المدارس تعدّها والأهل قد يهملونها.. فأي أهميّة للواجبات المدرسيّة في عطلة الصيف؟

المدارس تعدّها والأهل قد يهملونها.. فأي أهميّة للواجبات المدرسيّة في عطلة الصيف؟

على الأهل العلم أنّ تعزيز القدرة التعلمية عند الطفل أمر مختلف تمامًا عن توقّع برنامج العام المقبل.

 

داليا فنيش/ خاص موقع "أمان الأطفال"

ها قد مضى أكثر من شهرين على نهاية العام المدرسي، وفروض العطلة الصيفية ما تزال غير منجزة والأهل ينقسمون بين مؤيد لهذه الفروض، وآخرون لا يؤيدونها..ونحن نقترب من العودة إلى المدرسة.. إذ إنّ أغلب التلاميذ والأهل ينتظرون العطلة بشوق للتنزه وللعب والراحة من الواجبات المدرسية، فهل من الضروري فعلًا إنجازها، وهل هي مهمة في تطبيقها؟ أم من حق التلميذ أن يرتاح كليًا خلال العطلة؟

بالرغم من انقسام الرأي هذا؛ يؤكد التربويون أن فروض العطلة الصيفية ليست مجرد واجبات؛ الهدف منها إنعاش ذاكرة التلميذ وإبقاؤه على تواصل مع معلوماته المدرسية في شكل ترفيهي. هذا؛ لأنّ فروض العطلة الصيفية لم تعد كما في الماضي، جافة ومملة، أصبحت أحجيات رياضية ولغوية، يقوم التلميذ بإنجازها عبر هاتفه الذكي أو الآيباد، بحسب النظام المتّبع في المدرسة، فهي أقرب إلى نشاط فكري ترفيهي.

 

أهمية الفروض الصيفية 

تبدأ المشكلات بين الأمّ وأولادها من خلال تأجيل الفروض. كما أنّ التربويين والاختصاصيين في علم نفس الطفل يشدّدون على ضرورة أن يسمح الأهل لأبنائهم بتنفّس الصعداء خلال العطلة الصيفية. وهذا لا يعني أن يتركوهم يعيشون الفوضى، إذ يمكن للأبناء الاستمتاع بأجواء الاسترخاء والراحة، في ظل نظام المنزل وقوانينه، على أن يجد لهم الأهل أشكالًا متعدّدة من النشاطات الترفيهية التعليمية تشجعهم على تفعيل شعورهم؛ فمن المتعارف عليه أن تشمل عطلة الصيف الذهاب إلى التخييم أو التوجه إلى المسابح أو قضاء وقت ممتع مع العائلة.. ولكن يتكلّف التلاميذ العديد من الواجبات الدراسية التي يجب القيام بها خلال هذه العطلة، ما يعيق الأطفال عن الاستمتاع بها بشكل كامل. 

لتلك الغاية هناك استطلاع أجراه موقع "نيفتي كيدز"، وهو موقع إلكتروني يستهدف تلاميذ المدارس الابتدائية والإعدادية، عن ضرورة القيام بالواجبات الدراسية خلال عطلة الصيف، وشمل الاستطلاع 1393 تلميذًا من المرحلتين الابتدائية والإعدادية في اليابان. خلص الاستطلاع إلى أنّ 49٪ من التلاميذ يجدون ضرورة القيام بالواجبات المدرسية المخصصة للعطلة الصيف، بشكل أو بآخر. ويُرجّح أن تكون هذه النسبة خليطًا بين رغبة بعض الأطفال في نسيان الدراسة والاستمتاع بالعطلة، وبين الشعور بأنّه ليس من الجيد قضاء إجازة طويلة من دون القيام بأي واجبات دراسية. 

لكن كان لافتًا أنّ غالبية تلاميذ المدارس الإعدادية يجدون ضرورة القيام ببعض الواجبات المدرسية خلال عطلة الصيف. ويعدّ هذا الموقف مؤشرًا على تطّلع تلاميذ المرحلة الإعدادية إلى مواصلة الدراسة من أجل التحضير لامتحانات القبول في المدرسة الثانوية.

 

 
في العديد من المدارس لا يحصل الأطفال على فرصة لمراجعة مواد  دراسية سابقة؛ وينتج عن هذه فجوة تعليمية كبيرة بين التلاميذ في كل عطلة صيفية. لذك تتسع الفجوة ويتراجع التلاميذ أكاديميًا أكثر فأكثر، ما يؤدي إلى معاناة العديد من التلاميذ لتحسين تحصيلهم الدراسي مقارنة بأقرانهم.
عدم تأجيل العمل في فروض العطلة إلى آخر الصيف

تحذر الدراسة من تأجيل الفروض الصيفية إلى أخر أسبوع قبل العودة إلى المدرسة؛ فهذا أمر غير نافع؛ لأن الهدف هو تربوي شامل أكثر منه أكاديمي. المدرسة تنصح بهذه الفروض ليعمل الطفل طوال الصيف، ويحافظ على معلوماته الأكاديمية، كما أن تأجيلها يكسبه عادة سيئة، ويصبح ممن يؤجلون أعمالهم إلى اللحظة الأخيرة، فيؤثر سلبًا في أدائه الأكاديمي والعملي في المستقبل.

