصيل مع توفير خيار للمستخدمين للانسحاب من التتبع، واستخدام نوافذ الموافقة لإبلاغ المستخدمين بأن مواقعهم تستخدم ملفات تعريف الارتباط وتقنيات التتبع المشابهة والحصول على موافقتهم. ويجب على الشركات التفكير في استراتيجيات تسويق بديلة لا تتضمن ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية أو تقنيات التتبع المشابهة والتحول إلى حلول تسويقية صديقة للخصوصية مثل الإعلانات السياقية، وكذلك العمل على الحد من التتبع بواسطة جهات خارجية عبر استخدام بيانات الطرف الأول الموافق عليها من قبل المستخدمين بدلًا من ذلك.
من الواضح أن تتبع البكسل يشكّل تحديات كبيرة في ما يتعلق بخصوصية وأمان المستخدمين على الانترنت. يجب على الشركات أن تكون شفافة في كيفية جمع واستخدام البيانات، وتوفر خيارات للمستخدمين للتحكم في معلوماتهم الشخصية. كما يتعين على الهيئات التنظيمية مواصلة مراقبة ومتابعة هذه الممارسات لضمان حماية حقوق المستخدمين.
إذا كنت مالكًا لموقع إلكتروني أو مسوقًا رقميًا، فإن تبني ممارسات تسويقية صديقة للخصوصية واستخدام تقنيات بديلة للتتبع يمكن أن يحمي عملك من المخاطر القانونية والأخلاقية، ويساهم في بناء ثقة المستخدمين. إن الامتثال لقوانين الخصوصية المتطورة ليس فقط التزامًا قانونيًا ولكنه أيضًا خطوة أساسية نحو ضمان أمن المعلومات في العالم الرقمي المتقدم.
المصدر: موقع العهد الإخباري
تواجه شركة آبل دعوى قضائية جماعية جديدة تتهمها بالإعلان عن جهاز شائع لديها بشكل مضلل
بث الشائعات والابتزاز الإلكتروني والسب والقذف والاعتداء على قيم المجتمع من خلال هذه الحسابات الوهمية
الغرامة التي أعلن عنها هي سابع أكبر غرامة يفرضها الاتحاد الأوروبي على الإطلاق
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال