العلم في الصغر كالنقش في الحجر، ولكن العلم لا يتوقف عند تعلم القراءة والكتابة وما يلحق بهما من علوم مختلفة، ولكن العلم يلحق به التربية وربما تسبق التربية العلم بدرجات؛ لأن أساس الإنسان هو الأخلاق. ولذلك فدور الأسرة يكون كبيرًا ومهمًا، وتلقى على الأم مسؤولية كبيرة، خصوصًا لكي تكون المعلمة الأولى للطفل، والتي يتعلم منها الطفل القيم والأخلاق التي تخلق منه إنسانًا محبوبًا ولديه قبول في المجتمع.
يجب على الأم أن تراعي بعض التصرفات التي تقوم بها؛ لأن طفلها يتعلم منها كما يجب أن تعدل بعض تصرفاتها مع طفلها لكي ينشأ على التسامح واحترام الآخرين، مثل عدم المبالغة في عقابه وغيرها من التصرفات التي يجب أن تعرفها الأم. ولذلك يشير المرشد التربوي عارف عبدالله إلى إستراتيجيات لغرس قيم التسامح والاحترام عند الأطفال مبكرًا ومنها تقدير مشاعره وعدم الإفراط في عقابه وتعليمه رقة القلب وغيرها في الآتي:
احترمي مشاعر طفلك وقدريها لأن السلامة العاطفية للطفل.. وطرق الحفاظ عليها من أهم طرق زرع الفضيلة في نفسه، فمثلًا عند احترام مشاعر الطفل واحترامه بشكل عام من حيث التعامل معه يعني أن ينشأ طفلك على قيم احترام من حوله، فحين تسخرين من مشاعر طفلك في حال الحزن أو الغضب فمن الطبيعي أن ينشأ الطفل وهو لا يُقدِّر مشاعر من حوله ولا تستغربي وقتها لو رأيت طفلك يضحك وأنت تبكين أو عند زيارة مريض أو رؤية شخص تعرَّض لحادث، فمن البداية يجب أن يشعر الطفل بأن من حوله يقدرون ما يمر به من مشاعر لكي يُقِّدر مشاعر من حوله.
احرصي على أن تُقدري كل موقف يقوم به طفلك وأن تشعريه بالشكر والامتنان حين يقوم بتصرف جيد، خاصة لو كان هذا التصرف يرتبط بالعائلة فهو في هذه الحالة سوف يشعر بالتقدير، وحين يشعر بالتقدير فسوف يُقدر من حوله ويحترمهم، وعززي لديه في نفس الوقت الشعور بالتماس الأعذار لمن حوله حين تلتمسين له العذر لو أنه لم يرتب سريره في حال مرضه فسوف يبدأ في تقدير ظروف الآخرين ويحترم ما يمرون به.
اختاري العقاب المنساب للطفل، ولا تبالغي فيه لكي لا يرث الطفل حقدًا دفينًا على المجتمع من حوله وينعكس ذلك على تصرفاته، فيصبح طفلًا منتقمًا ومؤذيًا، فيجب أن تختاري العقاب المناسب للذنب أو الخطأ الذي وقع فيه الطفل وتتحدثي معه بهدوء عن الخطأ الذي ارتكبه ولا تعتمدي أسلوب العقاب لمجرد العقاب، بحيث يصبح الطفل مهددًا ومتوقعًا للعقاب والتعنيف في كل لحظة، فشعور الطفل بعدم الأمان يدفعه لأن يؤذي من حوله قولًا أو فعلًا.
راعي أن يكون عقاب طفلك في نفس وقت الخطأ ولا تؤجلي العقاب لكي لا يستهين الطفل بما ارتكبه من أخطاء ويبدأ في الاستهتار بواجباته ويقلل من احترامه لمشاعر من حوله أو خصوصياتهم، وقد يصبح معتديًا ومؤذيًا لهم؛ لأنه يعتقد أن بإمكانه أن يفعل ما يريد وقد يكون ذلك من باب شعوره بالتدليل مثل الطفل الأكبر او الطفل الوحيد، فإذا كان هناك نصائح لتربية طفلك دون تدليل فيجب أن يكون سبب ذلك أن ينشأ الطفل مقدرًا لمشاعر الآخرين ومحترمًا لهم وغير مستهتر بمشاعر من حوله.
