كانت الرسالة ببساطة موجهة باسمي وبعنوان منزلي، لذا فقد حظيتْ باهتمامي. كان مرفَقًا بالرسالة ملف «بي دي إف»، وهو عبارة عن خطاب يخاطبني باسمي، ويذكر مرة أخرى عنوان منزلي، كما تضمَّن صورة للشارع؛ حيث أسكن، من خرائط «غوغل». يقول مرسلو الرسالة إنهم «وضعوا برنامجًا خبيثًا» على موقع إباحيّ، والآن بدأوا التحكم عن بُعد في هاتفي الذكي، بما في ذلك إتاحة القدرة لهم على تشغيل الكاميرا والميكروفون عن بُعد، وأصبح، الآن، لديهم أيضًا إمكان الوصول إلى جميع رسائلي الإلكترونية، مع جهات اتصالاتي، وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بي.
كما قدَّموا لي عنوان «بيتكوين» لإرسال مبلغ 1950 دولارًا لهم، بحلول اليوم التالي، وبعكسه سوف يقومون بإرسال مقطع فيديو سجلوه لي إلى جميع جهات الاتصال خاصتي، وهو مقطعٌ ربما أريده أن يبقى سرّيًا. وكان جزئي المفضل من الرسالة هو الموضع الذي يقولون فيه: «بمجرد أن تدفع، ستنام مثل الأطفال. نحن نفي بوعدنا».
جاءت هذه الرسالة من حساب «جي ميل» باسم امرأة لا أعرفها. تقول الرسالة إنه يجب ألا أفكر في الرد على الرسالة، أو محاولة التفاوض. وبمجرد أن أرسل مبلغ «البيتكوين»، فقد قاموا بإنشاء نظام لحذف جميع البيانات المخترَقة التي لديهم عني تلقائيًا.
إذًا، ما خطوتي التالية؟ يُعد الإبلاغ السلطات عن ذلك أمرًا حكيمًا، لكنه لن يؤدي إلى كثير من النتائج. لقد أبلغت بالفعل عن تلك الرسالة، على موقع «reportfraud.ftc.gov»، وهو الموقع المعنيُّ بالإبلاغ عن محاولات الاحتيال إلى لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية.
أما عنوان البريد الإلكتروني للمرسلين فإنه بالتأكيد غير حقيقي، ولا توجد معلومات تعريفية في الرسالة باستثناء رابط «بيتكوين». هل أنا قلِق؟ كلا. فأنا متأكد تمامًا من أن ذلك المحتال قام بتنزيل اسمي وعنواني من إحدى عمليات خرق البيانات الكثيرة، خلال السنوات القليلة الماضية. لقد قاموا بإعداد عملية آلية لإعداد رسائل إلكترونية تحتوي على الأسماء والعناوين، بل حتى تضمين لقطة لمنظر الشارع من خرائط «غوغل». أتساءل: كم عدد الأشخاص الذين تلقّوا بريدًا إلكترونيًا مُشابهًا، أمس، وأتساءل أيضًا: كم عدد الأشخاص القلقين حقًا، اليوم، ويفكرون في الدفع.
لو كانت لديهم بالفعل صور أو مقاطع فيديو مثيرة للشبهات عني، كانوا سيقومون بإرفاق مثل لذلك في رسالة الابتزاز الخاصة بهم. كل ما لديهم هو اسم وعنوان. أعرف ما يكفي لأدرك أنهم لا يستطيعون الدخول والتحكم في هاتفي والوصول إلى جميع حساباتي، كما قالوا. إن الرسالة التي أريدك أن تدركها من هذا المقال هي تجاهل هذه الرسائل تمامًا. أبلغْ عنهم وامض قدمًا. وأنا مستاء جدًا لأن «غوغل» لم تُفلح في ترشيح الرسالة بوصفها بريدًا عشوائيًا. لقد مرّ أكثر من يوم منذ «الموعد النهائي» الذي حذّروني منه، ولم يتصل بي أحد من معارفي، حتى الآن، ليخبرني بالأشياء الرهيبة التي فعلتها، كما ادعى مرسلو تلك الرسالة.
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
كشفت دراسة جديدة عن أسلوب شائع في كتابة الرسائل النصية قد يؤثر سلبًا على كيفية إدراك الناس لصدق المرسل.
الصورة تساوي ألف كلمة، لكنك لا تحتاج إلى كتابة أي منها من أجل البحث على الإنترنت هذه الأيام،
أصبحت ثقة نحو 3 أرباع المستهلكين (72%) بالشركات أقل مقارنة بالعام 2023
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال