من كان ليتخيل أن شركة صينية اشتهرت بالهواتف والساعات الذكية، ستدخل عالم السيارات الكهربائية بكل قوة؟

شهد العام 2024 تحولات كبيرة في عالم التكنولوجيا، وتصدرت عدة أحداث العناوين وأثرت بشكل جذري في مختلف الصناعات. من دخول شركات جديدة إلى أسواق تقليدية إلى إنجازات تقنية بارزة، إليكم أبرز المحطات التي ميّزت هذا العام:

«شاومي» تقتحم سوق السيارات الكهربائية

من كان ليتخيل أن شركة صينية اشتهرت بالهواتف والساعات الذكية، ستدخل عالم السيارات الكهربائية بكل قوة؟ هذا ما حققته «شاومي» عندما أطلقت سيارة SU7، التي ليست مجرد مركبة كهربائية، بل تجمع بين رؤية الصين المستقبلية للطاقة والتنقل. بتصميمها الأنيق وتقنيات القيادة الذاتية المتطورة، أعادت SU7 تعريف مفهوم السيارات الذكية.

لم تكتفِ «شاومي» فقط بالتصميم والبرمجيات، بل أعلنت عن خططها لاستخدام تقنيات تصنيع مبتكرة مثل الصبّ الموحّد لزيادة كفاءة الإنتاج (بدلًا من تلحيم أجزاء السيارة، يُصبّ المعدن في قوالب). الطموح هنا ليس صغيرًا، فالشركة تسعى إلى أن تصبح واحدة من أكبر خمس شركات سيارات عالميًا، ما يضعها في منافسة مباشرة مع عمالقة الصناعة التقليديين.

عودة السيارات الهيدروجينية إلى الواجهة

شهد معرض CES 2024 في لاس فيغاس، نيفادا، عودة قوية للسيارات الهيدروجينية، مع عروض مميزة من شركات مثل «هونداي» و«نيكولا». توفر هذه السيارات مزايا واضحة مقارنة بنظيراتها الكهربائية، مثل سرعة التزوّد بالوقود ومدى قيادة أطول، ما يجعلها خيارًا مثاليًا للنقل التجاري والمسافات الطويلة. ومع ذلك، لا يزال ضعف البنية التحتية لمحطات التزود بالهيدروجين يشكل عقبة رئيسية أمام الانتشار الواسع لهذه التقنية.

قيود أميركية تضرب صناعة الشرائح الإلكترونية

تصاعدت حدة المنافسة بين الولايات المتحدة والصين في عام 2024، وكان قطاع الشرائح الإلكترونية إحدى ساحات الصراع الرئيسية. قررت شركة TSMC التايوانية، وهي واحدة من أكبر الشركات المصنّعة للرقائق وأهمها في العالم، الامتثال للقيود الأميركية الجديدة التي تمنع تصدير الشرائح الفائقة التطور إلى الصين.

طبعًا، لم تمر هذه الخطوة من دون تأثير، إذ أحدثت اضطرابًا كبيرًا في سلسلة التوريد العالمية، ودفعت الصين إلى الرد عليها عبر منع تصدير المعادن النادرة التي تدخل في صناعة الرقائق إلى الولايات المتحدة.

«إكس بوكس» تتبنى الألعاب المتعددة المنصات

في عالم ألعاب الفيديو، تحتكر الشركات التي تنتج المنصات مثل شركة «سوني» وغيرها أبرز الألعاب، ما يمنع مستخدمي المنصات الأخرى من تجربة ألعاب شهيرة. لكن هذا الأمر قد يتغير كليًا بعدما قررت «إكس بوكس» تغيير القواعد. إذ أعلنت الشركة عن إستراتيجية جديدة تتمثل في إتاحة ألعابها الحصرية على منصات أخرى مثل «بلاي ستايشن» و«نينتندو سويتش». والآن لم تعد الألعاب الشهيرة مثل Hi-Fi Rush وSea of Thieves حكرًا على مستخدمي «إكس بوكس» فقط. ومن المتوقع أن تشهد الصناعة تقبلًا أكبر لهذا التوجه في العام المقبل.

نظارات «ميتا» المدعومة بالـ AI

كشفت شركة «ميتا» عن أحدث نظاراتها الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي تجمع بين تقنيات الواقع المعزز وميزات مثل الترجمة الفورية والمساعدة في التنقل. تهدف هذه النظارات إلى تعزيز التفاعل بين المستخدم والبيئة المحيطة، ما يمثل نقلة نوعية في عالم الأجهزة القابلة للارتداء. ومن المتوقع أن تحدث هذه التقنية تحولًا كبيرًا في كيفية وصول الأفراد إلى المعلومات أثناء التنقل، كما تمثل نقلة نوعية في صناعة الأجهزة القابلة للارتداء.

يمكننا أن نتخيل أننا نمشي في شارع لا نعرفه، وتترجم النظارات اللافتات فورًا أو تقودنا إلى وجهتنا من دون أن نضطر إلى إلقاء نظرة على هاتفنا، ما يسهّل الحياة اليومية ويعزّز اندماجنا مع التكنولوجيا.

صعود الذكاء الاصطناعي متعدد الوسائط

أثبت الذكاء الاصطناعي المتعدد الوسائط في عام 2024 أنه أحد أبرز التطورات التكنولوجية التي غيّرت المشهد الرقمي بشكل جذري. أصبح من الممكن دمج النصوص والصور والصوت والفيديو في أنظمة موحدة تعمل بتكامل. هذا التقدم سمح بتطوير نماذج AI أكثر قدرة على فهم السياقات المعقدة وتقديم تجربة أكثر تفاعلية وشخصية للمستخدم. على سبيل المثال، تمكنت أنظمة مثل «تشات جي بي تي» من تطوير محادثات متعددة الوسائط يمكنها فهم النصوص، توليد الصور، والاستجابة للأوامر الصوتية والفيديو، ما يجعل التفاعل مع التكنولوجيا أقرب إلى التفاعل مع البشر.

لم تقتصر هذه التحسينات على التفاعل البسيط، بل ساعدت في تطوير منصات متقدمة تُستخدم في مجالات متنوعة مثل التعليم، الرعاية الصحية، التسويق، والإعلام. في مجال التعليم، على سبيل المثال، أصبحت الأنظمة الذكية مثل «دولينغو» تقدم دروسًا تفاعلية تجمع بين النصوص والصور والفيديو لتمكين الطلاب من تعلم اللغات بطريقة مرنة وشاملة. أما في الرعاية الصحية، فقد ظهرت منصات تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل الصور الطبية، والتفاعل مع المرضى، ما يسهم في التشخيص المبكر.

تفكيك «غوغل»

أعلنت وزارة العدل الأميركية عن خطط لإجبار «غوغل» على بيع متصفحها الشهير «كروم» كجزء من جهودها للحد من احتكار الشركة لسوق البحث على الإنترنت. كما دعت الوزارة إلى فرض تدابير جديدة تتعلق بالذكاء الاصطناعي ونظام التشغيل «أندرويد». إذا تحققت هذه الخطوة، فستكون لها تداعيات كبيرة على المشهد التكنولوجي العالمي.

بتكوين تتجاوز حاجز الـ 100 ألف دولار

حققت العملة المشفرة الأشهر على الإطلاق، بتكوين، إنجازًا تاريخيًا في عام 2024، إذ تجاوزت قيمتها للمرة الأولى حاجز الـ 100 ألف دولار. يمثل هذا الإنجاز تحولًا كبيرًا في مسيرة العملة المشفرة التي بدأت قبل أكثر من 15 عامًا، ويعزّز مكانتها كأصل مالي مهم.