هل تتنصت هواتفنا علينا؟

هل تتنصت هواتفنا علينا؟

هل تفاجأت يوما بظهور إعلان أو فيديو دعائي على أحد تطبيقات هاتفك الذكي يتناول شيئا كنت تحدثت عنه في منزلك أو أمام صديق مثلا؟ وربما تساءلت ما إن كان هاتفك الذكي يتجسس عليك لأن الأمر تكرر معك أو مع غيرك أكثر من مرة، والآن قطعت شركة أميركية الشك باليقين وشرحت بالتفصيل كيف يتم ذلك.. وفي إطار القانون.

زعمت شركة "كوكس ميديا غروب" تطوير برنامج يعمل بالذكاء الاصطناعي اسمه "الإنصات النشط" يستطيع التنصت على محادثات الناس عبر ميكروفونات هواتفهم وبقية أجهزتهم الذكية، وشرحت كيف يتم هذا الأمر في فعالية تسويقية سرب محتواها موقع "ميديا 404″، الذي يدرس تأثير التقنية على عالمنا.

وفي تلك الفعالية شرحت الشركة كيف تتنصت على المستخدمين بشراكة مع الأذرع الترويجية لشركات التقنية العملاقة فيسبوك وغوغل وأمازون، من أجل توجيه أدق للرسالة الترويجية.

وتقول الشركة إن البرنامج يتنصت على الهواتف والحواسيب المحمولة والشاشات الرقمية بحيث يحلل، باستخدام بالذكاء الاصطناعي وفي وقت فعلي، نوايا التسوق ويستطيع زيادة قدرة شركات الإعلانات على الوصول إلى جمهورها بصورة أدق.

وبحسب ما ورد في إحدى صفحات العرض التسويقي، فإن "الأجهزة الذكية ترصد في وقت فعلي بيانات عن نوايانا، وذلك بالتنصت على محادثاتنا"، وتستطيع شركات الإعلان ربط بيانات الصوت بالبيانات السلوكية لتوجيه الإعلان إلى مستهلكين محتملين".

هذا الأمر تحديدا كانت تنفيه لسنوات المنصات الإعلانية الكبرى، في حين أن الخبراء الذين حاولوا فك طلاسم هذا السر خلصوا إلى أن التنصت على مليارات المستخدمين يحتاج استثمارا هائلا في تقنيات تسجيل وتحليل ونسخ الصوت، ناهيك عن مضاعفة عدد الخوادم التي تحلل وتخزن البيانات، مما يشكل عبئا ماليا لا يبدو أن التنصت يقدم العائد الاستثماري المرجو منه.

لكن العرض التسويقي للشركة الأميركية أكد أن التقنية موجودة وتستخدم الذكاء الاصطناعي للتغلب على الإشكالات المذكورة آنفا.

وتابع موقع "ميديا 404" نشاط شركة كوكس ميديا غروب منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، ووقع على منشور يعود إلى 14 شهرا تقريبا يكشف بعض تفاصيل التقنية المطورة، ورغم أن المنشور حُذف لاحقا، فإنه ظل مخزنا في أرشيف الإنترنت تحت عنوان "تقييم للتنصت النشط".

وتعدد الشركة في المنشور ما تستطيع تقديمه للمنصات الإعلانية للوصول إلى مستخدم ما عبّر عن رغبته في سلعة مثلا، ومقارنة بياناته ببيانات سابقة له، وتحليل سلوكه وإنشاء قائمة من الزبائن.

 

 

المصدر : مواقع إلكترونية