 

الفروض الصيفية تساعد الطفل في تقوية لغاته 

عندما يواجه التلميذ صعوبة في التعبير باللغة الإنكليزية أو العربية، يمكن للأهل مساعدته في الفروض الصيفية وتقويته ومعرفة الخلل الموجد عنده. في البداية، لن يكون سعيدًا؛ لأنه سيكون له وقت أقل للعب والتنزه والخروج مع أصدقائه، لكن مع تقديم الدعم والتشجيع المستمر بإنجازاته ستساعده عندما يعود إلى المدرسة بالتعبير بجرأة في اي لغة. وعلى الأهل العلم أنّ تعزيز القدرة التعلمية عند الطفل أمر مختلف تمامًا عن توقّع برنامج العام المقبل ومحاولة استباق المراحل، إذ لا ينبغي استغلال الصيف لتسريع عملية التعلم وحرق مراحلها.

إذ يجب على الأهل الانتباه إلى :

-     الحرص على عدم تعليم الطفل أكثر من اللازم، فهذا يقلقه.
-     الحفاظ على معلوماته التي تعلّمها في المدرسة.
-    مطالعة القصص باللغة العربية والأجنبية.

 

دور الأهل في مساعدة الاطفال في الفروض الصيفية

الفروض الصيفية مهمّة خاصة عند الأطفال في المرحلة الأساسية من التعلّم؛ فهي تكون بمثابة رياضة دماغية؛ ولكن من المهم معرفة التوقيت المناسب لأطفالنا بوضع برنامج معهم للتوقيت والمكان المناسب للبدء في حلّ الفروض وتطبيقها، ويكون على شكل الآتي:

- ساعه واحدة في اليوم.
- 3 أيام في الأسبوع.
- استراحة لمدة 5 دقائق كل 30 دقيقة.

 

كيف أساعد طفلي في تنظيم وقته لحلّ الفروض الصيفية؟

لا يمكن أن ننجح في أي عمل نقوم به إذا كان غير منظم؛ لذلك علينا اتباع هذه الخطوات لنجاح استمرارية حل الفروض الصيفية:

-    شرح أهمية حل الفروض الصيفية أمام الطفل؛ خاصة إذا كان مستواه الدراسي متدنٍ أو لابأس به.
-    الالتزام بالوقت المحدد له.
-    عدم التسامح في تأجيل الفروض باستمرار، إلا إذا حصل حدث معين يمنع الطفل من إنجازها.
-    تأمين جو مناسب للدرس.
-    التحفيز والتشجيع يساعد في بناء ثقة الطفل بنفسه.

 

أفكار لتعزيز نجاح الفروض الصيفية من دون ملل

أدمغتنا مرنة للغاية؛ وتتغير وتتكيف باستمرار بحسب طريقة استخدامنا لها، وأيضًا، بحسب البيئة المحيطة. لذلك؛ البيئة التي تمتاز بتحفيز عالٍ للدماغ وضغوطات أقل هي بيئة مثلى لتنمية القدرات العقلية. وهناك طرائق مختلفة لتعزيز فكرهم من دون أن يشعروا بأنهم يعيشون تحت ضغط الدروس الصيفية، مثالًا:

1.     تدوين الأحداث الجميلة في مفكرة يوميات العطلة.
2.    تدوين المشتريات التي نحتاجها من المحلات التجارية (السوبرماركت).
3.     السّماح للمراهق بالمشاركة في مخيّم بيئي ترفيهية وكتابة الأشياء الجميلة والمزعجة التي حصلت معه في المخيم
4.     المشاركة في نشاطات ثقافية.
5.     تشجيعهم على ممارسة رياضة.

هذه الأنواع من النشاطات الترفيهية ستكسبهم مهارات جديدة مهمّة تعزّز المفاهيم الأكاديمية، ويجب أن تظل العطلة الصيفية مصدرًا للراحة يستحقها الأبناء عن جدارة؛ إذ هي الوقت الضروري في تعزيز عملية التعلّم. وعلى الأهل التذكر عدم وضع أولادهم  تحت الضغط المستمر لهذه الفروض؛ لأنّها ستولّد لديهم نتائج عكسية؛ فهم يحتاجون إلى مرحلة من الراحة لاستيعاب المفاهيم، فمن دونها سيتعامل التلميذ الطفل والمراهق مع التعلّم عن طريق ردّ الفعل السلبي؛ وبذلك تضيع جهود الأهل والمدرسة كلها..
 

 

 

مواضيع مرتبطة

كيف تساعد طفلك في التغلب على القلق المدرسي؟

تبدو بعض الأعراض أكثر وضوحًا كأن يصرّح الطفل بعدم رغبته في الذهاب إلى المدرسة..

مع العودة للمدرسة.. كيف تتعاملين مع طفلك المصاب بفرط الحركة وتشتت الانتباه؟

معاناة من نوع خاص تعيشها أمهات الأطفال المصابين بفرط الحركة وتشتت الانتباه، خاصة عند موسم دخول المدارس.

كيف تعلّمين طفلك الدفاع عن نفسه في المدرسة؟

عندما يتعرّض طفلك للاعتداء بالضرب أو لإهانات لفظية..لا تعيّيره بضعفه..فهذا يقضي نهائيًا على مستقبله..

كلمات مفتاحية

تربوية شؤون أسرية