«قناة طه» للأطفال مستهدفة «إسرائيليًا» قتلًا لروح الفرح والصمود

«قناة طه» للأطفال مستهدفة «إسرائيليًا» قتلًا لروح الفرح والصمود

"قناة طه للأطفال" تصرّ على تقديم برامجها التي تهدف إلى إدخال البهجة على قلوب الأطفال المتأثرين بالحرب

 

خاص موقع أمان الأطفال/ د. زينب الطحان

الأطفال هم العنصر الأضعف في أي حرب تحدث في العالم؛ حيث يسعى الأهالي والنافذون في المجتمع والهيئات الاجتماعية والإنسانية إلى تخفيف عبء الضغط النفسي والخوف جراء ما يعيشه الأطفال من ظروف صعبة، سواء بسبب النزوح القسري أم البقاء مضطرين تحت خط النار.

لذلك؛ لطالما كانت الوسائل الإعلاميّة العاملة في مجال الأطفال ملاذًا مهمًا وعونًا رئيسًا لهؤلاء الأطفال؛ حيث يسعى القائمون عليها والعاملون فيها إلى بثّ روح الفرح والطمأنينة، ولو متقطعة أو مؤقتة، من حين إلى آخر، كي تبعد عنهم قدر المستطاع التداعيات النفسية للأفعال الحرب والدمار والقتل ومشاهد الدم، وخصوصًا دم أقرانهم من الأطفال.

على ما يبدو أنّ العدو الصهيوني يريد قتل هذا العامل المساند حتى لا يُبقي على أي قدرة للصمود في مجتمعنا، حين يستهدف مبنى "قناة طه للأطفال" بالتدمير الهمجي، متعمدًا قتل هذا الصمود بين أطفالنا الذين يفاجئون العالم بصمودهم ووعيهم المميز حيال ما يجري معهم وحولهم. فهم يدركون أنّ "إسرائيل" عدو همجي هدفه القتل لأجل القتل والسيطرة والتحكّم ببلدهم ومصيرهم عندما يكبرون، وهذا ما يرفضونه رفضًا تامًا.. لذلك نسمع منهم، عبر شاشات التلفزة، رسائل التحية والاعتزاز إلى رجال المقاومة، يرسلون لهم حبّهم ودعواتهم، وأنهم باقون في أرضهم ما دام يوجد مقاوم واحد يدافع عنها..

تتميّز "قناة طه" عن غيرها من الكثير من قنوات الترفيه للأطفال برسالة مائزة، تحمل معها قيمًا عقدية وإيديولوجية إسلامية؛ لذلك هي تعدّ من أقوى الوسائل المؤثرة في التنشئة الاجتماعية الإسلامية، وتتميز بأهمية خاصة في حياة الطفل؛ لأنه قادر على تلقي الترفيه والتثقيف في وقت واحد. إذ تتميز برامج "قناة طه" التلفزيونية بتأثيرها الكبير في تشكيل الطفل اللبناني تحديدًا وتكوين اتجاهاته وميوله ونظرته إلى الحياة، فمرحلة الطفولة المبكرة هي مرحلة حيوية لتكوين السمات الشخصية للطفل.

إذا إنّ للتلفاز دور مهم في تنمية شخصية الطفل عمومًا؛ من هنا يأتي دور هذه القناة في تصقيل هذه الشخصية، ولكن تصقيلًا خاصًا بمجتمع مقاوم يتصدى منذ عقود طويلة لاحتلال وحشي اسمه "إسرائيل" .. وعلى ما يبدو هذا ما أرداه عدونا الصهيوني من استهدافه من تدمير مبنى القناة محاربًا الجهود المبذولة لتربية هذا النشء من الأجيال المقاومة، والتي تزداد شراسة في مقاومتها إياه جيلًأ بعد جيل.

في تصعيد إجرامي جديد، شاهد اللبنانيون والعالم كيف استهدفت الطائرات الحربية "الإسرائيلية"، فجر يوم أمس الخميس، مبنى سكنيًا يضمّ مكاتب قناة طه للأطفال، إلى جانب دور حضانة للأطفال والرضّع، وأماكن آمنة كانت تمثل للعديد من الأطفال آخر متنفس لهم في ظل الحرب الدائرة.

 

 

الهجوم طال، أيضًا، قاعة سينما صغيرة ومتاجر تبيع حاجيات الأطفال، ما أسفر عن تدمير جزء كبير من هذه الأماكن التي كانت توفر بعض الأمل في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الأطفال في مناطق النزوح.

هذا الهجوم جاء في وقت حساس، حيث كانت "قناة طه للأطفال" قد أصرّت على تقديم برامجها التي تهدف إلى إدخال البهجة على قلوب الأطفال المتأثرين بالحرب، وتوفير مساحة أمان لهم عبر شاشتها. ومع الهجوم، يواجه الأطفال في المنطقة تحديات جديدة في توفير أبسط حقوقهم الإنسانية، حيث تمثل هذه الهجمات انتهاكًا صارخًا لاتفاقيات حقوق الطفل التي تنص على حماية الأطفال في أوقات النزاع.

العدوان الذي تعرضت له "قناة طه للأطفال" يضاف إلى سلسلة من الهجمات "الإسرائيلية" المتواصلة على المنشآت المدنية، ويعكس الاستهداف المتعمد للبنية التحتية الخاصة بالأطفال. فاستهداف دور الحضانة والمراكز التعليمية للأطفال في ظل هذه الظروف لا يعكس سوى التدمير الشامل لمفهوم الحماية الدولية للأطفال في مناطق النزاع.

في ردّ فعلها على الهجوم، أكدت "قناة طه" استمرارها في أداء رسالتها الإنسانية، مهما كانت التحديات. وذكرت القناة في بيان أنها لن تتوقف عن تقديم المحتوى الذي يبعث الفرح في قلوب الأطفال، مهما كان حجم العدوان أو الهجمات التي تستهدف مكاتبها وبرامجها.

في ظل العدوان الإسرائيلي، تؤكد القناة للجماهير الأطفال وأسرهم أن الحرب لن تقتل آمالهم في الحياة الطبيعية. ومع استهداف أطفال فلسطين ولبنان بكل أساليب القمع، تبقى "قناة طه للأطفال" الصوت الذي يذكّر العالم بحقوق الأطفال بالعيش بسلام وأمان.

 

 

 

مواضيع مرتبطة

كيف نستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية بشكل آمن حاليًا؟

يعمد العدو إلى وسائل تكنولوجية متطورة لاختراق أجهزتنا الذكية وصفحاتنا الاجتماعية ليترصّد أي معلومة قد تفيده

كيف نستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية بشكل آمن حاليًا؟

يعمد العدو إلى وسائل تكنولوجية متطورة لاختراق أجهزتنا الذكية وصفحاتنا الاجتماعية ليترصّد أي معلومة قد تفيده

لماذا تأخر العالم العربي في بناء منصات التواصل الاجتماعي؟

لماذا نترك المنصّات العالمية لمواقع التواصل لاجتماعي تتحكّم بمنشوراتنا..ألا يمكننا في العالم العربي صنع منصاتنا الخاصة؟