في مثل هذا الوقت من العام، تضطر الأمهات لمحاولة إعادة الصغار الذين لا يجيدون الالتزام بالروتين بطبعهم إلى روتينهم اليومي الصارم، وما يتبعه على مدار اليوم من معارك ومشكلات بلا حصر من أجل قضاء العام الدراسي بأقل قدر من الأضرار. وينصح الخبراء بمجموعة من التدابير للتعامل مع أطفال فرط الحركة وتشتت الانتباه مع بداية العام الدراسي.
1. حياتهم ليست سهلة
بحسب مركز السيطرة الأميركية على الأمراض والوقاية منها، فإنّ حياة أطفال فرط الحركة وتشتت الانتباه لا تكون سهلة على الإطلاق خلال العام الدراسي. ويزداد الأمر سوءًا حين يضطر الطفل للانتقال من مدرسة إلى أخرى، أو حين تقع تغييرات غير متوقعة، كما جرى سابقا خلال جائحة كورونا.
عادة ما تبرز معاناة أطفال فرط الحركة وتشتت الانتباه داخل المدرسة في العديد من المظاهر؛ وأهمها:
• صعوبة التخطيط والتنظيم وإدارة السلوك.
• الاضطرار إلى الجلوس ساكنين في الوقت الذي يعانون فيه من فرط النشاط.
• الشعور بالملل وبذل جهد ذهني أكبر لأداء المهام.
• مواجهة الصعوبات في العلاقات الاجتماعية.
• المعاناة من مشاكل السلوك والتصرف مثل اضطراب المعارضة والتحدي واضطراب السلوك.
تنصح الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بضرورة فحص كل طفل مصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بحثا عن اضطرابات ومشكلات أخرى، مثل اضطرابات التعلم مثل عسر الحساب أو عسر الكتابة أو عسر القراءة، والقلق والاكتئاب.
2. حيل مبتكرة لعام دراسي من دون "انهيارات"
ينصح أستاذ علم النفس، في جامعة فلوريدا الدكتور غريغوري فابيانو، بمجموعة من الحيل المبتكرة التي من شأنها مساعدة أطفال فرط الحركة للتقليل من الاضطرابات خلال العام الدراسي، على رأسها ما يسمى "التقارير اليومية".
يشرح تلك الحيلة بقوله: "تعود فكرة بطاقات التقرير إلى ستينيات القرن الماضي، وهي أسلوب معروف لقياس وتحسين أداء الأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة بالفصول الدراسية، كما يتم استخدمها مع طلاب التوحد بهدف معالجة السلوكيات في العديد من المواقف الدراسية، وتضم نقاطا واضحة وأهدافا أساسية مثل: أكمل الطالب العمل في الوقت المحدد، شارك في النقاشات داخل الفصل، أحضر أدواته كاملة، وهكذا". ويشير الباحث، والذي تخصّص في دراسة الدعم السلوكي الإيجابي، إلى أن إعداد تلك البطاقات لا يستغرق الكثير من الوقت، سواء عبر تطبيقات جاهزة أم كتابتها يدويًا بالتعاون بين المعلم وولي الأمر.
كما يمكن أن ينضم إلى الفريق الطبيب النفسي أو المستشار السلوكي إذا لزم الأمر، بهدف صياغة أهداف واضحة يمكن العمل عليها وقياسها، خاصة أن إكمالها لا يستغرق يوميا أكثر من 10 ثوان فقط "مع ضرورة ربط النتائج بمكافآت تحفيزية وامتيازات في حال تحقيق الأهداف اليومية".
هذا؛ ويقترح مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أفكارًا إضافية مبتكرة، يمكنها مساعدة الأطفال لمزيد من الالتزام خلال العام الدراسي؛ وهي:
• التحدث بانتظام مع الأشخاص الذين يؤدون أدوارًا مهمًة في حياة الطفل؛ مثل المعلمين ومستشاري المدرسة وقادة الأنشطة أو مقدمي الرعاية الصحية.
• متابعة التطورات الاجتماعية للطفل في المجتمع والبيئة المدرسية مثل كيفية تعامله مع أقرانه، فهذه العلاقات بالأهمية نفسها للدرجات الدراسية.
• إيجاد طرائق جديد لمنع الأطفال من الشعور بالملل وإبقائهم منخرطين في التعلم.
• ابتكار طرائق لممارسة المهارات الاجتماعية وبناء العلاقات.
• الالتزام بنظام غذائي غني بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة مع اختيار مصادر البروتين الخالية من الدهون.
• الحرص على مشاركة نشاط بدني وعدم التوقف عن ممارسة الرياضة في أثناء العام الدراسي.