كوني قدوةً لطفلك في كل شيء، فلا تتوقعي طفلًا متسامحًا ومحترمًا لمن غيره وأنت تتحلين بصفة الحقد مثلًا ولديك مشاعر القسوة وعدم الترفق، وأنك تتبعين الناس ومن حولك وتبحثين عن عيوبهم ولا تلتمسي لهم الأعذار، فأنت المدرسة الأولى التي يتعلم منها الطفل، ولذلك يجب أن تراعي أن تكوني مدرسة صالحة وأن تكوني قدوة له في كل تصرفاتك وأن تعتمدي على الصدق في تعاملك وأن تبتعدي عن الغيبة والنميمة لأنهما وجهان لعدم احترام الآخرين واستغلال غيابهم للحديث المشين عنهم.
عززي لدى طفلك حب الآخرين واحترامهم منذ صغره واجعليه يُقدر التعامل مع كبار السن ويُثمن دورهم في تربية الأب والأم وأن يحترم كبرهم وضعفهم، وفي نفس الوقت كوني قدوة له في تعاملك مع الأجداد والجدات وحرصك على برهم، ويمكن أن تُعززي لدى طفلك عاطفة حب المسنين عمومًا وتجعليه يزور معك بيت المسنين أو حفلًا لتكريم موظف متقاعد، وهكذا فأنت تمنحين الطفل الفرصة لكي يستشعر دور الكبار وضرورة احترامه.
اهتمي باختيار طفلك للأصدقاء ويجب أن يكون لك دورك في ذلك ولكن ليس بطريقة مباشرة ف علمي طفلك اختيار أصدقائه من بعيد بمعنى ألا تقومي بفرض رأيك على طفلك لأنه يشعر بأن الصديق هو حق من حقوقه ويكون لديه حب الامتلاك وفي نفس الوقت يشعر بالغيرة في حال شاركه أحد في صديقه وقد يبكي ويُصاب بالحزن، ولذلك فأنت يجب أن تكوني حريصةً على أن يختار طفلك الأصدقاء المناسبين له والذين تربوا في بيئة طيبة ويتمتعون بأخلاق حميدة ولديهم قيما ومبادئ وأخلاق، كما يجب أن تُعرفي طفلك إلى طريقة التعامل مع الأصدقاء وتقبل الخسارة بروح طيبة.
اهتمي بأن يتقبل طفلك تصرفات أصحابه ولا تكون لديه روح الانتقام، بل أن يسامح من يخطئ في حقه، لأن الطفل لو وجد من يساعده ويعزز لديه مشاعر الانتقام منذ صغره فسوف ينشأ حقودًا ولن يعرف التسامح والتجاوز طريقًا إلى قلبه، ولذلك فعليك أن تعودي طفلك على أن يسامح وينتحل العذر ويتوقع النوايا الطيبة لكي لا يكون قاسيًا ويتجذر هذا الأسلوب معه في كبره.
عودي طفلك على أن يكون رقيقًا ولينًا في كل تصرف يقوم به، ومن أفضل النماذج التي تعلمه أن يكون طيبًا أن يهتم بإخوته الصغار ويشعر بالمسؤولية نحوهم، حتى لو كان صغيرًا، فاحرصي على عدم تولد مشاعر الغيرة لديه من المولود الجديد، بل حدثيه دومًا أنه كائن ضعيف وبحاجة للرعاية والاهتمام وبأنه بسبب ضعفه فهو لا يذهب إلى الحمام ولا يعرف أن يأكل الطعام، ولذلك فسوف تتولد لديه مشاعر الحب والرقة منذ سن مبكرة.
احرصي أن يكون طفلك رقيقًا ورفيقًا ولينًا وحدثيه عن قصص من سيرة النبي والصحابة عن رفقهم ورقة قلوبهم وتمتلئ السيرة النبوية بالقصص والمواقف التي تدلل على ذلك، وحاولي أن يكون طفلك رقيقًا مع الحيوانات الأليفة منذ صغره ويتعود عليها ولا يؤذيها لأن هناك أطفالًا اعتادوا على ضرب وإيذاء الحيوانات، وحين يكبرون يتحولون لطغاة ومتسلطين، ويبدأ الجميع يخاف منهم ولا يحب التعامل معهم، ولذلك لتعامل طفلك مع القط المنزلي يعكس القيم الطيبة بداخله وحرصك على تعزيزها لديه من مشاعر وأخلاق
نبيلة.سيدتي - ميسون عبد الرحيم
يتعرّض الأطفال في أثناء الحروب للصدمة، وقد لا يكونون متحفّزين للتعلّم، لذلك تدمج المدارس والبرامج التعليمية خدمات الدعم النفسي والاجتماعي
تأثير الأب على الطفل يفوق تأثير الأم بل يصل إلى حد تغيير سلوكهم بشكل ملحوظ
يصعب على كل ولي أمر أن يُقال له: طفلك يسبب الإزعاج.. فماذا يفعل؟
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال