الكاتب القصصي أنور موسى: الأدب الرقمي لا ينبغي أن يلغي القصة الورقية

الكاتب القصصي أنور موسى: الأدب الرقمي لا ينبغي أن يلغي القصة الورقية

أدب الأطفال بمنزلة فيتامين الطفولة وقيمها وتربيتها وتنشئتها وتهذيبها، من هذا المنطلق، تتوقف عليه مسؤولية كبيرة في ترسيخ القيم

أجرت اللقاء ياسمين الطحان/ خاص "موقع أمان الأطفال"

الأستاذ الجامعي أ.د. أنور الموسى، وجه قلمه مؤخرًا إلى الطفولة بعدما وجد أنها سبيل لتحرير أوطاننا من الاحتلال والفساد. وجد في أدب الأطفال سحرا وكنزا لا بد من استثماره. ألّف كتابه الموسوعي أدب الأطفال فن المستقبل، ثم أعدّ أبحاثًا ترتبط بوظائف أدب الأطفال في مواجهة "إسرائيل"... ومن مجموعاته القصصية "أحلام طفلة لاجئة" و"قصص أنور وجده الضرير"، حيث يركز على القيم والتربية ومناهضة التطبيع والعنصرية والتمر بحق اللاجئ وتعريف الطفل القرى الفلسطينية وعلاقتها بلبنان وقراه وقيمه ..

في هذا الصدد؛ أجرى معه "موقع أمان الأطفال" هذا اللقاء الشيق:

  • كيف يعكس أدب الأطفال القيم الثقافية والاجتماعية؟

أدب الأطفال بمنزلة فيتامين الطفولة وقيمها وتربيتها وتنشئتها وتهذيبها، من هذا المنطلق، تتوقف عليه مسؤولية كبيرة في ترسيخ القيم وزرعها وبلورتها، ولا سيما إن توجهنا إلى الطفل بنصوص تراعي إدراكه وخياله ومراحله العمرية بقوالب تثير وجدانه وميوله واهتمامه... وفي رأيي، لا يوجد نص موجّه للأطفال من دون قيم، ولكن تأتي مهارة الكاتب في ترسخ تلك القيم والتركيز على ما تتطلّبه مجتمعاتنا وقيمنا وظروفنا... مثل قيم المحبة والتسامح والإخاء ونبذ التعصب والانفتاح ورفض الضيم... وفي المقابل، على أديب الأطفال أن يحسن مواجهة القيم المستوردة التي لفظت في الغرب، وهذا يتطلّب منه حنكة في التعامل مع النصوص والقوالب والأجناس.

  • ما هي التحديات التي تواجه أدب الأطفال العربي في ظل التغيرات الثقافية والتكنولوجية؟

هناك تحديات جمّة تواجه أدب الطفل العربي؛ منها التحدي التكنولوجي والقيم المستوردة من الغرب، مثل المثلية الجنسية وغيرها، فمجتمعاتنا- مع الأسف- مستوردة حتى الورق، فضلًا عن تغلغل الفساد في الأروقة الثقافية والحكومية والوزارات في التعاطي مع الأدباء، وغياب الحوافز وصعوبة النشر... فلا توجد إجمالاً جهات داعمة رسمية تنشر أدب الطفل الجاد. أضف إلى ذلك أنّ أدب الطفل يمكن نشره عبر قوالب تكنولوجية حديثة تحتاج إلى دعم، والمؤسف عدم توافره بشكل جلّي، فيضطر أديب الطفل إلى النشر على نفقته إجمالاً إن استطاع إلى ذلك سبيلا.

  • ما هو تأثير أدب الأطفال المترجم على الأطفال في المجتمع العربي؟

أدب الطفل المترجم يظهر، أيضًا، عدم اهتمام مجتمعاتنا بهذا الكنز المتمثل بأدب الأطفال... ومع ذلك، هناك نصوص مميزة في أدب الطفل المترجم أفاد منها روّاد أدب الطفل عربيًا ومحليًا... مثل كامل الكيلاني مثلا، وهي تعكس القيم الحضارية والتربوية... وحاليّا؛ هناك نصوص مترجمة لها غايات مريبة، مثل التمرد على حضن الأسرة وتبني الشذوذ والتطبيع... وهذه بالذات ينبغي مواجهتها عبر أدب طفل مواجهة مقاوم.. وأعود وأكرر؛ نحن شعوب لا نهتم بالتربية والطفل كما يجب.

  • كيف يمكن للإعلام الرقمي أن يدعم انتشار أدب الأطفال العربي؟

الإعلام عامة يمكنه دعم انتشار أدب الطفل العربي وتشجيع أدبائه وإبداعاتهم... فالطفل يجلس مع هاتفه الذكي؛ مثلاً أكثر من جلوسه مع أهله... فلنستثمر ذلك في الوصول إلى الطفل عبر نشر أدبه... للأسف نحن منشغلون بخلافاتنا... والاستعمار يتربص بنا من كل صوب، مستغلاً نقاط ضعفنا وتشرذمنا...

  • ما دور المناهج الدراسية في تعزيز أدب الأطفال ؟

للمناهج دور مهم في تعزيز هذا الكنز الثمين، لكن - مع الأسف- لا تستثمر كما يجب كنوز أدب الأطفال في المناهج... فتدرّس أحيانا نصوصًا تنفر التلميذ من لغته... فعلى القيمين على التربية اختيار نصوص تسحر الطفل وخياله حتى تترسخ عنده المفاهيم ويكون مبدعًا..

  • كيف يمكن لدور النشر العربية دعم تطوير أدب الأطفال العربي؟

تدعم دور النشر أدب الطفل من خلال تشجيع الكتاب ماديًا ومعنويًا، والجوائز الموجهة لمبدعي أدب الطفل، وندوات مع كتّاب الطفولة، ودورات الكتابة للأطفال والمعارض...

  • كيف نعزز حضور أدب الأطفال في العالم العربي ؟

نعززه من خلال وضع الرجل المناسب في المنصب المناسب في التربية، وتشجيع المبدعين والكتّاب، وإدراج مادة أدب الأطفال مادة إلزامية في كل المراحل، وتشجيع الطفل نفسه على الكتابة بكل المراحل، فالطفل يستأهل كل الرعاية... فلم لا تفتح جامعاتنا أقساما بعنوان: قسم أدب الأطفال؟

  • كيف يؤثر أدب الأطفال على شخصية الطفل وطريقة تفكيره؟

كما قلت؛ إنّ أدب الطفل في حال استثمر، يسهم في خلق طفل مبدع محرر عالم واثق بنفسه ووطنه... فأدب الطفل في مجاله المتعلق بالخيال العلمي مثلاً، قد ينتج أطفالاً علماء ضد في المستقبل... فالخيال العلمي تحول إلى واقع...وخيال الطفل خلاق يعد بذرة إبداع مستقبلي، وإبداع علماء في كل الشؤون...

  • ما هي المعايير التي يجب أن يلتزم بها الكاتب لتقديم قصة مؤثرة للأطفال؟

من المعايير المرتبطة بالقصة الموجهة للطفل، مراعاة لغة الطفل وخياله ومراحله العمرية والفروقات الفردية بين الأطفال ومراعاة الذكاء المتعدد عند الاطفال والتشويق والصور والألوان وحجم النص وجمله... طبعا السؤال كبير؛ لأن لكن مرحلة عمرية شروطها في جوانب جمة.

  • عنوان مجموعتك القصصية الجديدة مثير للاهتمام، كيف جمعت بين الأدب الرقمي والتقليدي؟

تقصدين كتاب "النت وخكاية الجدة"؛ أرى أن الأدب الرقمي لا ينبغي أن يلغي القصة الورقية مثلاً... فهناك تكامل. والمؤسف حقًا؛ أن تعلّق الطفل بالهاتف الذكي أو غيره جعله يبتعد من دفء قصص الجدة... وهنا على المعنيين تحويل قصص الجدة إلى العالم الرقمي لمواكبة الطفل... وعلى الأهل إعادة الطفل إلى حضن الجدة وقصصها الباهرة... وهذه إشكالية كبرى.

  • هل يلقى أدب الطفل المواجه للصهيونية عناية دور النشر؟

مع الأسف لا، فدور النشر العربية أجمالاً تبغي الربح، ولا تولي هذه الزاوية عناية، وهذا ما واجهته عند نشر مجموعتي القصصيتين "أحلام طفلة لاجئة" و"قصص أنور وجده الضرير".. في حين يلقى أدب الطفل العبري عناية خاصة من مؤسسات الكيان المغتصب، حيث تزرع في عقول أطفال الصهاينة بذور الكراهية والحقد والتعصب ضد أطفالنا والعرب.

مواضيع مرتبطة

المغرب: مسابقة «النص المسرحي الموجه للطفل»

ينظم «مسرح الأفق» في مدينة تارودانت في المغرب مسابقة وطنية لجائزة النص المسرحي الموجه للطفل

Win or Lose: حذف قصة عن التحوّل الجنسي

يُطلق العمل على «ديزني بلاس» في 19 شباط 2025

"نيابوليس لمسرح الطفل".. أكثر من 50 عرضًا

تتضمّن دورة العام الجاري نحو خمسين عرضًا من تونس ومن أربعة عشر بلدًا عربيًا وأجنبيًا في فنون مسرح القصة ومسرح العرائس

كلمات مفتاحية

قصص