ثمة نظريات علمية عن أصل الإنسان، يمكن تقسيمها إلى ثلاثة، هي الدينية والفلسفية والعلمية، والأخيرة تشمل نظرية داروين للتطور للعالم البريطاني تشارلز داروين، وتشهد روسيا منذ سبتمبر/أيلول الماضي، جدالًا على خلفية اقتراح معاون رئيس الحكومة، مسلم خوتشييف، استبعاد نظرية التطور من الكتب المدرسية.
تقدم خوتشييف الذي كان رئيسا لوزراء جمهورية الشيشان، بهذا المقترح إلى وزير التعليم الروسي، سيرغي كرافتسوف، معتبرًا أن نظرية داروين "خاطئة"، وتسهم في "الانحلال الروحي للأطفال"، وأن جميع الأديان أقرت بأنها "تتعارض مع التربية الدينية". وفي حين حظيت دعوة خوتشييف بدعم من بعض الشخصيات الدينية، بما فيها المسيحية، ثمة انتقادات وجهها علماء، ورموز في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، من بينهم بطريرك عموم روسيا كيريل، والذي اعتبر أن نظرية داروين "لا تتعارض مع الأمر الإلهي، بل تدل على قدرة الإنسان على التطور"، مستشهدًا بأن داروين نفسه كان مؤمنًا.
يقول كبير الباحثين في معهد أوروبا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، عالم الأديان رومان لونكين، إن الجدل الدائر حول نظرية داروين أيديولوجي أكثر منه دينيًا، إذ روج لها البلاشفة بقيادة زعيم ثورتهم، فلاديمير لينين، دليلا على عدم وجود الله، رغم أن هذا التفسير لا يعكس الواقع.
يضيف لونكين : "تثير نظرية داروين اهتمام المؤمنين وغير المؤمنين بما هي أيديولوجيا، لا نظرية علمية. يرى الماركسيون وأنصار لينين في النظرية علامة على تطور البشرية، ودليلا على عدم وجود إله. لكن القرن الماضي شهد ظهور العديد من تفسيرات النظرية، والتي لا تستبعد إمكانية تدخل قوة إلهية، ومن ذلك وصف الفيلسوف وعالم اللاهوت، الأب تيار لو شاردين، التطور بأنه تدخل إلهي مباشر في الخلق. الانتقادات الموجهة إلى النظرية تبدو جزءا من سعي الكنيسة لفرض حقها في المشاركة في تكوين الأجيال بالمدارس والجامعات".
من جهته، يستبعد الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية، المستشرق كيريل سيميونوف، احتمالية شطب نظرية داروين من المناهج المدرسية في أية أقاليم روسية، قائلًا": "قناعتي أنه لن يتم حظر تدريس نظرية داروين بالمدارس، بل سيتم الإبقاء عليها، مع إمكانية الإشارة إلى وجود وجهات نظر مختلفة. ممثلو مختلف الأديان لا يملكون موقفًا موحدًا حيال النظرية، وثمة من لا ينكرها، والبعض يرونها تندرج ضمن منظومة الخلق الإلهي".
في مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أصدرت لجنة أكاديمية العلوم الروسية لمكافحة العلم الزائف، بيانًا حذرت فيه من أن التخلي عن تدريس نظرية التطور في المدارس سيفاقم الجهل العلمي، بينما لا يزيد "الانحلال الروحي" من جراء تدريسها عن دراسة الجدول الدوري للعناصر الكيميائية (جدول مندليف)، أو أساسيات الديناميكا الحرارية، أو طبيعة المنظومة الشمسية.
كما أكد أعضاء لجنة أكاديمية العلوم أن قضية أصل الإنسان ليست حاليًا موضعًا للجدل بين الخبراء والمتخصصين من علماء الأحياء والأنثروبولوجيا والحفريات. وأضاف البيان الذي أوردته قناة "أر تي في آي"، أن "نظرية داروين حول آليات ظهور التنوع البيولوجي هي جزء لا يتجزأ من نظرية التطور الحديثة، وتؤكدها المتابعة بواسطة اختبارات، وتتوافق مع البيانات من المجالات ذات الصلة. التخلي عن تدريس نظرية التطور الأساسية لكافة علوم الأحياء هو الذي سيفاقم الجهل العلمي".
من جهته، يرى المتحدث باسم بطريركية موسكو، فلاديمير ليغويدا، أن المقاربات العلمية والدينية يجب ألا تصطدم بالضرورة ببعضها. وقال في حديث لإذاعة فيرا "الإيمان"، إن "المسألة لا تتعلق بنظرية داروين للتطور في حد ذاتها، بقدر ما تتعلق بالمقاربات حيال التعليم. يتم إطلاع الطفل في المدارس العامة على أصل الإنسان من دون عمق فلسفي، وفي مدارس الأحد (الكنسية) تصل إليه وجهة نظر معاكسة من دون مراعاة ما نطلق عليه تسمية الصورة العلمية للعالم، ما يجعل الطفل يواجه تنافرًا معرفيًا. لا نعلم ما الذي سيختاره الطفل، وما الذي سيضحك عليه، وما الذي سيتعامل معه بجدية. المسيحية تعتبر أن العلم الحديث خرج من رحم التقليد المسيحي".
وضع تشارلز داروين أسس نظريته في عام 1859، وفق فرضية مفادها أن الانتقاء الطبيعي هو العامل الرئيسي للتطور. وفي عام 1871، خرج داروين بنتيجة مفادها أن الإنسان كان له سلف من سلالة القرود، مستشهدًا في ذلك بعدد من الصفات المشتركة بين البني آدم والرئيسيات التي تضم القرود.بينما يرى المتحدث باسم بطريركية موسكو، أن النهج "البدائي" لتلخيص نظرية داروين في أن الإنسان أصله قرد، لا يمكن اعتباره نظرية علمية.
يجب على الآباء محاولة فهم شخصية أطفالهم ومساعدتهم في فهم شخصيتهم وقبولها.
عند مواجهة الكذب، تجنب الغضب أو الاتهام المباشر، حيث قد يؤدي ذلك إلى دفع الطفل لمزيد من الكذب.
يحقق أسلوب "إيكوجي" توازنًا بين استقلالية الطفل، والتربية الإيجابية، وكذلك وحدة الأسرة.
2025 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال