أحدثت شركة DeepSeek الصينية الناشئة هزة كبيرة في عالم الذكاء الاصطناعي، ما أدى إلى اضطرابات في أسواق الأسهم العالمية وأثار مخاوف بين عمالقة التكنولوجيا في وادي السيليكون.
أسست DeepSeek في يوليو 2023 على يد ليانغ وينفنغ، خريج جامعة Zhejiang، بدعم رئيسي من High-Flyer، وهو صندوق تحوط صيني يمتلك أصولا تقدر بـ 8 مليارات دولار يستخدم استراتيجيات استثمار تعتمد على الرياضيات والذكاء الاصطناعي. وعلى الرغم من القيود الأمريكية المفروضة على تصدير وحدات معالجة الرسومات (GPUs)، تمكنت الشركة من تأمين كميات كبيرة من وحدات Nvidia A100، ما ساعدها في بناء بنية تحتية قوية لنماذجها الذكية.
تسعى DeepSeek إلى تطوير الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، وتتبنى نموذجا غير تجاري على غرار OpenAI في بداياتها. وبفضل استراتيجيتها القائمة على جعل تقنياتها مفتوحة المصدر، استطاعت تحقيق قفزات نوعية في تطوير نماذجها، ما منحها قاعدة مستخدمين واسعة، وخاصة بين المطورين والباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي.
مؤخرا، أطلقت الشركة نموذجها الذكي DeepSeek-V3، الذي أثبت تفوقه على نماذج مغلقة المصدر مثل GPT-4 وClaude-3.5-Sonnet، على الرغم من أن مواردها المالية والبشرية أقل بكثير من منافسيها. ويرجع هذا النجاح إلى اعتمادها على تقنية "مزيج الخبراء" (Mixture of Experts - MoE)، التي تتيح تفعيل أجزاء محددة من الشبكة العصبية لكل استعلام، ما يقلل استهلاك الطاقة والتكاليف مقارنة بالبنية التقليدية التي تستخدمها OpenAI.
حقق مساعدها الذكي نجاحا واسعا، حيث تصدر متجر التطبيقات الأمريكي، متجاوزا ChatGPT. وبفضل كونه مفتوح المصدر، اجتذب اهتمام المطورين الذين وجدوا فيه بديلا قويا لأنظمة الذكاء الاصطناعي التجارية المغلقة.
اضطرابات في الأسواق العالمية بعد إطلاق نموذج R1
عند إعلان DeepSeek عن إطلاق نموذجها الجديد R1، شهدت الأسواق المالية العالمية اضطرابات حادة، حيث انخفض مؤشر ناسداك بنسبة 3.1٪ (سوق أمريكي للأوراق المالية يشتهر بتسعير الأسهم وتداول الأوراق المالية في قطاعات التكنولوجيا والابتكار)، ما أدى إلى خسائر تجاوزت تريليون دولار في يوم واحد. وكانت شركة "نفيديا" لرقائق تطبيقات الذكاء الاصطناعي الأكثر تضررا، حيث فقدت 700 مليار دولار من قيمتها السوقية، في أسوأ خسارة يومية في تاريخها.
كما تأثرت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث انخفضت أسهم آبل ومايكروسوفت وغوغل بشكل ملحوظ. ولم تقتصر التداعيات على قطاع التكنولوجيا، بل امتدت إلى قطاع الطاقة أيضا، حيث انخفضت أسهم GE Vernova بنسبة 21٪، وأسهم Vistra بنسبة 28٪، بسبب المخاوف من أن كفاءة DeepSeek في استهلاك الطاقة قد تقلل الطلب على الكهرباء في المستقبل.
ردود فعل متباينة من الخبراء والمنافسين
أثارت التطورات الأخيرة انقساما في آراء المحللين والمستثمرين، حيث يرى بعض الخبراء أن السوق قد بالغ في رد فعله، بينما يعتقد آخرون أن DeepSeek تمتلك القدرة على تغيير قواعد اللعبة في مجال الذكاء الاصطناعي.
من جهته، أشاد رئيس "نفيديا" بتقنيات DeepSeek، بينما وصف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، أدائها بـ "المبهر". وفي الصين، حظيت الشركة بدعم حكومي واضح، حيث التقى مؤسس DeepSeek برئيس مجلس الدولة لي تشيانغ في ندوة رفيعة المستوى لمناقشة مستقبل الذكاء الاصطناعي في الصين.
مخاوف تتعلق بالخصوصية والبيانات
على الرغم من نجاح DeepSeek، أثارت طبيعة أداة الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر وبعض سياساتها مخاوف تتعلق بالخصوصية. وتقوم الشركة بجمع بيانات المستخدمين، بما في ذلك سجل الدردشة والمعلومات الشخصية، وتخزينها على خوادمها في الصين، ما أثار تساؤلات حول مدى التزامها بالمعايير الدولية مثل اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR). وقد أدى ذلك إلى مقارنتها بتطبيق "تيك توك"، الذي يواجه تدقيقا متزايدا في الغرب بشأن طريقة تعامله مع بيانات المستخدمين.
أخيرا، يثبت النجاح السريع لـ DeepSeek أن تطوير نماذج ذكاء اصطناعي قوية لا يتطلب بالضرورة موارد هائلة مثل تلك التي تمتلكها OpenAI أو غوغل. ومع ذلك، لا تزال الشركة تواجه تحديات كبيرة، مثل قضايا الأمن السيبراني والتشريعات الدولية والمنافسة الشرسة مع كبرى الشركات.
المصدر: interesting engineering
نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد Qwen 2.5-Max أظهر أداء عاما مرتفعا للغاي
بإمكان المستخدم أن يفعّل هذه الميزة في جميع الأماكن التي يتواجد فيها الهاتف
يكسر هذا الإصدار احتكار الولايات المتحدة لأصول تطور التكنولوجية الرقمية
2025 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال