الأسرة هي اللبنة الأولى للمجتمع تتضح فيها كافة أشكال وعناصر المجتمع، وهي المؤثر الأول والأساسي في حياة الطفل، وبمساعدتها يمكن للطفل تقبل إعاقته وتجاوزها وتحقيق النجاح في مجتمعه مثله مثل باقي الأطفال. وتمر الأسر التي ولد فيها طفل معاق بمراحل وأزمات مهما كانت درجة وعيهم وتقبلهم مما يؤثر على أنماط العلاقات الأسرية وعلى حياة الطفل داخل الأسرة.
نمو الطفل داخل الأسرة
تعد عملية نمو الطفل داخل الأسرة من أهم المؤثرات في حياة الطفل؛ حيث يؤثر نمو الطفل وأسلوب تربيته ومعاملته على أنماط شخصيته طوال حياته، ليس هذا فحسب، بل ويرى العلماء أن المرحلة العمرية (للأبوين) التي يولد فيها الطفل تؤثر على سلوك وتربية الطفل. ففضلًا عن الآثار المترتبة على إنجاب الأم بعد سن الأربعين، فقد أوضحت الدراسات أن الوالدين صغار السن أكثر استثارة لحواس أطفالهم، بينما الوالدان كبار السن يكونان أكثر خبرة في التعامل مع الأطفال وأقل استثارة لحواسهم. ولذلك تعتبر الأسرة أهم مؤثر في حياة طفلها العادي وتكون أكثر تأثيرًا في حياة الطفل ذو الإحتياجات الخاصة الذي تشكل أسرته كل حياته وعالمه؛ لاعتماده على أسرته فترة طويلة قبل أن يواجه المجتمع.
يمكننا تلخيص أثر الأسرة على الطفل ذو الإحتياجات الخاصة قبل الولادة وفي السنوات الأولى من عمره :
تأثير الأسرة على الطفل ذو الإحتياجات الخاصة
يتضح من الشكل السابق أثر الأسرة على الطفل ذو الإحتياجات الخاصة سواء قبل ولادته أو بعد الولادة، وهو ما يؤكد لنا أهمية التوعية الأسرية قبل وبعد الولادة في حياة أطفالنا.
علاقة الطفل بوالدته: يعتمد نمو الطفل وتكيفه وتغلبه على إعاقته على أول ما تقع عينيه عليه وهي (أمه) حيث تنشأ بينهما علاقة أحادية يتعلق فيها بوالدته، وتكون والدته السند والمعين له بعد المولى عز وجل لتكيفه مع اعاقته والتدريب على تجاوزها.
علاقة الطفل بالوالدين: الوالدان هما كل حياة طفلهما وهما اللذان يضبطان كافة علاقات الأسرة ومن ثم فإن تقبل الوالدان للطفل ومساعدته في التدريب على التغلب على إعاقته وتقبل إخوته له يساهمان في تكيف الطفل وتدربه على الحياة الطبيعية لتجاوز الإعاقة.
علاقة الطفل بإخوته: أثبتت الدراسات أن إخوة الطفل ذو الإحتياجات الخاصة يكونون أكثر ضبطًا لسلوكهم وانفعالاتهم مقارنة بغيرهم من الإخوة بالأسر التي لا يوجد فيها طفل معاق، وهو ما يبرز دور إخوة الطفل المعاق في حياته.
رابعًا: أثر الإعاقة على الأسرة
تتأثر الأسر التي يولد فيها طفل معاق وتمر بعدة مراحل سنتناولها فيما بعد. وقد بينت الدراسات أن هناك نوعان من الآثار (الإيجابية والسلبية)، ففي حين يسبب ضيق الموارد المالية والمتطلبات اللوجستية والطلبات الجسدية في إرهاق الأسرة والضغط عليها، على الجانب الآخر أظهرت الدراسات أن الأسر التي لديها أطفال معاقون يزداد وعي أفرادها بقوتهم الداخلية، ويعزز التماسك الأسري، ويشجع التواصل مع المجتمع من ناحية أخرى.
خامسا: دور الأسرة في حياة الطفل ذو الإحتياجات الخاصة
للأسرة عدة أدوار في حياة طفلها ذو الإحتياجات الخاصة بدءًا من الميلاد مرورًا بالنمو بما يتضمنه من تعليم وتدريب وانتهاءً بالمساعدة في الاختيار السليم لمهنة المستقبل التي تتواكب مع قدراته وإعاقته وتأهيله للاعتماد على ذاته في حدود قدراته، ونتناول تلك المراحل في السطور التالية:
1- تقبل الطفل ذو الإحتياجات الخاصة وتأهيل أفراد الأسرة للتعامل معه: يعتبر هذا الدور من أهم أدوار الأسرة في حياة طفلها ذو الإحتياجات الخاصة ويترتب عليه مستقبل الطفل المعاق، حيث أن تقبل الأسرة لطفلها ذو الإحتياجات الخاصة وتهيئة إخوته للتعامل معه وتقديم الرعاية والتدريب والعون له من أهم قواعد النجاح في تأهيل الطفل المعاق.
2- رعاية وتدريب الطفل ذو الإحتياجات الخاصة: يقع على عاتق أسرة الطفل المعاق الدور الكبير في تدريب وتعليم الطفل. حتى لو قُدم له الدعم والرعاية في مؤسسة متخصصة فإن تعاون الأسرة مع المركز أو المدرسة يؤتي بثمار جيدة في تعليم الطالب، وقد كانت قصص نجاح المشاهير من ذوي الإعاقة مرتبطة بدعم أسرهم.
3- تهيئة الشخص ذو الإحتياجات الخاصة للتكيف مع مجتمعه: تتكفل غالبية أسر الأشخاص من ذوي الإعاقة بتدبير أمور مستقبل أطفالها سواء من حيث التعليم، أو التدريب، أو التأهيل للعمل، أو الزواج وهي كلها أمور تتكفل بتدبيرها وتهيئتها غالبية أسر المعاقين؛ ليضعوهم على الطريق السليم ليتكيفوا في حياتهم ويعتمدوا على أنفسهم بقدر الإمكان وفق قدراتهم واتجاهاتهم وميولاتهم.
المصدر: وكالات
تغيّرت سلوكيات أطفالي على صعيد العصبية والقلق في النوم والحديث خلاله.
تحسِّن الصحة وتُعزز الاستقرار والتماسك وتعطي نموذجًا للقدوة الحسنة
فتاة يمنية في الرابعة والعشرين من عمرها، متزوجة وأم لطفلين، ارتكبت خطأً كلفها أغلى ما تملك
2025 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال