أمن المعلومات في الحروب الحديثة والتصدي للهجمات السيبرانية والحرب النفسية

أمن المعلومات في الحروب الحديثة والتصدي للهجمات السيبرانية والحرب النفسية

في ظل الحروب الحديثة التي لا تقتصر على الميدان العسكري التقليدي فقط، أصبح أمن المعلومات ضرورة ملحة لحماية المجتمعات. إذ إنّ الحرب لم تعد صراعًا على الأرض وحسب، بل أصبحت تشتمل على ساحات أخرى، منها الساحة السيبرانية (الفضاء الإلكتروني)، حيث تتلاقى التكنولوجيا والمعلومات لتشكيل جزء لا يتجزأ من أي صراع. 


في هذا الصدد؛ تأتي أهمية أمن المعلومات في زمن الحرب، وكيف تطورت الحروب لتشمل العمليات السيبرانية والهجينة، بالإضافة إلى الدور الذي تؤديه المعلومات المفبركة في الحرب النفسية، والخطوات التي يجب على الأفراد اتخاذها لحماية أنفسهم ومجتمعهم من هذه المخاطر.

لم تعد الحروب تعتمد فقط على الجنود والدبابات والمدافع؛ لقد تطورت لتشمل ساحات جديدة من الصراع السيبراني والهجين. الحرب السيبرانية تُعرَّف بأنها استخدام الهجمات الإلكترونية لتعطيل أو تدمير أنظمة الحاسوب والاتصالات الخاصة بالعدو، ما يؤثر على البنية التحتية الحيوية ويخلق حالًا من الفوضى. الحرب الهجينة تمزج بين الحرب التقليدية والتقنيات غير التقليدية مثل الهجمات السيبرانية والإعلام المضلل والعمليات النفسية، ما يجعل من الصعب تحديد من هو العدو وأين تكون الجبهة.

العمليات السيبرانية أصبحت عنصرًا أساسيًا في الحروب الحديثة، حيث تقوم الجهات الفاعلة بمحاولات اختراق الأنظمة والشبكات الحاسوبية وسرقة البيانات، أو حتى شل حركة المؤسسات الحكومية والخاصة. في ظل ذلك، أصبح أمن المعلومات مطلبًا أساسيًا للدول والأفراد، على حد سواء.
 
أحد أخطر الجوانب في الحروب السيبرانية هو استخدام المعلومات المفبركة جزءًا من الحرب النفسية. العدو لا يسعى فقط للانتصار على الأرض، بل يسعى أيضًا لتحطيم معنويات المجتمع من خلال نشر أخبار مزيفة. هذه الأخبار تُفبرك، بشكل متقن، لتبدو حقيقية، وتنشرها وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، ما يؤدي إلى نشر الشائعات وإثارة الخوف والذعر وتقويض الثقة في المؤسسات الرسمية.

المصادر غير الدقيقة للأخبار هي سلاح قوي في يد العدو، حيث يمكن من خلالها التأثير على المعنويات وخلق حالٍ من عدم الاستقرار الداخلي. لذلك؛ يجب على الجمهور توخي الحذر في الحصول على الأخبار من مصادر موثوقة والتحقق من صحتها قبل مشاركتها.

هذا؛ وترافق الحروب التقليدية مجموعة من العمليات المعلوماتية التي تستهدف شبكات الاتصالات والإنترنت. ويستخدم العدو الهجمات السيبرانية لاختراق الأنظمة وجمع المعلومات الحساسة، ما يمكّنهم من التجسس على القيادات العسكرية والمدنية وحتى الأفراد. هنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي والحوسبة الفائقة، حيث يستخدمان لجمع وتحليل كميات هائلة من البيانات المتاحة عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والمصادر المفتوحة الأخرى. من خلال هذه الأدوات المتقدمة، يمكن للعدو تحليل المعلومات واستخلاص الاستنتاجات الدقيقة حول نوايا وتحركات الخصم. وقد تطورت قدرات الذكاء الاصطناعي لتصبح أكثر فاعلية في ربط البيانات ومعالجتها، ما يجعل من الصعب إخفاء المعلومات أو التلاعب بها في ظل هذه التكنولوجيا المتقدمة.

 

من أجل حماية المجتمع من المخاطر السيبرانية في زمن الحرب، هناك بعض التوجيهات التي يجب اتباعها لتجنب الإسهام في الكشف المعلوماتي ولحماية الخصوصية والمعنويات:

1.    تحري المصادر الموثوقة للأخبار بعدم الاعتماد على أي خبر قبل التحقق من مصدره واستخدام القنوات الإعلامية الرسمية أو المصادر ذات المصداقية.

2.    الحذر من المعلومات التي تشاركونها؛ إذ يجب تجنب نشر معلومات قد يستخدمها العدو للتجسس أو التحليل، وكذلك عدم الإفصاح عن المواقع أو التحركات العسكرية أو المعلومات الشخصية الحساسة.

3.    التوعية بمخاطر الحرب النفسية؛ إذ ينبغي تعليم أطفالكم وأفراد أسرتكم كيفية التحقق من صحة الأخبار وتجنب الأخبار المفبركة التي تستهدف تحطيم المعنويات.

4.    حماية البيانات الشخصية بالتأكد من وجود برامج حماية قوية على أجهزتكم الإلكترونية، وتحديث كلمات المرور بشكل دوري وعدم وضع أي معلومات حساسة على أي وساط متصلة بالإنترتت.

5.    الامتناع عن نشر الشائعات؛ فلا ينبغي أن تشاركوا في نشر الشائعات أو تداول الأخبار المضللة، حيث يُمكن أن تسهم في زعزعة استقرار المجتمع.


أخيرًا، في ظل التطور التكنولوجي المستمر، يجب على كل فرد أن يكون واعيًا ومدركًا لأهمية أمن المعلومات وحماية الخصوصية، خاصة في أوقات الحرب.

 

 

المصدر: موقع العهد الإخباري

 

مواضيع مرتبطة

دراسة جديدة: نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية تفتقر لفهم حقيقي للعالم

بحسب الدراسة أظهرت نماذج الذكاء الاصطناعي أنها لا تتعلم بالفعل الحقائق الكامنة عن العالم

خيبة أمل من أداة "مايكروسوفت" للذكاء الاصطناعي

أطلقت شركة "مايكروسوفت" الأمريكية أول تحديث لأداتها العاملة بتقنية الذكاء الاصطناعي "Copilot"