• الحد من الوقت أمام الشاشات يوميًا
• الحصول على ساعات النوم الموصى بها كل ليلة بناء على العمر.
• الانتباه إلى احتمال الإصابة بالقلق أو الاكتئاب والتعامل معهما باهتمام عبر الجلسات النفسية والعلاج.
• إيجاد حلول صعوبات التعلم عبر تحديدها وبدء التعامل معها.
3. نصائح لولي الأمر: تمسك برباطة جأشك
أما أستاذ الفلسفة في التربية عبير مصطفى، فتنصح أولياء أمور أطفال فرط الحركة وتشتت الانتباه بمجموعة من التدابير التي من شأنها تسهيل العام الدراسي وتخفيف الضغوط عن أنفسهم. وتقول إنه: "يمكن عبر ممارسة تلك التدابير أن يتحلى ولي الأمر بالقوة النفسية اللازمة كي يواصل العام من دون معاناة".
أهم تلك التدابير:
• إدارة الضغوط الشخصية عبر ممارسة تقنيات الاسترخاء والتواصل مع الأصدقاء أو المتخصصين، والانضمام إلى مجموعات دعم، مثل مجموعات أولياء أمور أطفال فرط الحركة وتشتت الانتباه للتخفيف من التوتر الشخصي.
• تعزيز العلاقات العائلية عبر الاشتراك في أنشطة ممتعة مع العائلة لتعزيز الروابط وتقليل الشعور بالتوتر.
• الدعم المتبادل بشجيع أفراد الأسرة على دعم بعضهم البعض والتعاون في رعاية الطفل.
• طلب المساعدة وعدم التردد في طلب مساعدة من متخصصين للمساعدة في وضع إستراتيجيات فعالة.
• وضع خيارات العلاج السلوكي للطفل لتحسين قدرته على التعامل مع التحديات الدراسية في الحسبان.
• تقدير الجهد الشخصي لولي الأمر، ومكافأته لنفسه على العمل الدؤوب في رعاية الطفل.
• وضع جدول يومي يشمل أوقاتًا محددة للعناية بالطفل وأخرى للراحة الشخصية.
• تحديد أولويات المهام وتفويض بعضها لأفراد الأسرة الآخرين إن أمكن.
• تخصيص وقت لممارسة الرياضة، حتى لو كانت بسيطة مثل المشي، والتأكد من الحصول على نوم كافٍ وتناول غذاء صحي، ويمكن أيضا ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو التنفس العميق لتخفيف التوتر.
• تخصيص وقت للهوايات الشخصية والاستمتاع بالأنشطة التي تجلب السعادة.
• التعلم المستمر، والتعرف إلى حقوق الطفل والخدمات المتاحة له، مثل جلسات العلاج أو الدعم التعليمي، وطرق التعامل المثلى معها.
• المرونة وتقبل أن هناك أيامًا ستكون أصعب من غيرها لكنها ستمضي.
• بناء علاقة وثيقة مع المعالجين والمدرسين للتأكد من أن الطفل يحصل على الدعم اللازم.
• متابعة التقويمات الدورية وتعديل الخطط وفقًا لاحتياجات الطفل.
• التخطيط للمستقبل ووضع خطط قصيرة وطويلة الأمد للطفل، مثل التخطيط للتعليم المهني أو المستقبل الوظيفي.
يشار إلى أن اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط يعد الحالة العقلية ومشكلة النمو الأولى بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا، والذين يفوق عددهم عدد من شخّصوا باضطراب طيف التوحد بنحو 4 أضعاف. وتظهر أعراض نقص الانتباه مع فرط النشاط عادة بين عمر 3-6 أعوام، ويجري تشخيص الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه الشديد في سن الخامسة تقريبا. ويعاني 3 من كل 10 أطفال مصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أعراضًا تستمر حتى مرحلة البلوغ، علمًا بأنّ الأعراض تصبح أكثر اعتدالًا مع نمو الأطفال، في الكثير من الأحيان.
المصدر : الجزيرة/ بتصرف
اختاري العقاب المنساب للطفل، ولا تبالغي فيه لكي لا يرث الطفل حقدًا دفينًا على المجتمع من حوله وينعكس ذلك على تصرفاته،
يتعرّض الأطفال في أثناء الحروب للصدمة، وقد لا يكونون متحفّزين للتعلّم، لذلك تدمج المدارس والبرامج التعليمية خدمات الدعم النفسي والاجتماعي
تأثير الأب على الطفل يفوق تأثير الأم بل يصل إلى حد تغيير سلوكهم بشكل ملحوظ
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال