كيف نخفّف عن أطفالنا عبء النزوح النفسي؟

  • نصائح
  • في السلامة المجتمعية
كيف نخفّف عن أطفالنا عبء النزوح النفسي؟

أطفال لبنان النازحون، أي واقع يواجهون؟ وكيف يمكن للأهل التخفيف عنهم وطأة هذه النزوح نفسيًا؟

د. زينب الطحان/ خاص موقع "أمان الأطفال"

النزوح هربًا من الحرب يعرّض النّاس إلى ضغوط نفسية صعبة للغاية، ولكنّها هي أصعب بالنسبة إلى الأطفال الذين يشعرون بانعدام الأمان والاستقرار فجأة، حين يُطلب منهم التحرّك سريعًا لمغادرة بيوتهم خوفًا عليهم من الموت.

يُقال إنّ لكل نزوح له ظروفه الخاصة، ولكن المتفق عليه، لا يمكن لأي نزوح مهما توفّرت فيه ظروف جيدة من شؤون الحياة، أن يقدم الآمان النفسي والاجتماعي المطلوب للأطفال خصوصًا. إذ تختلف استجابة الأطفال للأحداث الصادمة بناءً على عدة عوامل متعلقة بالجنس والعمر والشخصية والخلفية الثقافية والعائلية. وطبيعة الأحداث القاسية والمؤلمة التي يتعرضون لها أو يشاهدونها مرارًا هي عوامل مهمة إضافيّة تزيد من احتمال تعرضّ الأطفال لأزمات نفسية.

 

 

لذلك ننصح الأهل بالخطوات الآتية للتخفيف عن أطفالهم عبء النزوح النفسي:

  1. قم باختيار الزمان المناسب كي يكشف لك طفلك عن المخاوف التي تعتريه؛ فليس في أي وقت يمكنه التعبير عن ذلك. فقد يكون منكمشًا من الخوف ومن رهاب الحرب، خصوصا إذا كانت تتناهى إلى سمعه أصوات الانفجارات والقصف وطنين الطيران الحربي.
  2. بعض الأطفال لا يعرفون إلا القليل عما يحدث؛ لذلك هم يشعرون بخوف أكبر من غيرهم وقلق لا يستطيعون البوح به؛ عليك في هذه الحال تعريف حقيقة الوضع بكلمات بسيطة مع طمأنتهم أن هذا الوضع مؤقت.
  3. من المهم التحقق مما يراه الأطفال ويسمعونه، فهم قادرون على اكتشاف الأخبار بطرق مختلفة. إنها لفرصة جيدة حتى تطمئنهم وربما تصحح أي معلومات غير دقيقة صادفوها، سواء عبر الإنترنت أو على شاشة التلفاز أو في المدرسة أو من الأصدقاء.
  4. إذا طرح طفلك عليك سؤالًا شديد الوقع بالنسبة إليك، مثلًا:"هل سنموت جميعًا؟" طمئنه بأنّ ذلك لن يحدث، وحاول أيضًا معرفة لماذا يطرح هذا السؤال؟ اشرح له ما سمعه، وصحح له معلومات.
  5. بخصوص سؤاله عن الموت؛ يجب عليك أن تزرع فيه الفكرة العقائدية التي نؤمن بها أن الموت لا خوف منه، بل هو ممر إلى حياة أفضل، وإن الموت في الحرب هو شهادة عظيمة الله يهبنا إياها لأننا نستحقها. فهذا من شأنه أن يخفف عنه ذلك الذعر. وطبعا هذا فهم الأمر يتفاوت بين طفل وآخر، بحسب عمره ووعيه؛ لذلك عليك معرفة أي لغة تتحدث بها معه.
  6. قد لا يميز الأطفال الأصغر سنًا بين الصور التي تظهر على الشاشة وواقعهم الشخصي، وقد يتسرب لهم الاعتقاد بأنهم في خطر داهم، حتى لو كان الصراع يحدث بعيدًا عنهم؛ ولربما رأى الأطفال الأكبر سنًا أشياء تقلقهم على وسائل التواصل الاجتماعي، فيخافون من كيفية تصاعد الأحداث. إزاء ذلك لا يجب عليك تركهم مع هواجسهم؛ بل ادفعهم للسؤال والاستسفار، لتخفف عنهم تفسير ما يرونه، وثانيًا حاول قدر الإمكان إبعادهم عن مشاهدة الدمار والمجازر، خصوصًا مشاهد جثث الأطفال، فهذا يروّعهم..

 

لمساعدة أطفالك في البقاء هادئين قدر المستطاع؛ هناك عدة طرائق يمكنك اعتمادها وفقًل للمتاح أمامك:

  1. القصص المفرحة تساعدهم في الابتعاد ذهنيًا عن التفكير بما يحيط بهم من أجواء الخوف والقلق من الحرب. وإذا كان يوجد مكتبة في المكان الذي لجأت عليه، فعليك الاستعانة بها بقدر كبير. ومن المهم التركيز على قصص الأدب المقاوم، وقصص الأبطال المجاهدين الذي يبذلون الدم الغالي فداءً للوطن.
  2. إذا كان متوفرًا لديك أداوت الرسم والكتابة شجعهم على ذلك، بل شاركهم في الرسم والكتابة للتعبير عن مشاعرهم والتحدث عن أحلام المستقبل والفرح والانتصار القادم.
  3. اجمع أكبر عدد من الأطفال إلى جانب أولادك والعب معهم لعبة الحزازير والألغاز المركزة على معلومات ثقافية ودينية مفيدة..بل يمكنك أن تطلب من القادرين على استخدام شبكة النت أن يجروا لك بحثًا عن شخصيات ورموز وطنية ودينية كي يحدثوا أصدقائهم عنها..
  4. لاتتضايق من ضجيج ألعابهم فتمنعهم لأنك مضطرب وقلق أنت أيضًا؛ فهذا يزيد من توترهم ويؤسس في نفوسهم الاضطراب الدائم.. بل اخفِ عنهم قدر المستطاع قلقك وخوفك، وابقَ مبتسمًا لهم، مبددًا خوفهم بابتسامتك الدائمة.
  5. حدد لهم برنامج رياضي يومي، صباحًا ومساء، فالرياضة تخفف الكثير من الضغط النفسي وتريح الأعصاب بشكل كبير، سواء للصغار أو الكبار..
  6. اجعلهم يستمعون للأناشيد الثورية والوطنية، إذ تمدّهم بالوعي واليقظة والشجاعة وحس المبادرة.
  7. علّمهم على التعاون مع أصدقائهم الصغار في تنظيف المكان الذي هم فيها، حيث البيئة النظيفة تثير فيهم أيضًا راحة نفسية.
  8. درّبهم على فضيلة الصوم وأجره الكبير، بحال كانت المؤونة الغذائية لديك قليلة، بانتظار الدعم القادم. وهذ قد ينجح مع الأطفال المراهقين تحديدًا كون أجساهم قد أصبحت قادرة على تحمّل البقاء ساعات معدودات من دون طعام أو شراب..
  9. اجعلهم يقرأون معك الأدعية والأذكار، في الصباح والمساء، فهذا أيضًا يوطد علاقتهم بالخلق العظيم المدبر لحياتهم وشؤونهم.
  10. إن عمل الخير مهما صَغر سيجلب لهم شعورًا عارمًا بالراحة؛ لذلك شجعهم على ذلك، ويجعلهم يشعرون أنهم يشاركون في معركة الصمود والبقاء، ما يعزز لديهم الحس الوطني.

 

 

مواضيع مرتبطة

المدارس البريطانية ستدرب الأطفال على مكافحة الأخبار المزيفة

هذه خطوة بحال طُبقت بنجاح يُفترض بدول العالم الأخرى أن تحجذو حذوها.

خبير روسي يحذّر من تقنيات "التزييف العميق" بأساليب جديدة

حذّر خبير أمن المعلومات الروسي بافل ميزينوف من أساليب جديدة تعتمد تقنيات "التزييف العميق" للاحتيال على الناس.

الأمن العام يحذّر من رسائل مشبوهة تصل إلى اللبنانيين

انتبهوا إلى أي رسالة لا تعرفون مصدرها وتعرض عليكم عملًا أو اقتراحًا لرؤية شيء ما...فهناك فخ ينتظرك..

كلمات مفتاحية

صحة_أطفال